السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

بومبيو يتوعد بتقويم العقوبات الصينية والرد عليها تايوان تخشى تحول الجزيرة إلى “هونغ كونغ ثانية”

بومبيو يتوعد بتقويم العقوبات الصينية والرد عليها تايوان تخشى تحول الجزيرة إلى “هونغ كونغ ثانية”
بومبيو يتوعد بتقويم العقوبات الصينية والرد عليها تايوان تخشى تحول الجزيرة إلى “هونغ كونغ ثانية”
A+ A-

توعد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بإن العقوبات التي فرضتها الصين على مسؤولين أميركيين كبار وأعضاء في الكونغرس سيجري وزنها والرد عليها.

قال بومبيو في مقابلة مع تلفزيون “نيوز ماكس” أن العقوبات الأميركية هدفها أن يدرك الحزب الشيوعي الصيني، أنه لا يمكن اتخاذ إجراء ضد الولايات المتحدة أو الأميركيين من دون أن يرد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على ذلك.

وأضاف أن بلاده ترد بطريقة حقيقية من شأنها حماية الشعب الأميركي، ويتجلى ذلك في الخطوات التي تمّت إزاء برمجيات صينية وديبلوماسيين صينيين كانوا منخرطين في ما سماه أنشطة تجسسية من القنصلية في هيوستن.

وأشار إلى أن ترامب أعطى الضوء الأخضر لإدارته للرد بالمثل بطريقة جدية وعادلة في جميع المجالات كالتجارة والحملات الإعلامية المضللة.

إلى ذلك، قال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، إنه بدءا من العام المقبل، يتعين على جميع الشركات الصينية وغيرها الامتثال لمتطلبات التدقيق الأميركية، وإلا ستشطب من البورصة الأميركية.

ويأتي القرار بعد أن أوصت مجموعة عمل الرئيس في شأن الأسواق المالية في 6 آب الجاري، باتخاذ خطوات لتعزيز معايير الإدراج في البورصة الأميركية، بهدف حماية المستثمرين الأميركيين من منافسة الشركات الصينية.

وصرحت الناطقة باسم البيت الأبيض كايلي ماكناني، إن العقوبات الصينية “رمزية وغير فعالة” ولكنها امتنعت عن إيضاح ما إذا كانت الحكومة الأميركية سترد.

وقالت إن “عددا متزايدا من الدول حول العالم يطالب بقيام الصين بعمل حقيقي”، مشيرة إلى مخاوف واسعة النطاق في شأن قانون الأمن القومي، الذي تم فرضه على هونغ كونغ.

وأتت التصريحات الأميركية عقب فرض الصين عقوبات على 11 أميركيا، بينهم النائبان ماركو روبيو وتيد كروز، ردا على خطوات مشابهة اتخذتها واشنطن بحق مسؤولين صينيين على خلفية حملة بيجينغ الأمنية في هونغ كونغ.

واتهمت واشنطن الأسبوع الماضي 11 مسؤولاً بقمع "الحريات والعمليات الديموقراطية" في هونغ كونغ، بمن فيهم زعيمة المدينة كاري لام، وأعلنت أنها ستجمد أي أصول لهم في الولايات المتحدة.

واعتُبرت الخطوة أقوى رد لواشنطن حتى الآن على فرض بيجينغ قانونا جديدا مثيرا للجدل على المدينة يتعلق بالأمن القومي.

تدخل ورفض

ومن جهته، أشار الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان، إلى أن الخطوة الأميركية تعد “تدخلا صارخا في شؤون الصين الداخلية وانتهاكا جديا للقانون الدولي”.

وقال :”قررت الصين فرض عقوبات على بعض الأشخاص الذين تصرفوا بشكل سيئ في ما يتعلق بمسائل على صلة بهونغ كونغ”.

وتشمل العقوبات مدير منظمة “هيومان رايتس ووتش” كينيث روث، ورئيس الصندوق الوطني للديموقراطية كارل غيرشمان. ولم يحدد الناطق الصيني تفاصيل العقوبات.

ويعد الجمهوريان روبيو وكروز من أبرز داعمي الحراك المدافع عن الديموقراطية في هونغ كونغ، منذ أن خرجت احتجاجات ضخمة تخللها العنف أحيانا العام الماضي.

واتهمت بيجينغ “قوى أجنبية” بإثارة الاضطرابات التي ردت عليها بفرض قانون أمني أواخر حزيران، مما أثار مخاوف سياسية بالمدينة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي.

اتهامات متبادلة

وتأتي الإجراءات الأميركية الأخيرة قبيل ٣ أشهر على الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني، إذ بات الملف الصيني جزءا من الحملة الانتخابية لترامب الذي تظهر الاستطلاعات إلى تقدم خصمه جو بايدن عليه.

ومع ارتفاع منسوب عدم الرضا عن طريقة تعاطيه مع تفشي وباء كورونا، انتقل ترامب من التركيز على مسألة إبرام اتفاق تجاري مع الصين إلى تحميلها مسؤولية أزمة تفشي كورونا عبر العالم.

وانخرطت واشنطن وبيجينغ في سجال على جبهات عدة في الأشهر الأخيرة، إذ تبادل الطرفان فرض عقوبات على خلفية عمليات الاحتجاز الجماعي التي تقوم بها الصين بحق أفراد أقليات معظمها مسلمة في إقليم شينجيانغ.

كما أمر ترامب الخميس الأميركيين بالتوقف عن التعامل تجاريا مع تطبيقي “وي تشات” و”تيك توك” الصينيين الرائجين، في غضون 45 يوما.

وجاء في القرار أن الصين قد تستخدم “تيك توك” لتعقب موظفين فيديراليين، وإعداد ملفات عن الأشخاص لابتزازهم والقيام بعمليات تجسس على الشركات.

تايوان

في قضية أخرى تؤرق العلاقات الأميركية-الصينية، اتهم وزير الخارجية التايواني جوزيف وو، الصين بالسعي لتحويل إقليم تايوان الديموقراطي إلى “هونغ كونغ ثانية”، وذلك بعد عقده مشاورات مع وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأميركي أليكس عازار.

ويثير فرض بيجينغ سيطرتها بيد من حديد على المدينة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي القلق في تايوان، الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة. 

وأكد وزير الخارجية التايواني خلال لقاء في تايبيه مع عازار، أن تايوان تعيش تحت التهديد الدائم لحرياتها من الصين. وقال: “حياتنا اليومية تزداد صعوبة فيما تواصل الصين الضغط على تايوان لقبول شروطها السياسية، شروط ستجعل من تايوان هونغ كونغ ثانية”. 

وأضاف :”شعب تايوان معتاد بشدة على التهديدات، إن كانت عسكرية أو ديبلوماسية أو وبائية”. 

ويزور عازار تايوان لثلاثة أيام، وهو أول مسؤول أميركي كبير يزور الجزيرة منذ عام 1979، العام الذي قطعت فيه الولايات المتحدة العلاقات الديبلوماسية مع تايبيه، واعترفت بالحكومة الشيوعية في بيجينغ كالممثل الوحيد عن الصين. 

ونددت بيجينغ التي تعتبر تايوان مقاطعة تابعة لها لا بد أن تضمها من جديد ولو بالقوة، بزيارة المسؤول الأميركي. 

مبدأ مرفوض

ومنذ انتخاب الرئيسة التايوانية تساي إينع-وين في 2016 والتي أعيد انتخابها لولاية ثانية في كانون الثاني، ضاعفت الصين ضغطها الديبلوماسي والعسكري والاقتصادي على تايوان. 

وترفض تساي مبدأ وحدة الجزيرة مع البر الصيني ضمن الصين الواحدة التي تريدها بيجينغ، وتعتبر أن تايوان “بلد مستقل بالفعل”.

واقترحت الصين تطبيق مبدأ “بلد واحد بنظامين” على تايوان، وهو المبدأ نفسه المطبق في هونغ كونغ منذ إعادتها إلى الصين عام 1997، ويفترض أن يضمن لها حكماً ذاتياً لمدة 50 عاماً. 

وإن كانت جميع الأحزاب الكبيرة في هونغ كونغ رفضت اقتراح الصين، إلا أن هيمنة الصين المتزايدة على هونغ كونغ قضت على ما يبدو على التأييد الضئيل الذي كانت تلقاه.

وأكد وزير الدفاع التايواني الاثنين، أن مقاتلات صينية اخترقت لوقت قصير الأجواء فوق خط الوسط في مضيق تايوان الذي تعتبره تايبيه وبيجينغ بمثابة “حدود” بينهما.

وخلال زيارته، أثنى عازار على الديموقراطية في تايوان وسياستها في مكافحة فيروس كورونا المستجد.

وانتقد المسؤول الأميركي خصوصاً طريقة الصين بالتعاطي مع الوباء الذي ظهر على أراضيها، وكذلك نظامها السلطوي.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم