بين الزمن الجميل وقيود السوشيل ميديا… نجوم بلا حرية على الشواطئ المصرية

ما لا شك فيه أنّ الخصوصية والحرية الشخصية هي حق أصيل للإنسان، ولكن النجوم قد يفقدون جزءاً كبيراً من حريتهم، خاصة في عصر مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية.

فبين الأمس واليوم كان نجوم الفن محور حديث الجمهور، ولكن في السنوات الأخيرة باتت خصوصيتهم تنتهك بشكل كبير.

يُظهر العديد من الصور نجوم الزمن الجميل على الشاطئ بلا قيد وبين الناس وبدون أن تنصب لهم محاكم السوشيل ميديا، وكانت شواطئ الإسكندرية ومرسى مطروح مقصداً لهم في كل صيف، بل إن بعضهم كان يمتلك شاليهات تطل على شواطئ المتوسط.

واليوم تترصد مواقع التواصل الاجتماعي وعدسات الهواتف الذكية نجوم الفن على البلاج لإصدار أحكام الفضيلة والمثالية عليهم، وباتوا عرضة للتنمر في كثير من الأحيان.

حول مصايف وبلاجات الزمن الجميل، وقيود السوشيل ميديا، عبّر الناقد الفني طارق الشناوي عن استيائه من تناول رواد السوشيل ميديا لنجوم الفن على البلاج، وانتهاك حريتهم.

وقال الشناوي لـ"النهار": "نظراً لما يواجهه نجوم الفن من تعدٍّ على حريتهم وخصوصيتهم على الشواطئ، اضطر كثير منهم للذهاب إلى شواطئ خاصة تمنحهم مزيداً من الحرية".

وتابع: "القانون المصري يجرّم تصوير أي شخص بدون إذن مسبق منه، وكذلك نشر الصور، وهو ما يتضح في قانون العقوبات، وقانون مكافحة جرائم الإنترنت. الفنان محمد رمضان واجه عقوبة الحبس لمدة سنة بسبب تصوير الطيار أشرف أبو اليسر ونشر فيديو بدون إذن منه. الشاطئ جزء من الحياة الشخصية للفنان، فهو ليس مهرجاناً، وليس من حق أحد انتهاك خصوصيتهم".

وأكّد الشناوي أن المجتمع أصبح قاسياً على الفنانين بالأحكام الأخلاقية، وكان ظهورهم في الماضي على البلاجات بالمايوه أمراً عادياً، ولكن الآن لم يعد كذلك والمجتمع أصبح يحكم على مشاهد تمثيلية من الناحية الأخلاقية.

وطلب طارق الشناوي من الفنانين الذين تنتهك خصوصيتهم باللجوء إلى القانون المصري الذي يحمي الحرية الشخصية بشكل كبير، وأن يرفعوا دعاوى قضائية على من يقتحم حياتهم الشخصية بدون إذن.

كما أكّد الناقد الفني سيد محمود على تجريم القانون المصري للتعدي على الحريات الشخصية، حيث تنص المادة 25 من قانون مكافحة جرائم الإنترنت على أن: "يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تجاوز 100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من اعتدى على أيٍّ من المبادئ أو القيم الأسرية في المجتمع، أو انتهك حرمة الحياة الخاصة، أو أرسل بكثافة كثيراً من الرسائل الإلكترونية لشخص معين دون موافقته، أو منح بيانات لنظام أو موقع إلكتروني لترويج السلع أو الخدمات دون موافقته".

وقال سيد محمود لـ"النهار" إنّ "ظهور القرى السياحية والشواطئ الخاصة منح نجوم الفن مزيداً من الحريات، ولم يعد البلاج كما كان سابقاً، فنجوم الصف الأول على وجه الخصوص، يقضون الصيف على الشواطئ الخاصة التي توفر لهم الأمن، ومراقبة من يعتدون على خصوصيتهم"، مضيفاً: "كانت شواطئ العجمي والمعمورة وغيرها من شواطئ الإسكندرية تمتلك العديد من الشاليهات الخاصة بنجوم الفن مثل فريد شوقي، وسمير غانم، وكريمة مختار، وكانوا يستمتعون بأوقاتهم وسط باقي طبقات المجتمع".

وتابع: "بدأت الشواطئ السياحية المغلقة في مارينا الساحل الشمالي، بالفنان محمود عبدالعزيز، نادية الجندي، ولبلبة، وسار على نهجهم باقي نجوم الفن، مع وجود حراسة مشددة من القرى على المناطق الخاصة بهم".

وأكّد محمود أن الصور التي تظهر لنجوم الفن من الشواطئ تكون في الغالب بموافقتهم، ومنها الصور التي ظهرت أخيراً للفنانة سوسن بدر.