الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هيلاري كلينتون تقبل ترشيح الحزب الديموقرطي للرئاسة الاميركية وتؤكّد قدرتها على مواجهة إرهاب الخارج وأعمال العنف في الداخل

هشام ملحم
هشام ملحم
هيلاري كلينتون تقبل ترشيح الحزب الديموقرطي للرئاسة الاميركية وتؤكّد قدرتها على مواجهة إرهاب الخارج وأعمال العنف في الداخل
هيلاري كلينتون تقبل ترشيح الحزب الديموقرطي للرئاسة الاميركية وتؤكّد قدرتها على مواجهة إرهاب الخارج وأعمال العنف في الداخل
A+ A-


في خطوة تاريخية، باتت هيلاري كلينتون المرأة الأميركية الأولى يرشّحها حزب كبير رسمياً لمنصب الرئاسة الاميركية، بعد 25 سنة في الحياة العامة حفلت بالانجازات والنكسات والفضائح.


عندما قبلت كلينتون مساء الخميس ترشيح حزبها لهافي مؤتمره العام بمدينة فيلادلفيا، حيث ولدت الجمهورية الاميركية، دشنت بذلك حملة انتخابية لا نظير لها في تاريخ الولايات المتحدة، ليس فقط لان مرشحة الحزب الديموقراطي أمرأة - والترشيح جاء بعد أقل من قرن من حصول المرأة على حق الاقتراع، ولكن أيضاً لان مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب هو من خارج السياق السياسي وتتسم تصرفاته بالتهور ومواقفه بتعصب قل نظيره بين السياسيين الاميركيين في العقود الاخيرة.
وقالت كلينتون في خطاب القبول إن البلاد تمر في مرحلة حرجة، لأن "هناك قوى تهدد بتقسيمنا، وبتفكيك أواصر الثقة والاحترام بيننا"، وذلك في اشارة واضحة الى منافسها ترامب نظراً إلى سياساته السلبية واسلوبه الصدامي. وقدمت نفسها على انها ستكون رئيسة جدية قادرة ومؤهلة للدفاع عن الشعب الاميركي بجميع اطيافه الاثنية والدينية، وتوحيد المجتمع الاميركي في صراعه ضد ارهاب الاسلاميين المتطرفين في الخارج، واعمال العنف في الداخل، وتوفير فرص عمل للأميركيين ودعم الطبقة الوسطى.
ومع ان الخطاب جاء خلواً من أي فقرات بليغة أو صور شعرية ملهمة، كتلك التي يتوقعها الاميركيون من رؤساء أمثال جون ف. كينيدي، ورونالد ريغان أو باراك أوباما، إلا أنه كان خطاباً متماسكاً وجيداً وتطرق بوضوح الى التحديات التي تواجهها البلاد، والى الحلول التي ستعتمدها كلينتون في حال انتخابها. وجاء الخطاب في ختام أربعة أيام لمؤتمر تميز - باستثناء ساعاته الأولى - بتنظيمه الجيد وبرنامجه الشيق، عكس مؤتمر الحزب الجمهوري في الاسبوع الماضي والذي كان قاتما بمضمونه ولم يكن منظماً بدقة.
وكان من الواضح ان كلينتون كانت تدرك أنها تلقي أهم خطاب في حياتها السياسية، وأن عليها ان تحقق أكثر من هدف في خطاب يراقبه الكثيرون من الذين لم تستحوذ المعركة الانتخابية بعد على اهتمامهم الجدي. وقد حاولت، من خلال دفاعها عن بعض المقترحات "التقدمية" التي طرحها منافسها الديموقراطي بيرني ساندرز، مثل رفع الحد الادنى للأجور وتسهيل التحصيل الجامعي، توحيد أجنحة الحزب، وكذلك دحض طروحات ترامب والتركيز على انه غير مؤهل بطبعه أو بخبرته لان يكون رئيساً للولايات المتحدة. لكن الهدف الابرز وربما الاصعب، هو اقناع نحو ثلثي الناخبين الذين لا يثقون بها، بأن ينظروا اليها مرة أخرى وبعيون مفتوحة. وأظهر استطلاع للرأي لصحيفة "النيويورك تايمس" وشبكة "سي بي أس" الاميركية للتلفزيون ان 67 في المئة من الناخبين كافة، و74 في المئة من الناخبين المستقلين لا يثقون بكلينتون.
وقارنت كلينتون بين جديتها وخبرتها في شؤون السياسة الخارجية والامن القومي، وجهل ترامب وتهوره وافتقاره الى الخبرة في هذا المجال. وفي هذا السياق تبنت ما اعتبرته انجازات أوباما، ومنها الاتفاق النووي مع ايران "دون اطلاق رصاصة واحدة". وأضافت انها فخورة "بالوقوف الى جانب حلفائنا في حلف شمال الاطلسي ضد أي خطر يواجهونه، بما في ذلك من روسيا" وذلك في انتقاد واضح لمواقف ترامب المشككة بجدوى الحلف، وثنائه على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وشددت على انها ستواصل بحزم الحرب ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش). وبعد ذلك انتقلت كلينتون لانتقاد تصريحات ترامب ومواقفه من هذه التحديات بمزيج من السخرية والجدية: "دونالد ترامب يقول، وهذا كلامه: أنا أعرف عن داعش أكثر مما يعرفه الجنرالات". وأضافت على وقع ضحك الجمهور: "كلا يا دونالد، انت لا تعرف أكثر". وذّكرت كلينتون المستمعين إليها ومشاهديها بان ترامب كان قد قال إن القوات الاميركية المسلحة هي في حال "كارثية". وهنا تحدثت كلينتون، كما فعل خطباء عدّة في المؤتمر، بنبرة وطنية قوية وباعجاب كبير بالقوات العسكرية الاميركية التي اعتبرتها بمثابة "كنز وطني". وقالت: "نحن نولي القائد الاعلى للقوات المسلحة (الرئيس الاميركي) ثقتنا كي يتحذ القرارات الصعبة التي تواجهها بلادنا... قرارات حول الحرب والسلام، والحياة أو الموت".
وخاطبت الجمهور قائلة: "اسألوا أنفسكم، هل يملك دونالد ترامب الشخصية المناسبة كي يحتل منصب القائد العام للقوات الاميركية المسلحة؟". وبعدما اعتبرت ان ترامب عاجز حتى عن معالجة تقلبات الحملة الرئاسية، لاحظت أنه "يفقد اعصابه حين سماع أي استفزاز. أو عندما تطرح عليه صحافية سؤالاً صعباً، أو يتحداه أحد خلال مناظرة (...) تخيّلوه في المكتب البيضوي وهو يواجه أزمة حقيقية. أي رجل يمكن ان يعطى طعم عبر تغريدة، ليس رجلا نستطيع ان نثق به ويده على السلاح النووي؟". واتهمت ترامب بإبعاد الحزب الجمهوري عن (شعار) "الصباح في أميركا" للرئيس ريغان وزجه في شعار "منتصف الليل".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم