الأحد - 12 أيار 2024

إعلان

خمس مسرحيات من أرشيف سامي خياط: أعمال الماضي تتحدث عن الحاضر

يوليوس هاشم
خمس مسرحيات من أرشيف سامي خياط: أعمال الماضي تتحدث عن الحاضر
خمس مسرحيات من أرشيف سامي خياط: أعمال الماضي تتحدث عن الحاضر
A+ A-

البعض يحبّون التعرّف إلى الماضي من خلال كتب التاريخ، أمّا جمهور سامي خيّاط فيمكنه أن يتعرّف إلى التاريخ اللبناني والعربي والعالمي من خلال أرشيفه الذي يقدّم جزءاً منه إلى جيلٍ قديمٍ يفتح أمامه نوافذ واسعة من الذكريات والنوستالجيا، وجيلٍ جديد يفتح أمامه أبواباً عريضة للإكتشافات والاستنتاجات.


خمس مسرحيات، إثنتا عشرة ساعة من الكوميديا والموسيقى، جمعها سامي خيّاط في علبةٍ صغيرة: (Super-Choir (1978، أبو كاليبس (1980)، بدّا بوم (1981)، Finito (1982-1983)، واليوبيل الذهبي (2010).
لافتة عناية خيّاط بأرشيفه، فهو يحتفظ بكلّ ما يتعلّق بالمسرحيات، بدءاً بالنصوص المكتوبة بخطّ يده، وصولاً إلى الصور وposter المسرحيات، بطاقات الدخول، المقالات والمقابلات الصحافية، الإعلانات عن أعماله... هو يحتفظ حتّى بالعقود الموقّعة مع الممثلين والتقنيين، من دون أن ننسى فواتير العروض ودفاتر المحاسبة. سامي خيّاط حفظ أيضاً ديكور المسرحيات والثياب والأكسسوارات، وحماها خلال سنوات الحرب.
هذه العناية تلفتنا، لكنّها لا تفاجئنا. وحسناً فعل كي نستطيع اليوم أن نستمتع بأعمالٍ من الماضي تتحدّث عن الحاضر، قدمت بأفضل حلّة. كلّ DVD يضمّ المسرحية مع الكلمات مطبوعة أسفل الشاشة لتساعد المشاهدين على المتابعة، وخصوصاً في الأغاني، مع العلم أنّ الصورة والصوت واضحان رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على التسجيل.
ميزة مهمة في سامي خيّاط نلاحظها في أعماله كلّها، في الفيديو وعلى الصفحات بصورها وكلماتها، وهي حرصه على ذكر أسماء كلّ العاملين معه، على الخشبة وخلفها، وإعطاؤهم حقوقهم المعنوية. ميزةٌ تجلّت في الفيديو الأخير في هذه المجموعة الأولى (مجموعة أعمال جديدة يتمّ تحضيرها) حين قدّم خيّاط دروعاً تقديرية لكلّ مَن عمل معه وللصحافة التي رافقته في مسرحياته.
الهفوة الوحيدة في هذه المجموعة هي كتابة المعلومات بالفرنسية فقط، مع العلم أنّ محبّيه من كلّ الفئات. هفوة سيتنبّه لها حتماً في مجموعة الأعمال اللاحقة.
في الكتيّب الذي يرافق فيديوات المسرحيات يذكر خيّاط بعض المعلومات حول كلّ عملٍ، بالإضافة إلى صورٍ الفرقة وبعض الشخصيات التي شاهدت المسرحية.
مَن يشاهد المسرحيات يلاحظ أنّ سامي خيّاط سار طوال مسيرته (ولا يزال) على طريق واضح، وأنّه لا يزال منذ أكثر من 56 عاماً يملأ المسرح طاقة وحماسة، وهو يقفز من زاوية إلى أخرى بنشاط، يرقص ويضحك ويسخر من واقعٍ سياسي وإجتماعي، في لبنان والعالم. مَن يشاهد المسرحيات من الثمانينات، أو اليوبيل الذهبي في 2010، أو مسرحيته الأخيرة في 2016، قد يظنّ أنّ خيّاط لا يزال في العمر نفسه! لا شيء تغيّر فيه سوى الملابس! (نسأل الله أن يمدّه بالصحة كي يحتفل، كما ينوي، بالمسرحية رقم 100).
"فظاعة كيف صارت هالإيام"! كيف كان المسرح يمتلئ بالجمهور رغم القصف. كيف كان عدد المشاهدين يصل إلى 33 ألفاً. كيف كان عدد العروض يتخطّى الثمانين بمعدّل ستّة عروضٍ في الأسبوع؟ اسكتشات عديدة نظنّها كُتبت اليوم، لا يزال الحديث هو نفسه عن الوحدة الوطنية، وعن التدخّل الروسي والأميركي بالمنطقة...
ننتظر المجموعة الجديدة، ننتظر أعمالاً مليئة بالطاقة، بالترفيه، باللطشات وبالتاريخ... وننتظر: هل يخبرنا سامي خيّاط، بعد انتهاء المسرحية، حكاية الملك دبشليم وحماره؟

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم