السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

في محاولة للحصول على دعم ذوي البشرة السوداء بايدن اختار كامالا هاريس نائبة له في الانتخابات الرئاسية

في محاولة للحصول على دعم ذوي البشرة السوداء بايدن اختار كامالا هاريس نائبة له في الانتخابات الرئاسية
في محاولة للحصول على دعم ذوي البشرة السوداء بايدن اختار كامالا هاريس نائبة له في الانتخابات الرئاسية
A+ A-

أعلن المرشح الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الاميركية جو بايدن الثلثاء اختيار السناتورة عن ولاية كاليفورنيا في مجلس الشيوخ كامالا هاريس لتخوض الانتخابات معه على منصب نائب الرئيس.

بذلك تصير هاريس (55 سنة) أول امرأة ليست بيضاء (والدها جامايكي ووالدتها هندية) تخوض الانتخابات على منصب رئاسي كبير في تاريخ الولايات المتحدة، ويرى المراقبون أن هذا الخيار يمنح بايدن شريكا في وضع جيد يتيح له مواصلة الهجوم على الرئيس الجمهوري دونالد ترامب.

وقال بايدن على صفحته في تويتر :"يشرفني كثيرا أن أعلن اختيار كامالا هاريس" لخوض الانتخابات على منصب نائب الرئيس.

ورحبت هاريس باختيار بايدن لها نائبة له لخوض غمار الرئاسيات، وتعهدت العمل على توحيد الأميركيين، وعمل ما في وسعها كي يكون بايدن رئيساً للبلاد.

وفي ظل اضطرابات اجتماعية تشهدها البلاد منذ أشهر بسبب العنصرية ووحشية الشرطة ضد الأميركيين السود، واجه بايدن ضغوطا متنامية لاختيار امرأة غير بيضاء لخوض الانتخابات معه على منصب نائب الرئيس.

ويرى الخبراء أن بايدن لا يركز في تقويمه على شخص يساعده كنائب الرئيس فقط، بل اختيار مرشحة مؤهلة لقيادة دفة الحكم في الولايات المتحدة، وقد تصير لاحقا أول سيدة تصل للمكتب البيضوي في البيت الأبيض.

وقال نشطاء أميركيون إن اختيار بايدن، لهاريس نائبة له يظهر التزامه حيال الناخبين ذوي البشرة السوداء، لكنهم حذروا من أن ذلك قد لا يضمن له الدعم.

وباختياره لكامالا هاريس لتكون أول امرأة من ذوي البشرة السوداء على بطاقة رئاسية لحزب كبير في تاريخ الولايات المتحدة، لمح بايدن للنشطاء بأنه استفاد من دروس عام 2016، عندما ساعد أول انخفاض في إقبال الناخبين ذوي البشرة السوداء على التصويت منذ 20 عاما ترامب في الفوز بالسباق إلى البيت الأبيض.

وحض بعض الناشطين البارزين بايدن على اختيار امرأة من ذوي البشرة السوداء، وقت تواجه البلاد احتجاجات واسعة على الظلم العنصري، ومع تزايد إصابات الملونين بفيروس كورونا بشكل غير متناسب.

وتقليدياً يعتبر الأميركيون من ذوي البشرة السوداء، والنساء على وجه الخصوص، القاعدة الانتخابية الأكثر ولاء للحزب الديموقراطي.

وقالت إيمي أليسون، مؤسسة جماعة "شي ذا بيبول"، التي تروج لمشاركة النساء ذوي البشرة السوداء في السياسة الأميركية إنه "يستجيب لنداء الملايين منا، وهي رسالة حاسمة حقا لقاعدة الحزب تعني: أراكم، أسمعكم".

وقال زعماء من ذوي البشرة السوداء آخرون أن هاريس، لديها خبرات في بناء تحالف متعدد العرق من الناخبين، من شأنه أن يعزز فرص بايدن في انتخابات الثالث من تشرين الثاني المقبل.

وأضافوا إنها ستعزز الإقبال على التصويت ليس فقط بين الناخبين ذوي البشرة السوداء، ولكن أيضا النساء البيض في ولايات حاسمة مثل ميشيغان وويسكونسن، حيث فاز ترامب في انتخابات 2016 بفارق ضئيل.

وعملت هاريس في الفترة من 1990 إلى 1998 نائبا للمدعي العام في أوكلاند بكاليفورنيا، حيث كسبت سمعة طيبة وهي تلاحق قضايا الاتجار بالمخدرات والاعتداء الجنسي وعنف العصابات.

وترقت في عملها لتصل عام 2004 إلى منصب محامي المقاطعة إلى أن انتخبت عام 2010 في منصب المدعي العام في كاليفورنيا، وعلى رغم أن ذلك جاء بهامش ضئيل، إلا أنها كانت أول امرأة وأول أميركية إفريقية تصل لهذا الموقع.

خلال عملها أظهرت استقلالا سياسيا ورفضت ضغوط إدارة الرئيس باراك أوباما على سبيل المثال في تسوية قضايا على الصعيد الوطني ضد مقرضي الرهون العقارية.

واشتهرت بخطابها الذي ألقته في المؤتمر الوطني الديموقراطي في عام 2012 الذي رفع من مكانتها على مستوى البلاد. بعدها بسنتين تزوجت من المحامي دوغلاس إيمهوف.

وسلكت من ثم طريقها كنجمة صاعدة داخل الحزب الديموقراطي إلى أن أعلنت عام 2015 ترشحها لمجلس الشيوخ.

وطالبت خلال حملتها بإجراء إصلاحات في مجال الهجرة والعدالة الجنائية، وزيادة الحد الأدنى للأجور، وحماية حقوق المرأة الإنجابية، وقد فازت بسهولة في الانتخابات عام 2016.

بعد دخولها المجلس، في كانون الثاني 2017 عملت هاريس في لجنتين هما اللجنة القضائية ولجنة الاستخبارات، من بين مهام أخرى أوكلت لها.

وقد اشتهرت بأسلوبها القضائي في استجواب الشهود خلال جلسات الاستماع، التي أثارت انتقادات من أعضاء المجلس من الجمهوريين.

ونشرت مع مطلع العام كتاب مذكراتها بعنوان "الحقيقة التي نمسك بها... رحلة أميركية".

ترامب "متفاجيء"

وفي المقابل، نشر ترامب فيديو لحملته الانتخابية عبر تويتر وصف فيه كامالا باليسارية المتطرفة، واعتبر الثنائي بايدن وهاريس خيارا سيئا للولايات المتحدة. وعلق قائلا إنه "متفاجئ" لهذا الاختيار، معتبراً هاريس "ضعيفة الأداء".

كما قال إنه عام 2018 خلال جلسة مصادقة مجلس الشيوخ على تعيين القاضي بريت كافانو عضوا في المحكمة العليا، كانت هاريس "الأكثر لؤما وفظاعة وازدراء من بين أعضاء مجلس الشيوخ".

وأضاف أن هاريس كانت "تسيء بشدة" لبايدن خلال الانتخابات التمهيدية. وأضاف "أحد الأسباب التي فاجأتني أنها ربما كانت أكثر إساءة لبايدن حتى من بوكاهونتاس". ومضى قائلاً:"لم تكن تحترمه ومن الصعب اختيار شخص قليل الاحترام للآخرين".

وكان ترامب يشير إلى المرشحة الديموقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية إليزابيث وارن بوصف بوكاهونتاس نسبة إلى السكان الأصليين للولايات المتحدة.

ووصفت صحيفة "النيويورك تايمس" هاريس بأنها "براغماتية وديموقراطية متقلبة".

ولم ينس بعض حلفاء بايدن، هجومها المفاجئ عليه خلال مناظرة الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية، على رغم أنها تناديه بالصديق، إذ انتقدت هاريس، بايدن، خلال المناظرة الأولية للحزب لسجله في الحشد والعمل مع دعاة الفصل العنصري.

وقاد بايدن خلال السبعينيات وأوائل الثمانينيات، كتلة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين والديموقراطيين، الذين منعوا استخدام الأموال الفيديرالية لفرض إلغاء الفصل العنصري على وسائل النقل.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم