الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تخيّلوا معي..

راجح ر. سليم
تخيّلوا معي..
تخيّلوا معي..
A+ A-

أن يُشّطَب المذّهب عن إخراج القيد ويكتب فقط لبناني؛ وليس شيّعي، سنّي، درّزي، ماروني...وسرّياني..

تخيّلوا أن تصّبح الطائفية جناية يحاسب عليها القانون؛

وليس وسيلة لحقْن النفوس وإثارة الجُنون..

تخيّلوا أن يصّبح الدّين بين الإنسان وربُّه؛ وليس بين الإنسان وطائفته، وتعصّبه..

تخيّلوا أن تصّبح الأحزاب تتسباق على من يستطيع:

تقّديم مشاريع خلاّقة؛ وليس أُناس سرّاقة..

الحصول على اكبر عدد من الإنجازات التنّموية..؛ وليس الحصول على اكبر كتلة نيابيّة..

تخيّلوا أن تصبح الانتخابات ليست للأشخاص، بل لأفضل المشاريع، وعندما تفوز المشاريع الأفضل تأتي بأشخاصها من اجل التنّفيذ والتشّريع:

فتُشرّع القوانين؛ ليس برئيس شيعي وإنما تشّريعي؛

وتأتي بوزراء لتنفيذها؛ ليس برئيس سنّي وأنما فنّي؛

ويترأس جمهريتها؛ ليس مَاروني انما قائدٍ موزونِ؛

فيصبح التشريع أخلاق؛ وليس أبّواق؛

والتنفيذ واجب؛ وليس غائب؛

والرئاسة فخر؛ وليس عُهر..

تخيّلوا أن يجمع السلاح من كل حدبٍ وصوبْ، ويصبح فقط الجيش من حامليه؛ وليس برصاص طائش يتوجّه صَوْب، أناس أبرياء لا علاقة لهم فيه..

تخيّلوا جيش يصبح موقعه الحدود لحماية الوطن الموعود؛ وليس أناس تستبيح الحدود والجرود وتقرر الحروب والعهود..

تخيّلوا أن تصبح الغابات زحمةٌ من الأشجار الكونية، وشلّحَاتٌ خضراء تُرّهِف القلب والأحاسيس؛ وليس حرائق نارية، وكسّارات شيطانية تلتهم الغالي والنفيس..

تخيّلوا أن تُفرز وتُدوّر النفايات، تُقفل المطامر وتُفتح المعامل؛ وليس أوساخ تستوطن الطرقات، وروائح وأمراض ومزابل..

تخيّلوا بأن تصّدح البنى التحتية بأنّفاقٍ وقطاراتٍ وجسورٍ تربط الشمال بالجنوب والشرقية بالغربية؛ وليس بطرقات إجّرامية، وحفرٌ ومقابر مروريّة..

تخيّلوا أن تضجّ المُدن بالحياة والإعمار؛ وليس بالإنفجار والحطام والدمار..

تخيّلوا أن تصبح القيادة ذوق، إشارة مرور، ونظام وحزام واحترام؛ وليس فقط رخصة سَوّق، وازدحام وانفصام واصطدام..

تخيّلوا تطور وتقدم ومكننة، وانترنت من كتر سرعتها تطير؛

وليس تراجع وتقشف ولبننة، وانترنت تتصدر أسوء المعايير..

تخيّلوا قطاع اتصالات شبه مجاني، وخطوط هواتف بأقل اسعار؛ وليس قطاع متذبذب دونيّ، وشركتي هاتف تغذّي الاحتكار..

تخيلوا بيوت لا يفارقها النور، وكهرباء على مدار ٢٤ ساعة تدور؛ وليس بتقّنينٍ، ومولدات تتحكم بالظلام المأْجور..

تخيّلوا شواطئ زُرقة السماء تلونها؛ وليس انهارٌ وبحار أنياب التلوث تلّتهمها..

تخيّلوا مياه نقيّة كل بيت تزور؛ وليس سدود وهمية وفساد وزُور..

تخيّلوا بلد يسّرق قلوب العالم بفنّه، وسحّره، وبيئته، وسياحته؛ وليس بلد يسّرق أمواله ساسته، ويدمي قلوب العالم بخرابه، ودماره، ووحشته..

تخيّلوا التعليم يشّرق في بلد الثقافة، والمدرسة الرسمية والجامعة االبنانية تصبح الملاذ الآمن المجّاني؛

وليس تخلُّف مناهجٍ وسخافة، ومعلم مظلوم، وطالب محروم، في وطنٍ باتَ تجارة صرحه التعّليمي..

تخيّلوا الشهادة تصبح مشروع مستقبل غنيٌ ومشّرِق؛وليس مشروع هجرة و غربة قاسية وسفر مقّلِق..

تخيّلوا بلد تفيض فيه الوظائف، والكفاءات، والنمو والتميّز؛ وليس الواسطة، والمحاصصة، والفساد، والتحيّز..

تخيلوا المغترب يتنعم بالقرب من حضن أم، وقلب أب، وكتف أخ وأخت وحبيب وصديق؛ وليس ببلاد غريبة، وأناس شريدة، وعزلة كئيبة، ووحدة تتلتهمها الاشوق كالحريق..

تخيلوا بلد يصنع السيارات والطائرات، ويصدّر الإبداعات، ورواد الفضاء؛ وليس بلد يستورد كل الحاجيات، ويصدّر الأدمغة، والعباقرة والعظماء..

تخيّلوا نظام صحي يحضن ابناءه، وضمان شيخوخة ورسالة وضمير؛ وليس نظام يَمُوت ابناءه على أبوابه، ويُفسد دواءه، ومريضه ليُشّفى لا يجد سرير..

تخيّلوا منتخب وطني يحتل ملاعب العالم برياضيّه؛

وليس دولة تدفن رياضاتها ومن يرفع ريتها تكّويه..

تخيّلوا أن نعيش بين أزهارٍ وأنوارٍ وبحارٍ، في حبٍّ وقلّبٍ وربٍّ؛ وليس بين إنفجارٍ وإنتحارٍ وإنهيارٍ

في نهّبٍ وضرّبٍ وحرّبٍ..

عُذراً أطلت عليكم قليلاً، فقد سرقني الخيال..

دعونا نعود الى الواقع المرير، وبؤس المصير..

ويبقى السؤال متى سيأتي التغّيير؟


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم