السبت - 27 تموز 2024
close menu

إعلان

"الشاهد والشهادة": كمال جنبلاط يروي سيرته

المصدر: "دليل النهار"
جوزفين حبشي
"الشاهد والشهادة": كمال جنبلاط يروي سيرته
"الشاهد والشهادة": كمال جنبلاط يروي سيرته
A+ A-

"المعلم" و"الفيلسوف"، والمؤمن بتعاليم غاندي، والعلماني في وطن يغرق في دوامة الطائفية، والمحارب للفساد والمحاصصة و"صانع الرؤساء"، يعود اليوم، بعد 38 عاماً على استشهاده، ليروي لنا تاريخه بنفسه، من خلال شريط وثائقي للمخرج هادي زكاك مدته 90 دقيقة، جاء مثله تماماً مزيجاً متجانساً من الانسانية والسياسة والفلسفة والمبادئ وحمل عنوان "كمال جنبلاط: الشاهد والشهادة". الفيلم الذي انتجته "رابطة أصدقاء كمال جنبلاط" يفتح باب التاريخ الذي لم نتفق عليه يوماً نحن اللبنانيين، ويجعلنا شهوداً على أجزاء من سيرة رجل اتفق الجميع على وصفه بـ "المعلم". كمال جنبلاط الحرية والاشتراكية والعروبة الذي ولد عام 1917 واغتيل عام 1977، وما بين التاريخين رحلة ومحطات متداخلة ومتوازنة بين الحميمي والانساني والسياسي والنابض بالمواقف الصلبة والمعرفة اللامتناهية والاهتمامات الكثيرة. هذه المحطات نتابعها حيناً بصوت "المعلم" عبر عدد كبير من مقابلاته المصورة وصوره الأرشيفية القديمة وكتاباته الشخصية (من هنا اهمية الفيلم وابتكاره في جعل كمال جنبلاط شاهداً ومُعرّفاً بتاريخه الشخصي)، وأحياناً اخرى يسردها صوت الممثل رفعت طربيه. وما بين الصوتين صورة سينمائية يشكلها هادي زكاك بحسّ فني عابق بالحميمية والنوستالجيا والتساؤلات والتفاصيل. كتابات كمال جنبلاط ومقابلاته هي حجر الأساس الذي اعتمد عليه السيناريو الشبيه بسيرة تنطلق من الولادة والطفولة والدراسة والقيادة والحزب والرحلات الدائمة الى الهند، هو التواق الى منبع الروحانية، ثم عمله السياسي وانجازاته الاصلاحية والحركة الوطنية والاستقلالية التي راهن عليها طوال عمره الذي انتهى في 16 آذار 1977. لحظة اعاد زكاك تقديم فرضيتها بأسلوب سينمائي عابق بالتوتر والتشويق وحافل بأدق التفاصيل، وسيرة أعاد شحنها بمحطات مؤثرة وحميمة، ابرزها شهادة الابن وليد جنبلاط الذي تميّز بعفويته وصراحته، وبرفقته ندخل قصر المختارة ومعه نلج حميمية غرفة المعلم ونفلفش أشياءه وكتبه التي تملأ المكان تماماً مثل حضوره الآسر. سيرة انسان واب وصديق وثائر ومناضل ومدافع عن استقلال لبنان وأفكاره السياسية والفلسفية، تنطلق من عند ذلك الطالب النابغة الذي درس الفلسفة في مدرسة عينطورة وباريس، ولا تنتهي عند تلك الرصاصات الباردة التي حطمت زجاج سيارة المرسيدس السوداء وآمال شعب بكامله، لأن ما يعلق في الاذهان هو وجه ذلك المفكر الذي قال "نحن لا نموت، بل نعبر"، وذلك القائد الحالم بدولة ديموقراطية علمانية تحترم الانسان وتحافظ على كرامته وحريته.
الفيلم حالياً في صالات امپير )صوفيل، دون، سوديكو وسينما سيتي اسواق بيروت(.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم