مبان في بيروت صدعها عصفُ الانفجار والأحياء التراثيّة في خطر

مئات المباني القديمة لا تزال صامدة منذ الانفجار الكارثيّ الذي هزّ العاصمة بيروت. لكنّ صمودها رهن اعتبارات عدة، منها تحرّك الدولة لتأمين المسح الميداني لهذه المباني وتدعيمها، وخصوصًا المباني التراثيّة. والمسؤوليّة تقع في هذا الإطار على جهات عدّة، منها الهيئة العليا للإغاثة، ومحافظة بيروت، إلى جانب البلديّة، والهيئات المدنيّة كنقابة المهندسين والشبكات الأهليّة.وسلامة المباني في العاصمة وفي جميع المناطق مسؤوليّة تشاركيّة يجب التنبّه لها مسبقًا لأنّها تتعلّق بحياة الأهالي والسكّان، ولا تزال مأساة كارثة فسّوح حاضرة في الأذهان. وبعض هذه المباني يضمّ منازل تعود إلى أصحابها المالكين، ومنها ما هو مؤجّر منذ عشرات السنين، وتتجاذبه قوانين الإيجارات القديمة التي يعجز بعض المالكين بسببها عن الترميم، فيما يعجز أيضًا بعض المستأجرين في الأحياء الشعبيّة عن الترميم، والقانون يعفيهم من هذه المسؤوليّة.في آخر تطوّرات المسح الميداني في بيروت، كشفت مصادر في الهيئة العليا للإغاثة لـ"النهار" عن تضرّر 6000 مبنى من جرّاء الانفجار الذي قدّر بحسب مؤسّسات رصد الزلازل بـ 4،5 درجات على مقياس ريختر، 40 مبنى منها هي من المباني التراثيّة التي تمّ إخلاؤها من سكّانها بعد الكارثة، وقد قامت الهيئة بإبلاغ وزارة الثقافة الأمر للكشف عليها وإجراء المقتضى اللازم منعًا من انهيارها. وأضافت المصادر أنّ الجيش اللبناني أجرى مسحًا حتّى الآن لـ 40 مبنى اي ما يعادل 600 وحدة سكنيّة، ويتابع عمله بهذا الشأن للتأكّد من سلامتها ومن حجم الأضرار وهم يرفع تقارير بذلك إلى وزيرة الدفاع زينة عكر.وأعلن رئيس بلديّة بيروت جمال عيتاني عبر"النهار" وجود غرفة عمليّات بين البلديّة والهيئة العليا للإغاثة والجيش. وهناك فريق من 100 مهندس يجري كشفًا على المباني، وهو مستمرّ بعمله، ولغاية الآن هناك 6 مبانٍ متضرّرة بشكل كبير في شارع غورو وشارع مار مخايل، وهناك خطر حصول انهيار كليّ أو جزئي في هذه المباني. كما أعلن وجود مبانٍ تراثيّة مهدّدة...