السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

صرخة عنوانها انقطاع الكهرباء... اللبنانيون يعيشون "جحيماً على الأرض" (فيديو)

المصدر: النهار
أسرار شبارو
أسرار شبارو
صرخة عنوانها انقطاع الكهرباء... اللبنانيون يعيشون "جحيماً على الأرض" (فيديو)
صرخة عنوانها انقطاع الكهرباء... اللبنانيون يعيشون "جحيماً على الأرض" (فيديو)
A+ A-

منذ أسابيع ولبنان يغرق في الظلام، ومعه اللبنانيون الذين يعانون الحر في الليل والنهار وتوقّف أعمالهم بسبب انقطاع الكهرباء. باختصار هم يعيشون الجحيم على الارض. فبعد أن اعتادوا التقنين لساعات محددة في اليوم، وجدوا أنفسهم أمام "اختفاء" التيار الكهربائي تحت حجج عدة، فمن نقص في الفيول الى تعطل معامل الإنتاج، النتيجة واحدة، العيش كما في القرون الوسطى.

صرخة اللبنانيين من ازمة جديدة حجزت مكاناً لها وسط ازمات متراكمة، ترجمت بقطع طرق في العاصمة وخارجها، عدا عن تعبير رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم ومعاناتهم من انقطاع التيار الكهربائي، ومع ذلك لم يلقوا إلا وعوداً من وزير الطاقة بتحسن التيار من دون أن يصدُق إلى الآن.

خسائر كبرى

في بيروت، وبالتحديد في منطقة الطريق الجديدة، أكد أحد أصحاب محلات بيع السمانة لـ"النهار" أن "ما في كهرباء، منذ 30 ساعة لم تأتِ سوى ساعة ونصف الساعة، اضطررت الى رمي الأجبان والألبان، ومنذ نصف ساعة طردت بائع ألبان كونه رفض أن أعيد المنتجات له في حال فسدت بسبب انقطاع الكهرباء، فليس لدي اشتراك في المولد كون مالكه طلب مليون ومئة الف ليرة كي يوصل لي الشريط، عدا عن الدفعة الشهرية، ليس لدي في البراد إلا نوع واحد من الألبان. أما الجبن واللبن فلم أعد اشتريهما، البوظة فسدت، وها انا اتفاوض مع الشركة لكي اعيدها ولا اتحمل خسارة تقارب نحو مليون ليرة، فبوظة الثلج اصبحت بألف ليرة، أما باقي الأنواع فيتراوح سعرها بين 3000 و4500 ليرة". وأضاف: "منزلي على الطبقة السابعة، أشعر أن قلبي يتوقف عن الخفقان عند الصعود على السلم. وإذا متّ يكون بسبب انقطاع الكهرباء، كما أننا نسهر الليل على الشمع، مع العلم أن الكيس منه يبلغ ثمنه 12 ألف ليرة، لا يمكننا النوم بسبب الحر، وفي اوقات كثيرة أتمنى لو أغمض عيني للأبد وأرتاح من هذا البلد".

تداعيات عدة

رئيس رابطة مخاتير عكار مختار ببنين زاهر الكسار أكد لـ"النهار" أن "كهرباء الدولة تصل لمدة ساعة في اليوم، وبسبب عدم تسليم غالبية المحطات المحروقات إلى أصحاب المولدات، يضطر صاحب المولد إلى شراء المازوت من السوق السوداء بسعر مرتفع، وكون لا يوجد في البلدة سوى 7 مولدات، يضطر أصحابها الى إطفائها لساعات طويلة، ما يؤدي الى تعطل اشغال الناس، فأنا على سبيل المثال لا يمكنني تصوير ورقة او حتى صورة باسبور لزبون من دون كهرباء، لهذا لجأت كما غالبية السكان الى شراء مولدات مستعملة، في وقت لا يوجد مازوت، ما يضطرهم الى (تبويس الأيادي) للحصول عليه من السوق السوداء". لافتا إلى ان "في كل مرة يتحفنا وزير الكهرباء بسبب لانقطاعها، من دون أن يبالي أن هناك متضررين فعلاً مما يحصل، لاسيما المرضى الذين يحتاجون إلى آلات تنفس، لذلك لجأ بعضهم إلى شراء قارورات الغاز، ما يعني تكلفة اضافية ليس بوسع الجميع تحملها".

"انقطاع الكهرباء تسبب كذلك بانقطاع المياه حيث لا يمكن لمن لديه بئر أن يضخ الماء، ما يضطره الى اللجوء الى شراء المياه"، قال الكسّار مضيفاً: "يستيقظ المواطن في الحر، لا يجد كهرباء ولا ماء للاستحمام". وختم: "الكهرباء نعمة حرمنا منها الحكام".

معاناة تطول

ومن  بلدة إيزال صرخة أطلقها طارق أمون صاحب محل تصليح كهرباء السيارات عبر "النهار" حيث قال: "انطفأ قلبنا، لا بالليل فينا ننام ولا بالنهار فينا نشتغل". وأضاف: "الاشتراك يقطع عند الساعة الواحدة ليلا حتى الساعة السادسة صباحا، ليعود وينقطع عند الساعة التاسعة صباحا، تبقى العائلة من دون كهرباء حتى الساعة الرابعة من بعد الظهر والحجة عدم توفر المازوت، في حين ان كهرباء الدولة لا نراها إلا لساعتين طوال اليوم". وعن كيفية تسيير أموره في العمل أجاب: "اشتريت مولداً على المازوت، أشغله حين ينقطع الاشتراك، وحتى تأمين المازوت له أمر صعب، حيث أضطر لتعبئة سيارتي بخمسة آلاف أو عشرة آلاف ليرة حسب ما يسمح لي لأعاود إفراغه في المولد بعد سحبه بواسطة نربيج من المركبة، إذ ترفض المحطة تعبئة المازوت في غالونات"، لافتا إلى ان "الشهر الماضي دفعت 105 آلاف ليرة بدل اشتراك للمنزل وهذا الشهر بالتأكيد الفاتورة أكبر كون لا أطفئ المكيف بسبب الحر".

شلل في كلّ مفاصل الحياة

"الأمر لا يتوقف عند انقطاع الكهرباء، فحتى الماء لا يمكننا ضخها، أصبحنا ننتظر أن يأتي التيار الكهربائي كي نتمكن من غسل ملابسنا والاستحمام وتنشيف شعرنا، باختصار نعيش وضعاً مزرياً، ولو أمكنني اليوم الهجرة حتى الى غابة لفعلت كون اي مكان خارج لبنان أرحم من العيش في هكذا بلد"، بحسب ما قالته سعاد التي تسكن في منطقة الزيدانية لـ"النهار". مضيفة: "لدي اربعة اولاد حرموا من النوم بسبب عدم وجود اشتراك لتشغيل المروحة، لا أعلم إلى متى سيستمر هذا الوضع، واستهتار المسؤولين بما نعانيه؟".

على عكس ما تعانيه مناطق لبنان، فإن سكان الضاحية ممن لديهم اشتراك في المولدات لا يشعرون بأزمة الكهرباء التي تمر على لبنان، حيث ان بعض اصحاب المولدات كما قالت نسرين "لديهم اكثر من مولد، ما يعني انهم يطفئون مولداً لإراحته ويشغّلون آخر، كما أن المازوت متوفر، لكن من ليس لديهم المال للاشتراك، فهنا الطامة الكبرى والقهر الذي لا حدود له".

[[embed source=vod id=16565 url=https://www.annahar.com/]]

[[embed source=vod id=16568 url=https://www.annahar.com/]]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم