دراسة لـ"الشؤون" عن حاجات المتضررين من الانفجار: عشوائية مبادرات ومحاولات التنسيق خجولة!

انفجر مرفأ بيروت ووصل الصوت وارتجاج الارض الى قبرص وسوريا والاراضي الفلسطينية. دمرت مئات آلاف المنازل والمؤسسات التجارية والسياحية وترمد المرفأ عن بكرة ابيه، فسارع رؤساء دول ووزراء ومسؤولين في المؤسسات الدولية والامم المتحدة الى الاطمئنان وارسال طائرات مساعدات غذائية وادوية ومستشفيات ميدانية. انفجر المرفأ، فاستنفر المجتمع اللبناني بكامل طاقته ونزل الى الارض محاولا انقاذ ما تبقى مساعدا في التنظيف والترميم والمسح وايواء المشردين ومد المحتاجين بالمعونة. أما الدولة فلم تستيقظ منذ 4 آب، بقيت في قيلولتها مستلقية غافية، لا انفجار يوقظها ولا أنين الجرحى ولا عويل امهات الضحايا.في ظل هذا الغياب التام للدولة بكل مكوناتها واجهزتها عن ساحة الانفجار وكل ما خلفه من ضحايا ودمار وتشريد لآلاف العائلات، كانت لافتة الدراسة التي اجرتها وزارة الشؤون الاجتماعية حديثا حول الحاجات الاجتماعية للمتضررين من الانفجار، فجاءت نتائجها لتأكيد المؤكد وهو ان الغائب الاكبر عن تنظيم تقديم المساعدات الإنسانية ومحو آثار وتداعيات الانفجار هو الدولة بكل مكوناتها الادارية والمالية واللوجستية (في ما عدا الهيئة العليا للاغاثة).منذ اليوم الاول للانفجار الذي اعتبر الاسوأ بعد انفجاري هيروشيما وناكازاغي، تداعت الجهات الناشطة، وكذلك الافراد الى اطلاق جملة من المبادرات القائمة على تقديم خدمات مختلفة بهدف مساعدة السكان في الاحياء المتضررة. كما قامت الجهات بتقييمات سريعة لأوضاع المتضررين وحاجاتهم، الا ان العشوائية وفق ما تشير الدراسة "طغت على هذه المبادرات في ظل بعض محاولات التنسيق الخجولة، كما اتسمت هذه بالتركيز على خدمات معينة دون أخرى، وذلك وفقا لتوقعات الجهات المختلفة حول حاجات الناس المتضررين من جهة، ووفقا لطبيعة الخدمات التي باستطاعة هذه الجهات تقديمها من جهة ثانية". أجرت الدراسة ما يقارب الـ 453 مقابلة في اليوم الواحد في ثماني مناطق مختلفة وبنسب متقاربة لناحية أعداد الاستمارات المعبأة في كل منطقة، وقد بلغت نسبة سكان الحي 60,9% من الاشخاص الذين تمت مقابلتهم، مقابل نسبة 39,1% للمتدخلين من جهات مختلفة والأفراد المستقلين الذين تمت مقابلتهم والذين توزعوا كالآتي: 22,7% متطوعون في جمعيات أهلية 12.1 متطوعون مستقلون، 4,3% عاملون في جمعيات أهلية.وتم تعداد ما يربو على 130 جهة تعمل على...