السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

انفجار بيروت... من الصدمة إلى الغضب

المصدر: "صوت أميركا"
"النهار"
انفجار بيروت... من الصدمة إلى الغضب
انفجار بيروت... من الصدمة إلى الغضب
A+ A-

حتى قبل الانفجار، كان العديد من اللبنانيين قد سئموا من نظام صناعة الصفقات المتشابك مع الفساد وغياب الكفاءة الأمر الذي أوصل البلاد إلى شفير الانهيار. لم تستطع تظاهرات تشرين الأوّل فعل الكثير لزعزعة سلطة أمراء الحرب والزعماء الدينيين.

ترك الانفجار ما لا يقل عن 145 ضحية و5000 جريح و300 ألف بلا مأوى ويُنظر إليه على أنّه رمز لتعفّن الدولة. وطلبت حشود من اللبنانيين المساعدة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مرددة شعارات الثورة وإسقاط النظام، وموجهة غضبها إلى القيادة اللبنانية. وقف الرئيس الفرنسي إلى جانب المتظاهرين ضد الطبقة السياسية. وقال لهم: "أنا لست هنا لأساعدهم (أمراء الحرب). أنا هنا لأساعدكم".

أضاف ماكرون: "أنا أضمن لكم أنّ المساعدات لن تذهب إلى الأيادي الفاسدة. سأتحدّث إلى جميع القوى السياسيّة وأطالبها بميثاق جديد". أمّا كيفيّة تنفيذ ذلك فمسألة أخرى وفقاً للتقرير نفسه.

ترأست فرنسا جهداً دولياً طوال أشهر لمساعدة لبنان على تخطّي أزمته الاقتصادية في مقابل إجراء إصلاح سياسي بارز. اصطدمت فرنسا وبيروت حول مقترحات رئيس الحكومة اللبناني حسّان دياب المتحالف مع "حزب الله" وقد اتّهم فرنسا وصندوق النقد الدوليّ بابتزاز لبنان. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان للمسؤولين اللبنانيين الشهر الماضي: "ساعدوا أنفسكم لنساعدكم".

يحاول المسؤولون اللبنانيون احتواء الغضب المتصاعد بسبب الانفجار الذي تسبّب به 2750 طناً من من نترات الأمونيوم المصادرة والمخزّنة في المرفأ منذ سنة 2014. وشهد يوم الخميس اشتباكات بين قوى أمنيّة ومتظاهرين رموها بالحجارة.

أمل جاك واتلينغ من "معهد الخدمات الملكيّة المتّحدة" أن يطلق التفجير موجة تغيير لكنّه يحتفظ بشكوكه. يقول إنّ ماكرون محق في عدم تقديم المساعدة من دون اعتراف حازم بأنّ الكارثة نشأت عن فشل ممنهج للطبقة السياسية اللبنانية.

وأضاف أنّه إذا كانت الطبقة السياسية لا تنوي الإصلاح، فإنّ المساعدة ستضع شروطاً لكوارث أخرى. ويخشى أن يقوم "حزب الله" بـ "الرسملة على الغضب تجاه الحكومة اللبنانية، عبر تقديم المال لإعادة الإعمار ومقارنة عجز الحكومة بكفاءته".

يرى محلّلون أنّ انهيار الاقتصاد عزز قليلاً غياب توازن القوى في لبنان لصالح "حزب الله". كتب نديم شحاده في معهد "تشاتام هاوس" أنّه تمّ سحب البلاد بعيداً من شركائها الاقتصاديين الأساسيين، اي دول الخليج العربي التي قلّصت الاستثمارات والودائع في لبنان بعدما انضمّ "حزب الله" إلى الحرب في سوريا.

ونقل التقرير عن ديبلوماسيّ فرنسيّ لم يسمّه قوله إنّ "حزب الله لن يتخلّى عن سلطته بسهولة، ولا رعاة طائفيين آخرين، مسيحيين أو مسلمين سنّة، والذين يخافون من أنّ التغيير سيقلّص قوّتهم. هم يستفيدون من مؤسّسات الدولة الضعيفة. لكنّه حذّر من أنّ غياب التغيير سيغرق لبنان في دوّامة جديدة من الأزمة بحيث يصبح دولة فاشلة في منطقة عالية الاضطراب.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم