الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لبنان بين أحكام واعدة وأحلام ضائعة!

كارن البستاني
لبنان بين أحكام واعدة وأحلام ضائعة!
لبنان بين أحكام واعدة وأحلام ضائعة!
A+ A-

أيام مرّت على انفجار بيروت، وصودف معها صدور قرار المحكمة الدولية في استشهاد رفيق الحريري ورفاقه بعد 15 سنة ليذكرنا يا ترى بأن الحق لا يموت أم يُستشهد مع صاحبه على يد المجرمين الأبرار؟!

فباختصار، ‏وُصفت الجريمة بالإرهابية والمتهم ينتمي إلى "حزب الله" ولسوريا مصلحة سياسية مباشرة! وإذ إن المحكمة تعمل تحت الفصل السابع سيتبلغ مجلس الأمن مضمون القرار

‏ولديه الحق بتبني القرار بربط الافراد بالدول.

فآن الاوان لتنفيذ القرار1559 والقرار1680 أليس كذلك؟ لذلك إن اتهام عياش ليس مجرد اتهام لشخص، بل اتهام لكامل المنظومة... إن ادانة أي عنصر من "حزب الله" هو إدانة للحزب وكامل المنظومة الإيرانية.

وهل تتذكرون ما قاله حرفيًا السيد حسن نصرلله عند صدور القرار الظني؟ قال: "لا توجد عناصر غير منضبطة في "حزب الله" وأي اتهام لأحد عناصره هو اتهام لي شخصياً ولحزب الله!" في الأمس صدر الحكم ونصرالله على حق!

وفي غضون أسبوع شهدت بيروت والمنطقة ما لم تشهده بسنوات! فبيروت تنفجر وترامب يسميه هجوماً والسلطات اللبنانية تسميه حادثاً، تل أبيب تضيء قاعة المدينة بالعلم اللبناني،

إسرائيل توقع اتفاقية مع الإمارات وتفتح الحدود أمام الفلسطينيين للوصول إلى الشاطئ، ديفيد هيل في بيروت وفي الوقت عينه أيضاً محمد جواد ظريف.

جميع البارجات الأوروبية موجودة في بيروت من أجل مساعدة بيروت المنكوبة ظاهراً، ومن أجل الغاز أولاً والنفط ثانياً ضمناً.

ويدرك كل من "حزب الله" وإسرائيل التغيير الجيوسياسي الجديد الهائل المخطط له والذي سيشهده لبنان والشرق الأوسط ككل... ومن المؤكد أن التسويات سترضي كل الأطراف...

شيء ما يطبخ: هل نحن من سوف نستمتع بالوجبة أم سنكون الطبق الرئيسي لهم؟!

وماذا عن الفساد والصفقات والمواضيع الغريبة العجيبة؟!

ماذا عن الأطنان الـ4 من المواد المتفجرة في معمل الزوق الحراري؟ وعلى أساس انهم سوف يتلفون هذه المواد بحضور اختصاصيين؟ حتى اليوم لم يتحركوا ونحن في خطر على الرغم من تاكيدهم اننا على ما يرام! هل يتجدد سيناريو المرفأ ولكن على نطاق أصغر؟! إلى متى الاستهتار والإهمال؟! والمكب الذي يوجد في عين الأحياء السكنية في بيروت ويحتوي على مواد سامة؟! ما العمل؟ وكورونا المتفشية الخطرة وكل ما يحسنون فعله هو تسكير البلد لإسكات الثورة وصرخة الحق!

وماذا عن التحقيق الدولي في الانفجار؟ لن نقبل إلا به وفي أقرب وقت عدالةً لضحايا تلك المجزرة، الأحياء والأموات منهم. شاهدنا جميعاً مراسم التشييع أو الأصح القول الأعراس، فمن يشفي غليل أمهات فقدنا أبناءهن ومُتنا ألف مرة، من يعيد حبيباً لحبيبه، أو أباً لعائلته. ومن لم يمت ستبقى ندوب على وجهه وجسده، والبعض الآخر في قلبه وروحه...

لأجل كل ذلك لن نسكت أبداً. فحتى عنفكم وقمعكم لنا بعد الجوع والذل والوباء والمجازر لن تسكتنا!

لطالما كان لبنان وسيبقى جرح الإنسانية الذي لن يلتئم! لذلك لبنان رائع ومهيب لأن الألم ينحت روح الوطن وشعبه الاصيل! من هنا تحية الى الشعب اللبناني العظيم لجهوده الكبيرة من اجل الناس المتضررة من انفجار بيروت بما فيها من مساعدات مادية ومعنوية واجتماعية!

اننا نعيش في وطن اصبح فيه الموت نهج حياة! وقد أصبحنا شبيهين بالأحياء الأموات نشعر بالذنب اننا لا نزال على قيد الحياة!

اننا ومنذ الانفجار نلملم أشلاءنا لترميم صورتنا، لكن ترميم نفوسنا سيطول ويطول.

‏ جميعنا كنا نحلم بالمستقبل ولكن حولونا إلى رهائن مهجوسة بالماضي! لبنان على بركان، والسياسيون غافلون متلكئون يماطلون لتمرير هذه المرحلة الطارئة حفاظاً على مناصبهم، في ظل غياب للإصلاحات والحلول! لبنان أصبح قضية ميؤوساً منها!

أنا لبنانية منذ أكثر من 10 انفجارات وسأبقى!

حان الوقت حيث على كل واحد فينا كتابة قصة لبنان الغد!

انفجرت بيروت لتزدهر تل أبيب وغيرها!

فمرحبًا في الشرق الأوسط الجديد!

كاتبة وإعلامية

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم