السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

هكذا مرَّت علينا لحظات كأننا في "الجحيم" (صور وفيديو)

المصدر: "النهار"
ايلي بوموسى
ايلي بوموسى
A+ A-

لستُ الوحيد الذي عاش حالة الرعب لحظة الانفجار، لكنني أدركتُ مدى بشاعة الحرب والدمار، وكلما أغمضت عيني أرى النار و"الإعصار" يأتيان نحونا ويخرّبان كلّ شيء.

في نهار بدأ من الساعة الخامسة صباحاً، نظراً لفرحتي بانطلاق الموقع الجديد لجريدة "النهار"، "النهار العربي"، بدأنا بالعمل وبالاحتفال بفرحتنا بالحالة الجديدة التي نعيشها كأسرة "نهار".

كنا نتحدث أنا وزملائي في الجريدة عن خوفي الدائم من شيء سيحدث في الأيام المقبلة، لأن الوضع الاقتصادي ينذر بمصيبة آتية. تناولت الغداء متأخراً أنا وأختي رين، وهي أيضاً زميلتي في "النهار"، وذهبت الى الاستوديو الجديد حيث كان ثمة عطل صغير. وبعدما حُلّ المشكل، إذا بمالك مكتبي يصرخ: "انفجار ودخنة". ركضنا نحو مكتبه أنا والزميلة مروى عطاالله، وأنا أحلل أن هذا الدخان سببه باخرة فيول أو بنزين، ولم أكد أنهي حديثي حتى ظهرت بقعة نار واسعة وغبار، ركضت لأهرب وإذا بالسقف يسقط عليّ، ولم أعد أرى شيئاً حتى أدركت أنني أركض نحو الدرج، وتصرخ زميلتي ربى بعيني "إيلي عم ينزل كتير دم من راسك".

أعرف مبنى الجريدة وكل دهاليزه، لم أعد أعرف أين الدرج حتى أهرب، وصلت إلى الدرج والكل ينزل نحو الطبقة السفلية، فتذكرت أن أختي في الطبقة السادسة، توجهت صعوداً إلى الطابق العلوي لأسمع صوتها تصرخ "ايلي وينك"؟، وحين وجدت وجهها مغطىً بالدم صرخت بالجميع "ننزل لتحت نروح عالمستشفى". فنزلنا كلنا إلى الطبقة السفلية، وكانت الكارثة أن بعض الناس موجودون على الأرض والبعض الآخر يصرخ، والزميلة فاطمة عبدالله منهارة بالدموع والخوف يتحكّم بها. من المؤسف أن بعض الشباب بدلاً من إسعافنا كانوا يقومون بتصويرنا.

[[embed source=vod id=16766 url=https://www.annahar.com/]]

بعدما فقدت الأمل في نقلي أنا وأختي إلى المستشفى، عدت وتوجهت صعوداً نحو مكتبي لأخذ مفتاح السيارة. رأيت رئيسة تحرير جريدة "النهار" نايلة تويني ورئيسة تحرير الموقع ديانا سكيني وهما بحالة نفسية مدمرة. استطعت الوصول إلى الطبقة السادسة بصعوبة، ثم توجهت إلى مكتبي وأيضاً رأيت مدير التحرير غسان حجار والزميل علي حمادة، وكانا قد خضعا قبل يومين لجراحة في القلب.

نزلت أنا واختي وتوجهنا إلى الطبقة الرابعة تحت الأرض والنزيف لم يتوقف من رأسي. ركبنا سيارتنا، ولدى خروجنا من الموقف ذهبت معنا الزميلة مروى عطالله الى المستشفى، وفي طريقنا كنا نبكي حيناً ونضحك حيناً آخر، وتقوم رين بأخذ صورة.

حين وصلنا الى مستشفى سرحال في الرابية لإسعافي، كانت المصيبة الأكبر. لم أكن أتوقع وجود زحمة مصابين في المستشفى. بقيت من الساعة السابعة حتى الساعة التاسعة. وكنت قد نزفت الكثير من الدم. وبعد معالجتي شعرت ببردٍ قارس، فقالت الممرضة: "ركبولوا مصل" وتم نقلي الى غرفة أخرى.

في النهاية، في هذه المصيبة، أشكر ربي أولاً لأننا نجونا. وأشكر  كل من سأل عنا وعن أسرة "النهار".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم