دولة حظرت دخول الكلاب إلى عاصمتها لنحو 60 عاماً!

شهدت آيسلندا الملقبة بأرض النار والجليد، والتي تجذب أعداداً هائلة من السياح سنوياً، قوانين غريبة جداً خلال القرن الماضي، منها مثلاً حظر المشروبات الكحولية بداية من عام 1915 وحتى حدود العام 1989.

أمّا عن أغرب القرارات التي اتخذتها الحكومة الآيسلندية خلال القرن الماضي، فهو حظر الكلاب من دخول عاصمتها ريكيافيك عام 1924، وذلك لنحو 60 عاماً تقريباً.

لماذا؟!

بحسب تقرير نشره موقع "العربية" فإنّ قرار حظر دخول الكلاب إلى العاصمة ريكيافيك، لم يكن بسبب كره سكان العاصمة لهذه الحيوانات الأليفة، أو ما شابه، إذ كان السكان هناك في معظمهم من محبي الكلاب، ومربيها، سواءً من أجل الحراسة أو رعي الأغنام، خاصة وأنّ معظم سكان ريكيافيك في عشرينيات القرن الماضي كانوا من القرويين.

أمّا عن الأسباب الحقيقية وراء هذا القرار الغريب، فقد أرجعه التقرير إلى الظروف السيئة التي كانت تعيشها مدينة ريكيافيك في تلك الفترة، حيث كانت في طور النمو، تعاني من أزمة سكن، لقلة عدد المساكن فيها، في ظل تزايد التعداد السكاني السريع هناك، الأمر الذي أدى إلى انتشار القمامة فيها بشكل كبير تدريجياً، وجذب الكثير من الكلاب الشاردة إلى المدينة، التي راحت تنقل الأوساخ بين مكان وآخر فيها، وتلوث أجواءها.

وخوفاً على سمعة المدينة، بدأت الحكومة بالتفكير جدياً بحظر دخول الكلاب إلى مدينة ريكيافيك، واقتصار وجودها على الأرياف فقط، إلى أن انتشرت شكوك تربط بين الكلاب وداء، عرف اسمه بداء المشوكات، حيث اتهمت الكلاب عام 1924 بنقل عدوى هذا الداء إلى البشر، ما دفع الحكومة إلى اتخاذ قرار رسمي بحظرها من دخول ريكيافيك.

نحو 60 عاماً!

وفقاً للتقرير فقد استمر هذا الحظر لحدود ثمانينيات القرن الماضي، حيث اضطرت الحكومة إلى التراجع عن قرارها بسبب تزايد أعداد الأشخاص الذين لجؤوا إلى تربية الكلاب بمنازلهم خلسة، منهم وزير المالية ألبرت جوموندسون، الذي غرّم بـ 500 دولار حينها.

وقررت الحكومة الآيسلندية إنهاء الحظر المفروض على الكلاب في نيسان 1984، واضعة لائحة من الشروط الصارمة التي يجب على مربي الكلاب الالتزام بها، أهمها احترام مواعيد تلاقيحها وتنظيفها بشكل دوري، خوفاً من أن تتسبب بأمراض أو أوبئة في العاصمة.