السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الاقتصاد ما بعد الانهيار والانفجار: اللبنانيون محكومون بالأمل

سلوى بعلبكي
سلوى بعلبكي
Bookmark
الاقتصاد ما بعد الانهيار والانفجار: اللبنانيون محكومون بالأمل
الاقتصاد ما بعد الانهيار والانفجار: اللبنانيون محكومون بالأمل
A+ A-
كان من المفترض أن يصدر هذا العدد الخاص قبل أسابيع، فكتبنا ما كتبناه قبل أن تفجرنا الدولة اللبنانية بإهمالها وفسادها وتخلّف قادتها ومسؤوليها. كتبنا، قبل أن يقطع انفجار المرفأ أوتار يدي اليمنى، ويدمّر مبنى "النهار" ومكاتبها، ويصيب 15 زميلاً بجروح جسدية متفاوتة. أما الباقون من الزملاء، فأصيبوا بجراح نفسية، أين منها فقدان الأمل بالدولة اللبنانية المهترئة، واليأس من هذه الطبقة السياسية الفاسدة، وأزلامها في الادارة والمؤسسات والأجهزة، الذين فقدوا أي إحساس بالمسؤولية، والحس الوطني والأخلاقي، تجاه وظائفهم والبلد والناس، وتركوا لـ7 سنوات متتالية، بيروت وأهلها وكل ما ومن فيها، يعيش على فوهة موت دفين على المرفأ برعايتهم الجاهلة والمشبوهة، وفي مراسلات ملتبسة بعضهم مع بعض، من أسفل الهرم حتى رأس الدولة. واكتفى كل منهم بمحاولة رفع المسؤولية عن نفسه، ونفض يديه من "دم هذا الصدِّيق"، بدل رفع الموت والدمار والخراب المتربصة ببيروت وناسها، المنهكين أصلاً من هذه الدولة المبتلية بالجهلة، والقتلة، وجزاري الحياة، وبناة القبور، العائمين أبداً على دماء ضحاياهم، لا يبالون إلا بما يعزز أرصدتهم، وعديد أزلامهم، ورضى مشغّليهم الخارجيين، وضمان استمرار جلوسهم على عروشهم السوداء كضمائرهم، ولو على حساب أمن الناس، ولقمة عيشهم، وأمانهم الاقتصادي والاجتماعي.اقرأ في الملف الاقتصادي- استعادة الدولة والمحاسبة مدخلان للنهوض الاقتصاديقلنا "كتبنا هذه المقالة قبل أن تفجرنا الدولة اللبنانية" وقبل استقالة الحكومة ورحيل جهابذتها، لذا سننشرها كما هي من دون تعديل، لأن لا فرق في هذه السلطة قبل الانفجار وبعده، وكل ما كُتب قبلاً يصحّ راهناً. ولأن المأزق الاقتصادي والمالي ازداد، والحلول التي كانت مدار جدل وسجال في مساحات الإعلام ومع المؤسسات الدولية، آلت الى التأجيل، لأن الأولوية اليوم هي لإيواء من تشرد، وبناء ما تهدم، ومد بيروت بمصل الأمل والصمود، وبما تجود به أيادي الخير في العالمين العربي والدولي.... أما بعدلماذا هذا العدد الخاص بالأزمة المالية والاقتصادية الذي يشرّح فيه خيرة من الخبراء المحليين والعالميين واقع الأزمة التي يرزح تحتها لبنان، ويضعون خريطة طريق للحلول؟بكل بساطة، لأننا في "النهار" مدمنو كلمة، ومدمنو صناعة الأمل، لهزّ الهيكل والنظام، ولإسقاط المهترئ فيه وتنقيته من مكامن الخلل والضعف، ولأننا في "النهار" ايضاً محترفو حقيقة وحرية والتزام تجاه قرائنا في لبنان والعالم العربي، ولأننا نأمل في إحداث خرق في جدار الجمود الحكومي وأداء المسؤولين في متابعة هذا الملف.لماذا سعينا الى إعداد هذا العدد؟ لأننا شعب يعشق الحياة والنور، ولأننا متمرسون بالفرح، لكننا ابتلينا بدولة تعشق الموت البطيء والظلمة. دولة تدفن قطاعاتها واحداً تلو الآخر عن سبق إصرار، مستهترةً بمسؤولياتها ولامبالية بشعبها. ففي يوم تدفن السياحة بالسياسة، وفي آخر تدفن الليرة بالارتجال، وفي ثالث تدفن الصناعة والزراعة والتجارة بسبب اضمحلال المسؤولية في عقل مَن عُيِّن في غفلة زمن برتبة "مسؤول". منذ عقود دفنّا الكهرباء، وندفن اليوم بقاياها، ونتناتش خططها، ونهدر الملايين التي صُرفت على دراساتها، والمضحك المبكي أن "التقدم الى الوراء" أوصلنا الى حيث صارت أقصى أمانينا صمود قطاع المولدات وتوقفه عن التقنين!اقرأ أيضاً- لبنان سفينة كبيرة يجب تغيير مسارها الآنيتبارز المسؤولون ومعهم مستشاروهم "الوفيرون" (ما شاء الله)...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم