الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مسيحيّو لبنانَ الكبير والعروبة

سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
مسيحيّو لبنانَ الكبير والعروبة
مسيحيّو لبنانَ الكبير والعروبة
A+ A-
قِصّةُ لبنان الكبير، هي قِصّةُ الوجودِ المسيحيِّ/الإسلاميِّ في دولةٍ واحدةٍ مستقلّة. قِصّةٌ جميلةٌ أعاقَت عروبةٌ معيّنةٌ كتابةَ بعضِ صفحاتِها. وإذا كان هذا الإشكالُ هَمدَ مع المسيحيّين، فإنه انفجَر مع شيعةٍ نَحَوا صوبَ القوميّةِ الفارسيّة. إشكاليّةُ مسيحيّي لبنان مع فكرةِ العروبةِ كانت تُشبِه إشكاليّةَ الشعوبِ الأوروبيّةِ مع فكرةِ أوروبا. هُم منها وخافوها قبلَ أن يَحتَضِنوها أواخرَ القرنِ العشرين. والمسيحيّون اللبنانيّون هم في العالمِ العربيِّ وجَفَلوا من العروبةِ وقد رفعوا لواءَها بدايةَ القرنِ العشرين وعادوا اليومَ يؤاخُونَها. يراهنُ المسيحيّون اللبنانيّون على تجاوزِ تَوجُّسِهم من العروبةِ مثلما نَجح الأوروبيّون في قَبولِ الفكرةِ الأوروبيّة. ورغم أنَّ العربَ سبَقوا الأوروبيّين في إنشاءِ «اتّحادٍ» سياسيٍّ ودفاعيٍّ هو جامعةُ الدولِ العربيّةِ سنةَ 1945، فالشعوبُ الأوروبيّةُ سَبقَت العربَ في تفعيلِ اتّحادِها الذي أَطلقَت فكرتَه سنةَ 1950 وأكْمَلتْه سياسيًّا واقتصاديًّا وماليًّا سنةَ 2000.كانت فكرةُ أوروبا في ذاكرةِ الشعوبِ الأوروبيّة تَستحضِرُ شبحَ الحروبِ والاجتياحاتِ والمجازرِ وملايينِ القتلى، وكانت تَخشى أبعادَها القوميّةَ والعقائديّةَ أيضًا، إلى أن تَبلوَرت فكرةُ أوروبا جديدةٍ، هي أوروبا الحسناءُ. أوروبا الإنسانُ والسلامُ والتضامنُ والتقدّمُ والشراكة. أوروبا الدولُ المستقلّةُ والسيّدةُ من جهة، والمتّحِدةُ بحريّةٍ وقناعةٍ من جِهة أخرى. أوروبا التي، من دونِ حدودٍ، تَحترم حدودَ بعضِها البعض. أوروبا التي تخلّت عن عُملاتِها المتفرِّقةِ واعتَمدَت عُملةً واحِدة: الـــ»أورو». أوروبا التي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم