ما الأسوأ بمواجهة كورونا... غياب اللقاح أم إنتاج لقاح غير فعّال؟

مع مرور الأيّام واستمرار ظهور الدراسات المرتبطة بفيروس "كوفيد-19"، تزداد المخاوف المرتبطة بالمخاطر الناجمة عن "اللقاحات القوميّة". ما كان يُعبَّر عنه بقلق من استعجال البحث عن "انتصارات" في مجال تصنيع اللقاحات قبل انتظار المرحلة الثالثة من الاختبار، أصبح خوفاً جدّياً من تعجيل هذه اللقاحات في بروز أزمة صحّيّة أخطر على المدى الأبعد.من بين ما ركّز عليه خبراء الفيروسات، الطفرة الجينيّة المرجّحة التي يمكن أن يواجهها "كوفيد-19". تُقارَب هذه الطفرة من زاويتين على الأقلّ: الأولى تتعلّق بإمكانيّة أن يكون الفيروس الجديد أكثر انتشاراً و/أو أكثر فتكاً، بينما ترتبط الثانية بإمكانيّة أن يُفرّغ أيّ لقاح لاحق من فاعليّته لو شهد "كوفيد-19" أيّ طفرة جينيّة.من التفاؤل الحذر إلى تشاؤم؟بالنسبة إلى الزاوية الأولى، ثمّة ما يمكن أن يوحي بتفاؤل حذر. وفقاً لمجلّة "نايتشر"، ظهرت طفرة شرقيّ آسيا في وقت مبكر من انتشار الجائحة وتمّ ربطها بأعراض أخفّ حدّة من الأعراض التي عانى منها مرضى مصابون بالنسخة الأساسيّة للفيروس. في النسخة المعدّلة من "كوفيد-19" كان الحمض النوويّ قد فقد اثنين من جيناته (ORF7b) و (ORF8). وأجرى باحثون في سنغافورة دراسة وجدت أنّ 26 من المصابين بالنسخة الأساسيّة للفيروس احتاجوا إلى الأوكسيجين الإضافيّ بينما لم يحتج لذلك أيّ من المصابين بالنسخة التي طرأت الطفرة عليها. ومنذ آذار، لم يُعثر على الفيروس الذي فقد الجينين، ربّما بسبب إجراءات السيطرة على الوباء، كما قال الباحثون. لكنّ طفرة أخرى يراقبها الخبراء اليوم يمكن أن تجعل التفاؤل الأوّليّ أشدّ حذراً حتى، هذا إن لم يكن عرضة للاستبدال بتشاؤم.تنتج الطفرة عن عوامل الانتقاء الطبيعيّ أو الانحراف الجينيّ العشوائيّ كما توضحه دراسة نشرتها مجلّة "سَل" (الخليّة). وأشارت الدراسة إلى طفرة في بروتين رئيسيّ في "كوفيد-19" (D614G) ووجدت أنّها أصبحت أكثر شيوعاً مع تقدّم انتشار الوباء من الصين إلى أوروبا ثمّ إلى الولايات المتّحدة. ويبدو أن لا اتّفاق اليوم حول ما تنتجه هذه الطفرة. بحسب المجلّة نفسها، لا يوجد أيّ دليل حتى الآن على أنّ هذه الطفرة جعلت المرض أسرع انتشاراً أو أكثر حدّة. غير أنّ السلطات الصحّيّة الماليزيّة قالت في 17 آب إنّ السلالة الجديدة من...