السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

تفاصيل القرار الظني في قضية الطفلة ايللا طنوس

المصدر: "النهار"
تفاصيل القرار الظني في قضية الطفلة ايللا طنوس
تفاصيل القرار الظني في قضية الطفلة ايللا طنوس
A+ A-

تبيّن أنه بتاريخ 1/3/2015 حصل حادث طبيّ فريد من نوعه وهو يحصل للمرة الأولى في لبنان ونسبة حصوله في العالم هي قليلة جداً، وهو إصابة الطفلة إيللا حسان طنوس وعمرها حوالى ثمانية أشهر ببكتيريا نادرة جدّاً تُعرف باسم /Streptococus A/ كذلك تعرف هذه الحالة SHOCKSCEPTIC أي الصدمة الانتانية. وقد أدّت هذه الحالة، التي نتجت عن الخطأ الطبي، وفقاً للتقارير الطبية، الى اتخاذ القرار ببتر أطراف الطفلة ايللا بعد حصول انقباض في شرايين يديها ورجليها، فأحدث هذا الموضوع ضجّة كبرى في الوسط الاجتماعي والطبي في لبنان وخصوصا ان حالات خطأ طبي عديدة وقعت في الآونة الأخيرة كشفتها وسائل الاعلام للرأي العام وراحت تكيل التهم في كل الاتجاهات وكان النصيب الأكبر منها قد أصاب المستشفيات والأطباء العاملين فيها.


بدء المأساة 


بدأت هذه المأساة حينما لاحظت السيدة المحامية ايليانا جريج زوجة السيد المهندس المكانيكي حسان طنوس بتاريخ 24/2/2015، أن ابنتهما ايللا ELLA تشكو من ارتفاع في الحرارة (38٫5) فاتصلت على الفور بالطبيب ع م لتُعلمه بالأمر فأجابها أنه في حال استقرّت حرارتها على هذه الحال عندها عليها أن تصطحبها الى عيادته الطبية لمعاينتها. وفي اليوم التالي شعرت والدة ايللّا ان ابنتها لا تزال حرارتها على حالها بدون أي انخفاض، فما كان منها الا أن اصطحبتها الى عيادته، وبعد قيامه بفحصها ومعاينتها اعلم والدتها بأن ايللا تعاني من "كريب ناشف" ، وهو فيروس يسبّب الارتفاع في الحرارة أحياناً تصل إلى أربعين درجة (40 د) ويستمر لمدة خمسة أيام، وطمأنها عن حالة الطفلة، ووصف لها العلاج وهو حبوب (البانادول) و(البروفينال) و(الفولتارين) وهي أدوية لتخفيض الحرارة وتخفيف الآلام . وفي اليوم التالي 26/2/2015 ارتفعت حرارة الطفلة ايللا الى حدود الأربعين درجة (40 د)، وعلى الفور اتصلت والدتها بالطبيب اياه .فطلب منها اجراء "فحض دم وبول" لها ليرتاح بالها من هذا الأمر وكانت قد أعطتها دواء (البروفينال) قبل اتصالها به. وعلى الفور ووفقاً لما طلبه منها الطبيب ، توجّهت الى مستشفى سيدة المعونات قسم الطوارئ وأجريَ للطفلة فحص "الدم والبول" وبعد انتظار والدتها في المستشفى حتى جاءت الطبيبة وأعلمتها بأنها اتصلت بطبيب الطفلة وأعلمته بنتيجة الفحص المخبري وأنه طلب منها أن تعلم الوالدة بأن النتيجة هي طبيعية جداً وأن الطفلة لا تعاني من أي شيء وعليها أن تتابع تناول الدواء الذي وصفه لها، وأن حرارتها ستستمر ليومين أيضاً، وأن والدة ايللا علمت من الطبيبة المناوبة ذاتها بأن الكريات البيضاء لديها بنسبة (11000) وهو أمر طبيعي بسبب ارتفاع الحرارة وأن المعدل الطبيعي وهو بنسبة (10000) ولا داعي للقلق. ويوم الخميس مساء لاحظت الوالدة أن الطفلة ايللا غير مرتاحة فاصطحبتها مجدداً الى الطبيب ذاته في عيادته صباح الجمعة في 27/2/2015 وأعلمته بأن ايللا تتراجع صحيّاً فأشار إليها باجراء فحص "دم وبول" Formule ثم قام بمعاينة الطفلة ليفاجأ بأن حرارتها تلامس درجة الأربعين، فأعطاها تحميلة "فولتارين".وفي اليوم التالي في 28/2/2015 بدأت حالة الطفلة بالتدهور، لتبيّن من خلال ما ذكر أعلاه بأن الطبيب وبحسب أقوال والدَيْ الطفلة، كان لا يزال يقول لهما بأنها لا تعاني من أي مشكلة وأن فحوصاتها كانت جيدة وأن الأمر هو طبيعي. 

وتبيّن فيما بعد من الشكوى الجزائية المقدمة من والد الطفل ايللا السيد حسان طنوس تاريخ 8/9/2015 التي اتخذ فيها صفة الادعاء الشخصي بحق المدعى عليهم، كما اتخذت أيضاً زوجته السيدة المحامية ايليان حنا جريج فيها صفة الادعاء الشخصي بحقهم أيضاً، بأنهما قد عرضا فيها ما يأتي:

إن الطبيب لم يقم بالتشخيص الصحيح لوضع ابنته الطفلة ايللا، ورغم وضعها الصحي السيّئ كان يطمئنهما بأن ايللا هي بخير وانها تعاني من الكريب Grippe حتى تاريخ 28/2/2015 (يوم السبت) بحيث أن والدتها قد اتصلت بالطبيب في ذاك اليوم وأعلنته بأن الحرارة آخذة في الارتفاع ،وذلك في حوالى الساعة التاسعة مساء ووصلت إلى الأربعين درجة، فنصحهم بوضع منشقة مبلّلة بالثلج على جبينها، فعادت الوالدة واتصلت به حوالي الساعة الحادية عشرة ليلاً وأعلمته بأن ايللا أصيبت بانحلال تام، فأجابها أن الوضع بخير، وستتحسّن قريباً،

إن "وضع الطفلة ايللا سوف يتحسّن" بهذه العبارة كان استمر الدكتور ع م يطمئن ذوي ايللا ويصرّ على إعطائها الأدوية البسيطة حتى يوم السبت فوصل وضعها الى بداية المصيبة، أي يوم الأحد في 1/3/2015، يوم إدخال الطفلة ايللا إلى مستشفى المعونات منذ الصباح الباكر وبعد اتصالهم بالطبيب واعلامه بأنهم سوف يتوجّهون الى المستشفى في جبيل نظراً الى وضع ايللا الصحي المتدهور فوافق معهم على ذلك، ووعدهم بالتكلّم مع ادارة المستشفى لاجراء اللازم، كما وعدهم بأنها ستكون في المنزل بعد الظهر، من دون أن يوافيهم الى المستشفى يوم الأحد، وإن الوالدين لاحظا عدم الاهتمام بالطفلة منذ لحظمة دخولهما الى المستشفى، من دون أن يذكرا أيّ سبب لذلك، وابقيت الطفلة ايللا في قسم الطوارئ طيلة يوم الأحد حتى السادسة مساء، وأجريت لها تدابير طبيّة بعدما تبيّن أنها تعاني من انخفاض في الضغط، وانحلال في جسمها وإسهال حاد، وعدم قدرة على التحرّك، وحرارة مرتفعة جداً،

أضاف المدّعيان في الشكوى أن الطبيب ع م لم يحضر يوم الأحد لمعاينتها والوقوف على وضعها، للبدء بعلاج فوري، وأن حالتها ساءت كثيراً في هذا اليوم، ورغم ذلك لم يتم نقلها من قسم الطوارئ بحيث انها وضعت على (Chaise Longue) مع فترة انتظار طويلة حتى قدوم الممرضة التي قامت بقياس حرارة ايللا وبقيت في هذا القسم حتى الساعة السادسة مساء حيث نقلت إلى احدى الغرف، وكان قبل ذلك قد حضر طبيب متدرّج Interne وقام بفحصها وبتدوين كل شيء عن وضعها، وطلب استدعاء الطبيبة الشاهدة ر ش ليقوم بفحصها، وانه بعد فحض ايللا ووضع المصل لها في غرفة في قسم طب الأطفال، أعيدت الطفلة الى قسم الطوارئ وكانت مرهقة ومتبعة ومنحلّة لارتفاع الحرارة، وتركتها الطبيبة من العاشرة حتى حوالى الساعة الثالثة بعد الظهر بتكليف من المستشفى، وحتى هذه الساعة لم يكن المدعى عليه الدكتور ع م بعد قد أعطاها أي علاج لازم، وهكذا بدأت حالة ايللا تسوء شيئاً فشيئاً، وكانو قد أعطوها حتى تلك الساعة 12 تحميلة فولتارين، وتركت ايللا من دون علاج حتى ساءت حالها جداً في الساعة العاشرة ليلاً.

وتبيّن ان الجهة المدعية عرضت أيضاً في شكواها أنه في اليوم الثاني لوجودها في مستشفى سيدة المعونات أي يوم الاثنين في 2/3/2015 اشتكت والدة ايللا من اهمالها خلال الليل بكامله إذ لم تأتِ أيّ ممرضة إلى غرفتها للاطمئنان على الطفلة حتى الساعة الثالثة فجراً. الى أن وصل الطبيب ع م الى المستشفى ودخل إلى غرفة ايللا في الساعة السابعة صباح الاثنين وقام بفحصها فوجدها محرورة مع ضيق في التنفس وانتفاخ في العينين، فطمأن ذويها بأنها سوف تكون على ما يرام، إلّا أنه في حوالي الساعة الثانية عشرة ظهراً عاد الطبيب الى المستشفى واعلم والدها بأنه لا يوجد أي خطر على حياتها إلّا أنها بحاجة الى غرفة عناية فائقة للأطفال الأمر غير المتوفر في مستشفى سيدة المعونات. وقام بتأمين سرير للطفلة في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، إلّا أنه لم يتمكّن من تأمين سيارة إسعاف لنقل ايللا إليه، عندها عرض والد الطفلة المدّعي حسان طنوس على الطبيب نقل الطفلة ايللا في سيارته الخاصة إلى الجامعة الأميركية، وهو مسعف سابق لدى الصليب الأحمر، وهكذا تم نقل ايللا بسيارة والدها مع المصل المعلّق لها والأدوات اللازمة ومع طبيبة مرافقة ، مع تقرير مفصّل عن وضعها الصحي من الطبيب م الى مستشفى الجامعة،

وتبيّن أنه اثناء الطريق اتصل أحد أصدقاء المدعي والد ايللا وأعلمه بأنه قام بتأمين سرير للطفلة ايللا في مستشفى أوتيل ديو وأن الطبيب ف خ سيكون هناك بانتظاره، على الفور اتصل المدعي طنوس بالمدعى عليه الطبيب م ع وأعلمه بالأمر فوافق هذا الأخير على ذلك ونصحه بالتوجّه إلى مستشفى أوتيل ديو لأن الطبيب ف خ هو من أهم الأطباء في لبنان.

وتبيّن أن المدعي حسان طنوس تابع عرضه في الشكوى بأنه لدى وصوله مع ابنته ايللا الى مستشفى اوتيل ديو دخلوا الى قسم الطوارئ والتقى بعد انتظار دام لبعض الوقت، بالدكتور ف خ الذي أعلم بالتقرير المرسل الى الجامعة عن وضع ايللا وقرأه أيضاً مطّلعاً عليه، ثم تحدث مع طبيب الطفلة عبر الهاتف وأعلمه بأنه لا يستطيع استقبال ومعالجة الطفلة على مسؤوليته لأن الطبيب المختص بكلى الأطفال مسافر، فرفضوا استقبالها ولم يقم بفحصها أو تقديم أي اسعافات لها،

وتابع المدعي والد الطفلة ايللا بأنه تابع سيره بسرعة باتجاه مستشفى الجامعة الأميركية، ولدى وصولهم الى قسم الطوارئ كانت ايللا قد أصبحت في حالة حرجة للغاية، رئتاها مملوئتان بالمياه، الكلى معطّلة، ضغط الدم منخفض جداً، ولحظة وصولها إلى الجامعة لم يكن هناك سرير في غرفة العناية الفائقة، وقد تم نقلها إليها في الساعة الثانية عشرة ليلاً. ونتيجة كل ذلك وضعها بدأ يتفاقم، وراحت الغرغرينا تتفشّى في أطرافها حتى انقطع الدم عنها واسودّ لونها حتى تمّ بتر جميع أطرافها.


التهاب فيروسي 

 
وتبيّن أنه لدى استماع افادة المدعى عليه الدكتور ع م بموجب الشكوى الحاضرة، أفاد انه في حالة الطفلة ايللا ووضعها الصحي الذي كانت عليه لم يكن بوسعه أن يعالجها إلّا وفقاً لما قام به، أما في اليوم التالي، الخميس 26/2/2015، عندما ارتفعت حرارتها حتى حدود الاربعين درجة طلب لها اجراء فحص دم وبول وكان تبين منه حالة التهاب فيروسي وفي هذا الحالة لا يُعطى المريض الا مخفّضات للحرارة وأنه قد أعطاها "بانادول" وايبوبروفين وبارباسيتامول، وان الطفلة ايللا بعدما تفاقمت حالتها وأصبحت بحاجة الى غرفة عناية فائقة للأطفال طلب نقلها الى مستشفى آخر، وأنه لايوجد لدى مستشفى المعونات سيارة اسعاف خاصة بها، ولدى وصولها الى الجامعة الأميركية أظهروا اهتماماً بها وأجريَ لها وضع الميل في الشريان الأساسي من الرجل، وأن الطبيبة المرافقة أعلمته بأن أطراف الطفلة كان لونها زهرياً وأن الدكتورة م ك استقبلتها، أما فيما يتعلق بعدم قيامه بعملية زرع لمعرفة صحة وضع ايللا خلال المرحلة الأولى من الاشراف عليها لمعرفة ما تشكو منه فعلياً، فأجاب انه بحسب العادة والعلم الطبي فإنه في حالة وجود طفل لديه هذه الحالة بالذات "لا نجري عملية زرع". 

وتبين من الشكوى أيضاً بأن المدعي يذكر فيها أن تقرير الجامعة الأميركية بتاريخ 3/3/2015 يثبت حالتها عند ادخالها الى مستشفى الـ AUH – قسم العناية الفائقة للأطفال بسبب حرارة وطفح على الجلد ونقص في الضغط وفي النشاط، وبشكل صدمة انتانية، SEPTIE SHOCK، ومن التقرير الطبي الثاني الصادرة عن الجامعة الأميركية في بيروت المركز الطبي، بأن الطفلة ايللا طنوس قد أُدخلت إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت – المركز الطبي انها مصابة بصدمة انتانية، ويحتمل أن يكون سبب ذلك هو نتيجة التشخيص المتأخر، ومؤرخ في 11/3/2015، ومن التقرير الطبي الصادر عن المرجع ذاته بتاريخ 30/3/2015، انها تعاني من GROPPA STREPTOCAL INLECTION SPTIC SHOCK PIC أمراض تجلّد الدم داخل الأوعية،



تقرير اللجنة الطبية  


وتبين أنه بعد إحالة هذه الدعوى إلى دائرتنا قمنا بتعيين لجنة طبيّة لدراسة ملف هذه القضية وتحديد المسؤوليات برئاسة نقيب الأطباء الأسبق الدكتور شرف أبو شرف وعضوية الأطباء الاختصاصيين: 

2- باتريسيا كلداني – أمراض وبائية عند الأطفال،

3- عصمت غانم – طب عضم لدى الأطفال،

4- أمين قزي – طب طوارئ طبية،

5- بروفيسور نهى حكيمة – علوم مخبرية وجرثومية،

6- شوقي حمود – أطفال وعناية فائقة عند الأطفال،

7- بروفيسور جاك مخباط – أمراض جرثومية

8- بروفيسور جورج ثابت – جراحة الشرايين،

9 – بروفيسور اندره مغربي – طب وراثي،

على أن تستعين اللجنة المعيّنة، وتتعاون مع خبرات فنية محلية أو أجنبية تراها مناسبة لانارة التحقيق، وقد تعاونت هذه اللجنة فعلياً مع مستشارين من خارج لبنان وهم: بروفيسور ANNA TEGLUND – أمراض جرثومية – اختصاصية في جرثومة STREPTOCOCUS A، عدوى الجرثومة العقدية – جامعة كارولينسكا في ستوكهولم

- بروفيسور JONAS BERNE: PICU رئيس قسم العناية الفائقة للاطفال – جامعة كارولينسكا – ستوكهولم،

- mARIE LANN LONGUE: DIVES DURANDI – PARIS طبيب العناية الفائقة للاطفال وجراحة قلب الأطفال،

- PROF MEHDI OUAL HA: طبيب عناية فائقة أطفال NECKER – PARIS

- PROF: STEPHANE CLEMANT DE: طب طوارئ وعناية فائقة أطفال – CLETY جامعة لوفين، بلجيكا

وقد رفعت اللجنة تقريرها الى هذه الدائرة بتاريخ 6/1/2016 بعدما كانت قد كلّفت بالاستحصال على الملف الطبي الكامل مع مستنداته العائد للطفلة ايللا من المستشفات المعنية، وقد خالف الدكتور أمين قزي رأي الأكثرية في هذا التقرير معتبراً أن له وجهة نظر مغايرة مُدوناً هذه المخالفة بصورة صريحة وخطية، وأبرز كتاباً ضمّنه رأيه الطبي المغاير.



التهاب غزوي

وتبين أنه بحسب تقرير اللجنة الطبية المكلّفة فانه يصف حالة "طفلة تبلغ من العمر ثمانية أشهر وتعاني من التهاب غزوي حاد مقترن بصدمة، بدأ المرض مع علة اعراضها شبيهة بالنزلة البادرية الوافدة استمرت لخمسة أيام وعولجت بأدوية مضادة للالتهاب، وفي اليوم السادس دخلت المريضة في صدمة انتانية عولجت لستة أيام بأدوية فعّالة في الأوعية واصيبت بغرغرينة أطراف متناظرة شاملة ادّت الى بتر جزئي بليغ للأطراف الأربعة". 

وأبرز ما جاء في هذا التقرير:

- إن الطبيب المعالج الدكتور ع م لم يكشف بواسطة الفحص البدني شيئاً هاماً، وصف للطفلة أدوية مضادة للالتهاب ومضادة للحمى وطلب اجراء عدّ دموي شامل وزرع بول، في اليوم الثاني من الحمى في 25/2/2015،

- إن العد الدموي الشامل الذي أجريَ في 26/2/2015 اظهر ارتفاعاً ضئيلاً في كريات الدم البيضاء (11400) وأتى تحليل البول سلبياً،

- في اليوم الرابع من الحمى في 27/2/2015، أصبحت الحمى محمولة الا انها استدامت مع استجابة متقطعة للادوية المضادة للالتهاب، وبعد فحص الطفلة ايللا من الطبيب م أوصى بمواصلة العلاج ذاته (بانادول وايبوبروفين) في ضوء فحوصات الدم وزرع البول،

- في اليوم الخامس من الحمّى في 28/2/2015 بدأ إسهال مخاطي خلال الليل غزير مع تقيؤ،

مستشفى سيدة المعومات في جبيل:أدخلت الطفلة ايللا الى المستشفى في 1/3/2015 قسم الطوارئ قام بفحصها طالب في الطب (MED4) أجرى اتصالاً بالطبيب المعالج ع م. وأطلعه على ما استجدّ، بدأ العلاج بالسوائل، والبانادال والفولتارين ونتيجة زرع البول وزرع الدم في 1/3/2015 سلبية.

مستشفى أوتيل ديو: اتخذ والد الطفلة قراراً بنفسه، أثناء توجهه الى مستشفى الجامعة الأميركية، الساعة الثانية بعد الظهر، وبموافقة الطبيب المعالج، عدم انتظار سيارة الاسعاف بعد 450 دقيقة، وعلى المرور الى مستشفى اوتيل ديو والتوقف فيها لاستشارة طبيب أطفال، علماً بأن الطبيبة المرافقة طلبت منه عدم التوقف حفاظاً على عدم اضاعة الوقت، ووصلت الطفلة ايللا بالسيارة مع والديها الى أوتيل ديو في الساعة 3:40 دقيقة بعد الظهر نصح الدكتور ف خ العائلة باكمال طريقها الى مستشفى الجامعة الأميركية، ولم يجرِ لها أي فحص سريري، وأعطاها شراب البانادول قبل أن تغادر الى مستشفى الجامعة الأميركية،

في تمام الساعة 4:45 دقيقة من تاريخ 2/3/2015 وصلت الطفلة ايللا مع ذويها الى مستشفى الجامعة واستبقيت في قسم الطوارئ حتى الساعة الحادية عشرة ليلاً، بعدما كانت الطبيبة م ك قد شخّصت صدمة انتانية باردة، وأن الطفلة قد اعطيت ادوية رافعة للضغط. وتبين من التقرير الطبي المذكور أن الأدوية الرافعة للضغط التي أعطيت للطفلة EFINEPHRINE DOPAMINE بالجرعات المعدّدة في السجلات وبعدد الأيام كان لها أبلغ الآثار على تطور الوضع السلبي للطفل وفي تسكير شرايينها والاصابة بالغرغرينة، وما أدّى بالنتيجة الى بتر أطرافها التي حصل فيها انسداد كلّي وكامل للشرايين،

وتبين بالتحقيق مع الطبيبة ر ش التي عالجت الطفلة ايللا خلال وجودها في مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت أنها أنكرت أن يكون هذا العلاج بأدوية "الدوبامين" و"الابنيغرين" هو سبب البكتريا التي أصابت ايللا المؤدي الى بتر أطرافها لأنه لم يعطى بكميات كبيرة ولا لفترة طويلة، وأنها حافظت على حياة الطفلة بتقديم العلاج لها،

وتبين انه لدى التحقيق مع المدعى عليه الدكتور ف خ انكر ما اسند اليه التسبب بالايذاء وبعدم اغاثة مريض، وأنه اُعلِمَ بأن الطفلة التي كانت بصدد نقلها من مستشفى المعونات الىمستشفى آخر على انها تعاني من مشكلة في الكلى، واعلم صاحب الطلب بأن طبيب الكلي الاختصاصي هو مسافر خارج لبنان ، ورغم من ذلك احضرت الطفلة الى المسشتفى ولم تبق فيه الا لبضع دقائق، وان وضعها كان عادياً فكانت تتحرّك وتلهو مع ذويها ولم يكن وضعها مأسوياً، وأن طبيبها المعالج كان بصدد نقلها الى الجامعة الاميركية، وأنه تحدث معه على الهاتف وعلم منه ذلك، وبعد ذلك انصرف الوفد الذي كان قد احضر الطفلة معه وتوجّه إلى الجامعة، وانه خلال بضع الدقائق الذي وجدت الطفلة خلاله في أوتيل ديو قد اعطيت دواء بانادال في قسم الطوارئ ثم غادرت المكان مع ذويها.

وتبين انه لدى التحقيق مع مستشفى أوتيل ديو بواسطة ممثله القانوني الدكتور نجيب جهشان انكر ما اسند الى المستشفى لجهة التسبب بايذاء احد المرضى أو عدم اغاثته واسعافه، وان الطفلة التي احضرت الى قسم الطوارئ وغادرت خلال وقت قصير وباتجاه مستشفى الجامعة الأميركية، لم تكن بحاجة الى أي اسعافات او اغاثة.

وتبين انه لدى التحقيق مع مستشفى الجامعة الأميركية بواسطة ممثله القانوني الدكتورة بترا خوري، أنكرت الأمر وأضافت أن الطفلة ايللا قد استحوذت على العناية الطبية في المسشتفى،

وتبيّن أنه لدى التحقيق مع مستشفى سيدة المعونات بواسطة ممثله القانوني الدكتور زياد الخوري، أنه أفاد أن ادارة المستشفى تترك حرية العمل والتحرك لكل طبيب يعمل فيه ولا تعطيهم أي توجيهات، وأنه لا يوجد سيارات اسعاف لنقل المرضى وانما يتم ذلك بواسطة سيارات عائدة للصليب الأحمر، وان الادارة في المستشفى تقوم بمراقبة دورية على العاملين والممرضين والممرضات. وهي مسؤولة عن توجيههم. أما الأطباء فيوجد نوع من الهرمية لكل قسم في المستشفى ويتم التدخل لتسهيل الأمور، ولا يوجد مراقبة على الأطباء أثناء تأدية أعمالهم الطبية.


اخطاء في التشخيص


وتبين من أوراق الدعوى ومستنداتها والتحقيقات التي أجريت فيها، أنه حصلت أخطاء في التشخيص في جميع المستشفيات، وتحديداً في مستشفى المعونات وفي مستشفى الجامعة الأميركية، ففي المعونات حصل تشخيص طبي ثلاث مرات، وفي الجامعة الأميركية حصل تشخيص طبي ست مرات مع العلم بأن العلاج بدأ اعطاؤه للطفلة ايللا منذ دخولها الى المستشفى في الجامعة، 

وتبين ان المدعى عليهم قد طلبوا الاجتماع الى اللجنة الطبية للاستفسار منها عن بعض الأمور وذلك بموجب طلب قدم من المسؤولة عن مستشفى سيدة المعونات بتاريخ 13/2/2017، وكذلك طلب الآخرون ذلك بموجب طلب مدوّن على محضر جلسة التحقيق بتاريخ 30/11/2016، وان اللجنة أجابت على هذا الطلب بالرفض معتبرة ان تقريرها الشامل قد جرى دفعه الى دائرتنا وفيه كل الخبرة الفنية المطلوبة والتي كلّفت بها ودوّنت رفضها في 23/1/2017،

وتبين اننا، وإفساحاً في المجال أمام الفرقاء لممارسة حق الدفاع المطلوب فقد طلبنا من المدعى عليهم تقديم تساؤلاتهم وأسئلتهم وعرضناها على اللجنة الطبية وطلبنا منها الاجابة عنها لاعادتها الى وكلاء المدعى عليهم تأميناً لحق الدفاع. وتبين أن جميع المدعى عليهم المستجوبين قد أنكروا ما أُسند إليهم.




حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم