السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

جوانا ملاّح ترفع عنها ركام انفجار بيروت... وتواجه بـ"أنا عربية" (فيديو)

المصدر: "النهار"
إسراء حسن
إسراء حسن
جوانا ملاّح ترفع عنها ركام انفجار بيروت... وتواجه بـ"أنا عربية" (فيديو)
جوانا ملاّح ترفع عنها ركام انفجار بيروت... وتواجه بـ"أنا عربية" (فيديو)
A+ A-

بعد السادسة وسبع دقائق من مساء الرابع من آب، فُجع اللبنانيون بتفجير إرهابيّ سرق أرواحاً عزيزة وخلّف دماراً أبكى الحجر. كل لبناني في هذا اليوم المشؤوم حمل قصّة شخصية، ومن حالفه الحظ عاش ليرويها حامداً الله على كتابة عمر جديد له في بلد بات العيش فيه بمثابة إنجاز وجودي.

الفنانة الحاضرة في قلوب الجمهور بأرشيفها الفني جوانا ملاّح روت قصّتها في هذا اليوم، ورغم المشهد المأسوي الذي حصل، لم تستسلم وأكملت ما أراد أن يحبطه حقد المجرمين على لبنان ومدينة بيروت الحبيبة، وأبصر النور عمل بعنوان "أنا عربية".

تروي ملاّح لـ"النهار" مخاض هذا العمل: "كتبت الأغنية في العام 2017، وتوجّهت في العام 2018 إلى مصر واجتمعت مع الموسيقار هاني شنودة الذي وضع بصمته على العمل. ولادة الأغنية تمّت في مصر، لكنّني قررت وضع صوتي عليها في لبنان بعد عطل تقنيّ حصل خلال وجودي في مصر. عدت إلى لبنان ووضعت صوتي على العمل في استديو ريمون الحاج الذي تولّى إعادة توزيع الأغنية".

تسرد ملاّح كيف مرّت هذه الأغنية في مخاض لتأتي ولادتها تزامناً مع الانفجار الفاجعة: "كان يفترض أن ألتقي نجل المخرج الراحل سيمون أسمر، بشير والمسؤول عن المونتاج جان كلود بولس في الرابع من آب بمار مخايل لوضع اللمسات الأخيرة على كليب الأغنية كي أطلّ من خلاله على الجمهور، لكن شاءت الظروف أن أعتذر في نحو مفاجئ عن القدوم إلى مار مخايل وأصدم بالتفجير المشؤوم وتعرّض بشير أسمر وجان كلود بولس لإصابات بالغة بعد تدمير البيت والمكتب اللذين كانا فيهما. عشت أوقاتاً صعبة في محاولة معرفة ما إذا كانا على قيد الحياة، لأنتقل بعدها إلى مرحلة القلق وهما يخضعان لجراحات متتالية".

خسرت ملاّح أعز أصحابها هو الشهيد جهاد سعادة الذي كان بجوار ابنته في مستشفى الروم وخطفه الانفجار: "أشعر بتعب نفسي، لكنني لم أرد للاستسلام أن يهزمني، ولا أعلم كيف أعطاني الله القوة كي أنجز الأغنية مصوّرة مع ريمون الحاج من جديد بعدما أتلف العمل الذي صوّر مع بشير بسبب الانفجار، واخترت شخصياً صور الفاجعة والألم يعتصرني".

تمسّك ملاّح بهذا العمل الذي كتبته من أعماق قلبها يعود إلى رغبتها في شدّ العصب العربي: "هذه الأغنية هي نشيد لبنان والعالم العربي، مع ما تجسّده من معاناة الطفولة ودعوة للسلام والعيش بأمل". تتأسف على الجيل الجديد الذي يعيش تجربة الحروب والمصائب نفسها التي سبق وعايشها جيل الحرب: "نريد السلام. نريد العيش بأمان وأحلامنا وطموحاتنا وشبابنا وأولادنا".

تضيف: "كل فرد منّا شعر بأنّه خسر أحداً من أهل البيت. الضربة قوية، بمثابة زلزال نفسي معنوي وجسدي للبلد. كنت أعمل على تنفيذ العمل قبل الانفجار كي يكون رسالة لكل الدول العربية ولبنان، رغبة في التعبير عن الرأي الحرّ بطريقة سلميّة وحضارية، فجاء توقيتها في عزّ الوجع. فالدول العربية اليوم تشبه الطفولة البريئة المحرومة من ألعابها، لا تمارس سعادتها. هناك دمعة دائمة، مظلومة، لا أحد ينصفها، دائماً تنهض من تحت الركام وتنشل نفسها وتؤكد أنها موجودة. هذه مقاومة لحب الحياة، فالروح تقاتل في الحياة للبقاء".

بالنسبة إلى ملاّح، هو ليس الوقت المناسب للتحدث عن أي نشاط فني يبتعد عن الهدف الأول، ألا وهو مساندة الشعب اللبناني في محنته، لكنها أكدت أنّها بعد هذا العمل الوطني لن تتوقف: "يجب ان تكون الحياة حب وموسيقى وصلاة. هذا عالمي وما أتمنّاه أن نبعد أي ظلم يصيب البشر، حرام الحياة قصيرة".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم