النهار

"يوم النبيذ اللبناني"... "كاسكم" رغم الصعاب
A+   A-

للنبيذ اللبناني "سمعة جيّدة" حول العالم تُثبت جودته وتساهم في زيادة انتشاره يوماً بعد يوم، وتُبرزه من القطاعات القادرة على #النمو بشكل مستمر كواجهة ناجحة للبنان. يُزرع أفضل أنواع العنب في الكروم البقاعية والشمالية لإنتاج كميات كبيرة تُزيّن الموائد خلال الأعياد والمناسبات وتسعى إلى الوصول إلى موائد القطر الثاني من الكرة الأرضية.

وبعد النجاح في كل من باريس وبرلين ونيويورك وواشنطن، تبدأ غداً الخميس 16 تشرين الأول فاعليات "اليوم اللبناني للنبيذ" في مدينة سان فرنسيسكو الأميركية، والذي أطلقته وزارة الزراعة بالتعاون مع غرفة التجارة اللبنانية – الأميركية. ويرتبط نجاح الحدث بأهمية الحضور من خبراءٍ وصحافيين وأصحابِ مطاعم وأماكن تذوُّق من مختلف بلدان العالم. أما الهدف الأساسي فيبرز في السعي إلى ارتفاع معدّلات تصدير المنتج المحلي إلى الولايات المتحدة تحديداً، وتالياً تحريك العجلة الاقتصادية لهذا القطاع في البلاد، علماً أنّ #النبيذ المحلي موجود في الأسواق الأميركية بنسبة متدنية جداً.


اقرأ أيضاً: لهذه الأسباب اشرب كأس نبيذ يومياً

يُقام الحدث في موقع تاريخي هو Merchants Exchange Club ضمن الحي المالي في المدينة. وفي البرنامج محاضرة تلقيها خبيرة النبيذ جين ريلي Jean Reilly، ثم جولة تذوق في المعرض يلتقي خلالها الضيوف صانعي النبيذ اللبنانيين وممثلي الحكومة اللبنانية، ومن بعدها محاضرة ثانية.

زيادة إنتاج النبيذ المحلي وتصديره يؤمنان فرص عمل إضافية وتالياً يخففان من نسبة البطالة خصوصاً في القرى، علماً أنّ نحو 10 آلاف عائلة تعتاش منه حالياً. وليس خفياً أنّ لبنان من أقدم منتجي النبيذ في العالم، ويثبت هذا الأمر معبدَ باخوس في بعلبك، الذي بُني خلال العهد الروماني. فمنذ أكثرَ من خمسة الآف سنة، غرسَ سكان هذه المنطقة الكرمة، وصنعوا النبيذ وصدّروه إلى مصر وقرطاجة وباقي دول البحر الأبيض المتوسط. لكن اليوم، هل فعلاً يستطيع النبيذ المحلي زيادة نسبة الإنتاج المُصدّر إلى الأسواق العالمية ومنافسة علامات تجارية كبرى؟


وفي هذا الإطار، تحدّث رئيس الاتحاد اللبناني للكرمة والنبيذ ورئيس مجلس إدارة "شاتو كسارة " ظافر الشاوي إلى "النهار"، وقال: "إن تأثير صناعة النبيذ على الإقتصاد اللبناني ضئيل حالياً، فنحن ننتج تسعة ملايين زجاجة سنوياً فقط. ولعل للنبيذ دوراً غير مباشر في التأثير الإيجابي على الاقتصاد اللبناني. فإن الشهرة الواسعة التي عرفها نبيذنا في العالم، جعله حديثَ المجتمع، وبخاصة ضمن الجالية اللبنانية. وإذا أضفنا إلى ذلك عدد العاملين في القطاع، ولا سيّما خلال فترة القطاف، وعدد السياح الذين يزورون الخمّارات اللبنانية، ودور النبيذ اللبناني في المطاعم، يُصبح قطاع النبيذ ذا أهمية تفوق حجمه دون أدنى للشك".


اقرأ أيضاً: أيام عالمية للنبيذ اللبناني في الخارج

مصاعب وعراقيل

تواجه الشركات اللبنانية المنتجة للنبيذ مصاعب عدة، تبدأ بالغلاء المعيشي الذي ينعكس في أسعار الأراضي الزراعية المرتفعة، والكلفة العالية لاستيراد الآلات المتطورة وأيضاً الزجاجات والإتيكيتات والفلّين والكابسول من الخارج وتنتهي بالانتشار العشوائي للنبيذ الأجنبي في المطاعم والمقاهي اللبنانية. والمشكلة الأكبر هي أنّ النبيذ المحلي مظلوم بسبب عدم توافره في بعض المطاعم والمقاهي.

من جهته، رفض نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي في لبنان طوني الرامي فكرة عدم وجود النبيذ المحلي، مؤكداً أنّ وزارة السياحة أصدرت تعميماً أبلغت فيه أنّها لن توافق على أي قائمة طعام لأي مطعم في حال يتضمن النبيذ الأجنبي وليس اللبناني أيضاً.

أما عن التجارب الشخصية للأفراد الذين تقدموا بشكوى لـ "النهار"، فقد أكدوا أنّ بعض المقاهي تجيب أنّها لا تقدم النبيذ اللبناني رغم أنّه موجودٌ على قائمة الطعام. وطالب الرامي المواطنين بالتبليغ عن أي مقهى أو مطعم لوزارة السياحة أو حتى النقابة.



يلي حدث سان فرانسيسكو، "يوم النبيذ اللبناني" يوم الإثنين 20 تشرين الثاني في مدينة لوس أنجلس في بيفرلي هيلز، ويتضمن برنامجه جولة تذوّق تشكل فرصة للتعريف بالنبيذ اللبناني واقناع التجار الأميركيين بأنه سيحقق نجاحاً في السوق الأميركية. ويقيم القنصل اللبناني جوني ابراهيم في الفندق حفل استقبال بمناسبة عيد الإستقلال.


خطوات مستقبلية

بدا لافتاً الدعم الحكومي لهذا القطاع خلال السنوات الماضية متأملين أن يكون لصناعة النبيذ دور في ازدهار الاقتصاد، لكنّه غير كافٍ إذ إن تحديات الشركات المحلية كبيرة وسط الانتشار العالمي الكبير لمنتجات الدول غير المتخصصة في النبيذ مثل تشيلي والأرجنتين.

أما عن كيفية زيادة #الإنتاج، فأشار مدير عام شركة إكسير IXSIR لصناعة النبيذ هادي كحالة أنّ الجهود تنصب نحو زرع العنب على كل الأراضي اللبنانية من الجنوب وصولاً إلى الشمال، نظراً إلى أنّه يتم زراعته في 6 مناطق فقط! وأكدّ أنّ مشاركته في حدث "اليوم اللبناني للنبيذ" جزء من مجهود الشركات المحلية لإثبات جودة منتجاتها وزيادة التصدير إلى الولايات المتحدة باعتبارها أكبر بلد مستهلك للنبيذ، وباعتبار أنّ اقتصادها يشهد نمواً مستمراً.

اقرأ أيضاً: النبيذ الازرق لاول مرة في لبنان


الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium