تفاصيل التحقيق مع زياد دويري... "لم يُتهم بشيء"

انتهت "الهمروجة" على خير وترك مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية صقر صقر المخرج زياد دويري من دون توجيه أي تهمة إليه، بعدما استمع الى إفادته مدى ساعة في موضوع تصوير مشاهد من فيلمه السينمائي "الصدمة" في فلسطين المحتلة عام 2011. ويتناول الفيلم القضية الفلسطينية والدفاع عنها.

وحضر دويريى (54 عاما) مع والدته وفيقة منصور التي انتظرته في قاعة مجاورة لمكتب القاضي صقر. وعند الانتهاء غادر المخرج اللبناني الذي يحمل الجنسية الفرنسية مع والدته مبنى المحكمة العسكرية. واستعاد جواز سفره الذي كان احتجز اول من امس لدى وصوله الى مطار بيروت لحضور العرض الاول لفيلمه الجديد في بيروت "القضية رقم 23" بعد غد الخميس.



ورفض دويري الكلام لدى مغادرته مبنى المحكمة العسكرية، فيما اكتفت والدته بالقول لـ"النهار" ان "ابني لديه كل الصلاحيات ليفعل ما يشاء بعد تركه، وما حصل إخبارية لان الخفافيش يعميها ضوء الشمس".


وأفادت مصادر قضائية "النهار" أن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية ترك دويري لعدم وجود جرم. وأضافت أنّ الأخير تقدّم عام ٢٠١١ بطلب الى الاجهزة الامنية المختصة لدخول اسرائيل بهدف تصوير فيلم "المصيدة" على أرض الواقع في فلسطين المحتلة عن القضية الفلسطينية ومقاومتها ضد الاحتلال الاسرائيلي، وانتظر طويلا من دون ان يرده اي جواب".


وقالت المصادر نفسها: "على اعتبار وجود جرم دخول بلاد العدو، فإن هذا الجرم سقط بمرور الزمن الثلاثي على الجنحة. وبالتالي فإنّ دويري حر، علما ان هذا الجرم معاقب عليه في المادة 285 في قانون العقوبات. وتنص على عقوبة الحبس سنة وعلى غرامة مالية 200 الف ليرة".


وعن التحقيق معه قال دويري لاحقا: "مَن يحاربونني يحاولون إيقاف فيلمي الجديد، والمحكمة العسكرية رأت أن لا نية جرمية تجاه القضية الفلسطينية". وأضاف: "رسالة فيلمي الجديد "قضية رقم 23" قد لا تعجب البعض، وأنا أترك القرار للمجتمع اللبناني". ونوه بالدولة التي "تصرّفت معي في شكل عادل والأمن العام عاملني أفضل معاملة، لكنّ المحاربة تأتيني من بعض الصحافة وممن يزايدون ويخوّنون". وردّ على سؤال أحد الصحافيين عن التطبيع نافياً بنبرة حادة هذا الأمر، وقال: "رضعت من والدتي حليب الحرب الفلسطينية"، مؤكداً مضي عرض فيلمه الجديد في موعده . وقال: "يُعرض في أنحاء العالم. هو فيلم قانوني وله قوّته، فخر الصناعة اللبنانية". ونقلت "وكالة الصحافة الفرنسية" عن وكيل دويري المحامي نجيب ليان ان القضية "انتهت نهائيا"، مشيراً إلى أن موكله استدعي "إذ نسب اليه على اساس المادة 285 من قانون العقوبات أنه زار فلسطين المحتلة من دون موافقة صريحة من السلطات اللبنانية". وشدد على ان "وراء اثارة القضية مغرضين يتوزعون على فئتين: فئة أولى تغار من دويري، وثانية لديها دوافع سياسية لإفراغ لبنان من طاقاته الحية".


وأتى دويري الى بيروت ليقدم فيلمه الجديد "القضية رقم 23" في عرض اول في لبنان غداً، بعدما نال في مهرجان البندقية السينمائي السبت الماضي جائزة أفضل ممثل للفلسطيني كامل الباشا.

إقرأ أيضاً: المخرج زياد دويري "بلا جواز سفر"... ماذا يوضح لـ"النهار" بعد الحديث عن توقيفه؟

اقرأ أيضاً: زياد دويري لـ"النهار": فهمتُ تدريجاً أنّ الآخر حارب من أجل الوطن كما حاربنا (فيديو)