الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هبّوا لنجدة بيروت لأنها عاصمة الشرق ولبنان ساحته الإقليمية الوحيدة

عماد جودية
Bookmark
هبّوا لنجدة بيروت لأنها عاصمة الشرق ولبنان ساحته الإقليمية الوحيدة
هبّوا لنجدة بيروت لأنها عاصمة الشرق ولبنان ساحته الإقليمية الوحيدة
A+ A-
كان الرئيس سليم الحص يردد دائما وقد ذكره في احد كتبه :"ان اميركا لا تريد شيئا من لبنان ولكنها تريد كل شيء من المنطقة عبره". واستكمالا لرأيه وموافقتنا عليه، كنا نردد شخصيا ولا نزال "ان الفرق بين لبنان وإسرائيل هو ان الاول وجد كيانه تاريخيا في المنطقة ضمن الحاجة الدولية اليه والثانية وجدت كيانها الغاصب في المنطقة نتيجة عطف دولي عليها". فالساحة اللبنانية كانت وما زالت باعتقادنا الساحة الاقليمية الوحيدة في المنطقة وبيروت عاصمتها رغم الويلات والحروب والمصائب والازمات والكوارث التي مرت عليها. وهذا ما يفسر مسارعة قادة دول العالم الى مساعدتها وانتشالها من هول مآسي الكارثة - الزلزال الذي ضرب حجرها وبشرها من جراء انفجار الموت. فسقوط بيروت واطفاء انوارها وتغييب دورها في المنطقة يعني تغييب اي دور اميركي وفرنسي وغربي وشرقي ودولي عن منطقة الشرق الاوسط، وتصبح كل هذه الدول، العظمى منها والكبرى، بلا عيون وبلا آذان اذا غابت بيروت عن المشهد السياسي في المنطقة، ويصبح حضور هذه الدول كحضور الرجل الاعمي والاطرش لا ترى ولا تسمع شيئا مما يجري فيها. وهذا ما يفسر بناء واشنطن اكبر سفارة لها في المنطقة في بيروت. ولهذا كان الرئيس الحص محقا في ما يردده لجهة اعتباره ان اميركا لا تريد شيئا من لبنان ولكنها تريد كل شيء في المنطقة عبر ساحته. والهبّة الدولية التي سارعت الى نجدة بيروت ومد يد العون لها اكدت صوابية رأينا الشخصي ايضا في ما نردده ونكتبه دائما من ان لبنان هو "حاجة دولية" في المنطقة عكس إسرائيل الذي لا ينظر اليها الا من باب "العطف الدولي" خوفا من حاميتها اميركا ومسايرة لها وليس من باب الحاجة اليها، لا سيما بعدما فقدت الكثير من دورها المباشر في المنطقة نتيجة الوجود العسكري الاميركي الذي اصبح منتشرا بشكل مباشر وواسع فيها عبر قواعده في دول الخليج العربي وتركيا والعراق، عدا وجود سفنه وحاملات طائراته في المتوسط وعلى مقربة من سواحله. وللاضاءة على اهمية الساحة اللبنانية اقليميا، لا بد من تبيان الحقائق التاريخية الآتية:1- منذ زمن السلطنة العثمانية بدءا من الأمير فخر الدين المعني الأول مرورا بعهد المتصرفية وصولا الى الحربين العالميتين الأولى والثانية، كان جبل لبنان التاريخي الى جانب عكار ومعه مدن طرابلس وبيروت وصيدا وصور، محط انظار الدول الكبرى آنذاك روسيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا، حيث سعت كل دولة منها الى ان يكون لها موطىء قدم فيه نظرا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم