مشروع بلدية بيروت... بداية "فدرلة" الكهرباء أم تخصيصها؟

يتصدر ملف الكهرباء الاهتمامات في ظل تعثّر الحلول والخطط المطروحة وتخبط الدولة التي تعجز عن إخراج اللبنانيين من نفق العتمة الذي يقبعون فيه منذ أكثر من ثلاثة عقود.واذا كانت العاصمة بيروت قد استُثنيت سابقا من تقنين ظالم عاشته وتعيشه بقية المناطق، (ما عدا 3 ساعات يوميا)، فإن هذا "الدلال" انقلب رأسا على عقب لتتعادل العاصمة مع مثيلاتها من المدن والقرى اللبنانية بالظلم والظلام الحالك الذي امتد احيانا ليصبح 24/24. هذه المعاناة أعادت إحياء مشروع بلدية بيروت لاستعادة الكهرباء 24/24 ساعة من خلال خطة عملية مدروسة "لا تتعارض مع خطة وزارة الطاقة"، وتنفذ بالتنسيق مع مؤسسة كهرباء لبنان. فهل نحن امام بداية "فدرلة" قطاع الكهرباء الذي يبدو الحل الأمثل والاسرع في ظل غياب التوافق على تنفيذ خطة الكهرباء التي تراوح مكانها؟ وهل ستحذو طرابلس وصيدا وصور وجبيل وجونية وغيرها حذو بيروت وزحلة، خصوصا ان ميزانيات بلديات بعض هذه المدن قادرة على تمويل الحل بأموالها الخاصة أو الاستعانة بالقطاع الخاص وفقا لما هو مطروح في طرابلس (نور الفيحاء)؟تحتاج العاصمة بيروت الى 600 ميغاواط لتأمين التيار 24 ساعة على 24، يتوافر منها 400 ميغاواط فقط بما يوازي عجزا بـ200 ميغاواط. لذا وضعت البلدية نصب عينيها سد هذا العجز وتأمين الاكتفاء الذاتي لبيروت كهربائيا، فكلفت الشركة الاستشارية الإنكليزية "موت ماكدونالد" Mott MacDonald الخبيرة في مجال الطاقة في لبنان التي ارتأت إنشاء 3 معامل انتاج (قدرة الواحد منها ما بين 50 و75 ميغاواط) على عقارات تملكها البلدية قريبة من 3 محولات تابعة لمؤسسة الكهرباء (8 محطات موجودة في بيروت)، على أن تعمل على LNG) Liquid natural Gas) الأرخص والاوفر والصديق للبيئة. بعدما ايقن ان خطة الدولة لتطوير قطاع الكهرباء لا تزال متأخرة، رفع رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني كتابا إلى وزير الداخلية والبلديات محمد...