الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

روسيا أول من يجيز لقاحاً لكورونا رغم تشكيك العلماء

روسيا أول من يجيز لقاحاً لكورونا رغم تشكيك العلماء
روسيا أول من يجيز لقاحاً لكورونا رغم تشكيك العلماء
A+ A-


أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، إن روسيا باتت الدولة الأولى في العالم تعطي موافقتها للقاح لفيروس كورونا المستجد بعد أقل من شهرين على اختباره على بشر، وهي خطوة لاقت إشادة من موسكو باعتبارها دليلاً على براعتها العلمية.

ولا يزال يتعين اتمام التجارب النهائية على اللقاح، الأمر الذي أثار مخاوف بعض الخبراء حول التسرع في اعتماده، لكن مجموعة "سيستيما" الروسية قالت إنها تتوقع بدء إنتاج اللقاح على نطاق واسع بحلول نهاية العام.

وقال مصدر ل"رويترز" الشهر الماضي إنه ستُتاح للروس العاملين في المجال الصحي، الذين يعملون في علاج مرضى كوفيد-19، فرصة للتطوع بالتطعيم باللقاح الجديد في غضون الأسابيع المقبلة.

وتمهد الموافقة، الطريق للتطعيم الجماعي للسكان الروس وتأمل السلطات أن تسمح للاقتصاد، الذي تضرر من تداعيات الفيروس، بالعودة إلى كامل طاقته.

وأشاد رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي كيريل ديميترييف، بالتطور باعتباره "لحظة سبوتنيك" تاريخية يمكن مقارنتها بإطلاق الاتحاد السوفيتي للقمر الاصطناعي "سبوتنيك 1" عام 1957 والذي كان القمر الاصطناعي في العالم.

وأضاف أنه سيتم تسويق اللقاح في الأسواق الخارجية باسم "سبوتنيك في". وأوضح ديميترييف أن روسيا تلقت فعلاً طلبات خارجية بمليار جرعة. وتم تأمين اتفاقات دولية لإنتاج 500 مليون جرعة سنوياً، كما أنه من المتوقع إنتاج اللقاح في البرازيل.

وقال إنه من المتوقع أن تبدأ التجارب السريرية قريباً في دولة الإمارات العربية المتحدة والفيليبين. وأعلن أن عشرين دولة أجنبية طلبت مسبقاً "أكثر من مليار جرعة" من اللقاح الروسي وأن المرحلة الثالثة من التجارب تبدأ اليوم.

لكن نجاح نحو 10 في المئة فقط من التجارب السريرية والسرعة التي تحركت بها روسيا لإقرار لقاح قبل انتهاء المراحل النهائية من تجارب اختبارات السلامة والفعالية أثارت قلق بعض العلماء، الذين يخشون من أن موسكو ربما تضع مكانتها الوطنية قبل السلامة.

وخلال اجتماع حكومي بثه التلفزيون الحكومي، نفى بوتين هذه المخاوف قائلاً إن اللقاح، الذي طوره معهد "غماليا" في موسكو، آمن لدرجة أن إحدى بناته جرى تطعيمها به. وأضاف:"أعلم أنه يعمل بشكل فعال تماماً ويشكل مناعة قوية، وأكرر أنه اجتاز كل الاختبارات اللازمة". وأمل في بدء انتاج القاح بكميات كبيرة على وجه السرعة.

وأتت موافقة وزارة الصحة الروسية على اللقاح، قبل بدء تجربة أكبر تضم آلاف المشاركين، تعرف باسم اختبار المرحلة الثالثة.

وتعتبر مثل هذه التجربة، التي تتطلب إصابة عدد معين من المشاركين بالفيروس لمراقبة تأثير اللقاح، من الإجراءات الأساسية ليحصل اللقاح على الموافقة.

وحضت جمعية منظمات التجارب السريرية، وهي هيئة تجارية تمثل أكبر شركات صناعة الأدوية بالعالم في روسيا، وزارة الصحة هذا الأسبوع على تأجيل موافقتها إلى أن تكتمل المرحلة النهائية من التجارب بنجاح.

ويجري تطوير أكثر من 100 لقاح محتمل لكوفيد-19 حول العالم في محاولة لإيقاف الجائحة. وتفيد بيانات منظمة الصحة العالمية أن أربعة لقاحات على الأقل في المرحلة الثالثة النهائية الخاصة بالتجارب على البشر.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أنه في ظلّ غياب "ترخيص مسبق" من جانبها، عليها التحقق بموجب "آليات صارمة" من كافة البيانات التي "جمعت خلال التجارب السريرية".

ولا يزال الشكّ سائداً في أوساط المجتمع العلمي في الخارج. 

واعتبر البروفسور فرنسوا بالو من المعهد الجيني في جامعة "كولدج لندن"، إن الإعلان الروسي "فاقد للوعي والمعنى"، لأن أي منتج "لم يختبر بطريقة ملائمة...قد يكون له نتائج كارثية".

هجمات "سياسية"

وأوضح الطبيب أيفر علي المتخصص في مجال البحث الدوائي في "وورويك بينزنس سكول" أن لقاحاً سيئاً قد "يسهل العدوى من خلال الأجسام المضادة، وهي ظاهرة لا يوفر خلالها اللقاح  حماية جيدة...وبدلاً من ذلك، يسهل دخول الفيروس إلى الجسد ويفاقم المرض".

إلى ذلك، قال أستاذ علم المناعة في "إيمبريال كولدج" في لندن داني ألتمان إن "الأضرار الجانبية للقاح غير آمن وفعال قد تفاقم من مشاكلنا الحالية بشكل لا يمكن التغلب عليه".

وحتى قبل صدور انتقادات، ندد ديميترييف بـ"الهجمات الإعلامية المنسقة" ضد اللقاح الروسي. 

وأكد أن "سلامة وصحة الناس العاديين" أخذت "رهينة المشاحنات السياسية"، في ظل الخلافات الكثيرة التي تجمع بين روسيا والغرب. 

وأضاف :"لننس السياسة ونستفد من اللحظة... لن نفرض اللقاح على أحد". وأكد أن المعلومات التكميلية المتعلقة باللقاح "أرسلت إلى منظمة الصحة العالمية".

وارتفع سعر صرف الروبل الروسي مقابل الدولار والأورو، بعد الإعلان عن اللقاح الروسي، كذلك صعد مؤشرا بورصة موسكو.

وكان الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي، أشاد بالجهود الروسية لتطوير اللقاح، وأبدى استعداده للمشاركة في تجربته، كما رحب بعرض روسي لإمداد مانيلا باللقاح، قائلاً إنه يتوقع أن يكون دون مقابل.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم