السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

محمود عيد وعائلته في مرحلة المواجهة: "كورونا مش مزحة"!

المصدر: "النهار"
إسراء حسن
إسراء حسن
محمود عيد وعائلته في مرحلة المواجهة: "كورونا مش مزحة"!
محمود عيد وعائلته في مرحلة المواجهة: "كورونا مش مزحة"!
A+ A-

هي المرة الأولى التي أقرع باب منزل جيراني في الطبقة الأولى من المبنى نفسه الذي أقطن فيه، وأنا متيقنةً بأنّهم لن يفتحوا لي. مهمّتي كانت مقتصرة على وضع بعض الأدوية المطلوبة قرب الباب ومتابعة صعود الدرج نحو منزلي. لكن ذلك لم يمنع التواصل من خلف الباب لكسب الاطمئنان أكثر على أفراد عائلتي الثانية.

خلفَ باب منزل عائلة الملحن محمود عيد صلابةٌ وصمودٌ ومواجهة. تحوّل منزلهم إلى قلعةِ عزيمةٍ، أسلحتها الالتزام بالحجر التام وتناول الأدوية المطلوبة ومتابعة حالاتهم يومياً مع طبيبة العائلة، بكثير من المسؤولية والمعرفة، والحرص على عدم نقل العدوى إلى جيرانهم (جيراننا) الذين لا يتركون فرصة إلا ويُظهرون بـ"الفعل" مساندتهم "الجار"... وهل هناك "أقرب من جيراننا إلينا؟".

ورغم عملي الصحافي المعروف عنه البحث عن الخبر والسرعة في نشره، فإنني آليت على نفسي الصمت، إلى أن أخذ عيد خيار الجرأة بالإعلان عن إصابته وعائلته بالعدوى، عبر تغريدة تويترية، عندها بات من الواجب كسر الصمت لنشر حالة الاطمئنان عن صحة عيد وعائلته.

كتب عيد في تغريدته: "كورونا ليست مزحة، والاستهتار بصحتك وصحّة من حولك يمكن أن تتحوّل من مزحة إلى جدّ، ويمكن أن تعرّض من تحبّهم والغاليين للخطر"، مضيفاً: "دعواتكم وصلواتكم لأخي وعائلته وأهلي وعائلتي بالصحة، وبإذن الله سنخرج بالسلامة. وبدوري أتمنّى السلامة والصحة لكل المرضى".

 

عيد ملتزم وعائلته الحجر الصحي في المنزل، ويتلقّون العلاج اللازم. ويحاول من داخل حجره أن ينشر رسائل الوعي لمحبيه، ويعلمهم "أول بأوّل" عن حالته، متمنياً على الجميع اتخاذ أعلى إجراءات الوقاية والتزام الحجر المنزلي: "فلا أحد يعرف من أين يأتي كورونا"، يقول عيد، ولا تفارق كلماته روح النكتة: "أكتر شخص موسوس من كورونا انصاب به"، يضحك ويتابع: "سأكتسب وعائلتي المناعة".

الملحّن عيد التزم وعائلته جميع الإجراءات الاحترازية إلى حد "الهوس"، ولم يكن يتوقّع أن ينتقل الفيروس إليه من أقرب المقرّبين. فما حصل أنّ أحد أفراد عائلته الكبيرة خالط مصاباً بالفيروس فنقل العدوى إلى والديه وشقيقه وعائلة شقيقه لتنتقل بدورها إليه وعائلته عندما شعروا بعوارض الفيروس الخميس الفائت، ولم يخالطوا أي أحد بعد لقائهم العائلة.

خضع عيد وعائلته إلى فحوص الـPCR وأتت نتيجتها إيجابية، وأجسامهم تقاوم الفيروس بمعنويات عالية وإيمان كبير. ويقول عيد لـ"النهار": "رغم الحيطة والحذر، أصبنا بالفيروس. رسالتي اليوم لكل مواطن بضرورة الالتزام ثمّ الالتزام بالإجراءات الصحية. أنا من الأشخاص الذين لم يستخفّوا لوهلة بالفيروس، ولكن شاء القدر أن أصاب به وعائلتي، وليس بسبب استخفافنا بإجراءات السلامة. وأطلب من الجميع الدعاء بالشفاء لعائلتي الصغيرة والكبيرة".

وتابع: "نحمد الله أن عوارض الفيروس مقبولة ولا تستدعي نقلنا إلى المستشفى، وهناك تواصل مع وزارة الصحة. كما من باب حرصي على سلامة الجميع ورغم عدم مخالطتي أحداً، وفور شعورنا بعوارض الفيروس، أحيطت البلدية علماً بإصابتنا. وأدعو الجميع إلى عدم اعتبار الفيروس مزحة، لا تعلم كيف يمكن أن تصاب به، الالتزام بالحجر المنزلي في هذه الأوقات ضرورة تامة لنحمي من نحب".

رسائل عدة وصلت إلى عيد تعبّر عن تضامنها مع أسرته لمواجهة كورونا، ورسالة مفتوحة منّي إلى عيد وعائلته: "ستكونون نموذجاً في مواجهة الفيروس".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم