السبت - 18 أيار 2024

إعلان

الحشرة القرمزيّة "تغزو" حقول الصبّار جنوباً والمزارعون ينتظرون إرشادهم الى سبل "الخلاص"

النبطية - سمير صباغ
A+ A-

رغم ما يملكه الصبّار من قدرة على تحمّل العطش والجفاف في أقسى الظروف المناخيّة الصحراويّة، إلاّ أن هذه النبتة "الصبورة" تتجه الى الإنقراض جنوباً بعدما غزت الحشرة القرمزيّة (Dactylopius coccus) حقولها في عدد من قرى النبطية، في ظل غياب أي دور مساعد لدى الوزارة المختصة، أو الجميعات المعنية، بإستثناء بعض البلديات التي بادرت الى مساعدة المزارعين في القضاء على هذه الآفة، لكن من دون اعتماد الطرق الآيلة الى القضاء بشكل كامل عليها، مما جعلها تتكرّر سنوياً.


بعد خسائر قاسية لحقت بالمزارعين خلال الموسم الفائت نتيجة تعذّر المعالجات الجذريّة، تجدد القلق في الموسم الحالي رغم قيام وزارة الزراعة، بالتعاون مع البلديات، بالكشف على كروم الصبّار التي أصابتها تلك الحشرة ووزعت مبيدات على مزارعيها. فما هي هذه الآفة "المستعصية"؟
"تتغذى هذه الحشرة على ألواح الصبّار، والمعروف أن لوح الصبّار لا تقل سماكته عن 1سم وارتفاعه عن 30 سم، وهذا ما يوفر لها وضعاً مريحاً لتكاثرها. ولأن هذه الحشرة لها فم ثاقب، تستطيع أن تغرز خرطوم فمها بسهولة في لوح الصبّار وتبدأ في إمتصاص عصارته، مما يؤدي الى جفاف اللوح واصفراره وتلفه وقد تصل الى إتلاف الشجرة. وهنا تكمن خطورة هذه الحشرة التي ينبغي مكافحتها والوقاية منها"، وفق ما قاله المهندس الزراعي حسنين قانصو لـ"النهار"، لافتاً الى أن "سبب ظهور هذه الحشرة يعود الى عوامل واسباب عديدة لا يمكن حصرها في أمر واحد: فقدان العدو الطبيعي لهذه الحشرة أو تقلّص عدده، وهو من عائلة الدبابير وحتى اصغر من الدبور، يتغذى على النحل، مما يؤدي الى تكاثر هذه الحشرة بهذا الشكل الخطير والمخيف، فضلاً عن التلوث البيئي وعوامل مناخية أخرى".


المكافحة تحتاج الى توجيه؟
اللافت أن هذه الحشرة أصابت في العام الفائت أوراقاً وجذوراً وثمار الصبّار في العديد من المناطق، لأن إستخدام الأدوية مع الزيت الصيفي الفعّال في مكافحتها لم يعط نتائج إيجابية ومباشرة للحد من إنتشارها بسبب أخطاء ارتكبها المزارعون عند استخدامه، لأن هذا المرض كان جديداً ولم يكن معروفاً في لبنان.
وهنا السؤال: كيف يمكن إنقاذ الموسم الحالي من الصبّار بعدما عاودت الحشرة إنتشارها؟.
أجاب: "كان من المفترض بدء مكافحة هذه الحشرة قبل نضوج أكواز الصبّار حفاظاً على الموسم، لكن لا يزال ثمّة مجال لمكافحة هذه الظاهرة بكل سهولة وطمأنينة من خلال الافادة من المبيدات الحشرية، على ان تكون طريقة الرش اولاً مصحوبة بضغط قوي من الماء للتخلص من اكبر قدر ممكن من الحشرات، ثم ترش بطريقة التبخير"، مشدداً على أن "المشكلة ليست في القضاء على هذه الحشرة بل في آلية تعامل المزارع مع مكافحتها والقضاء عليها".
ولفت أخيراً الى ضرورة "ايجاد فريق من الاختصاصيين يواكب ويوجه المزارعين في عملية مكافحة الحشرة القرمزيّة".


[email protected]
twitter:@samirsabbagh

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم