الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لا حياد في دولة ولاء "شعوبها" لدولٍ مُتناحرة وأديان ومذاهب

سركيس نعوم
سركيس نعوم
Bookmark
لا حياد في دولة ولاء "شعوبها" لدولٍ مُتناحرة وأديان ومذاهب
لا حياد في دولة ولاء "شعوبها" لدولٍ مُتناحرة وأديان ومذاهب
A+ A-
بعد حوالى مئة سنة من إعلان فرنسا "لبنان الكبير" وبعد نحو 47 سنة من تحوُّله دولة مُستقلّة ونحو 44 سنة من خروج القوّات العسكريّة لفرنسا المُنتدبة منه يجد اللبنانيّون أنفسهم في وضع أسوأ من الذي كانوا عليه أيّام الانتداب ثمّ الاستقلال. ففي ذلك الوقت كان في لبنان مسيحيّون يُريدون الاستقلال عن فرنسا مع الاحتفاظ بحمايتها للدولة التي كان لهم فيها الكلمة الأولى والأفعل. وكان فيه مُسلمون يُريدون أن يكونوا مع لبنان الكبير هذا جزءاً من سوريا. وكان لكلٍّ من الفريقين مؤيّدون من أبناء الديانة المُختلفة عن ديانتهم. لكنّهم كانوا قلّة. لم يَحُل ذلك طبعاً دون قيام الدولة اللبنانيّة وتأسيسها بعد تقاسم الحلفاء الذين ربحوا الحرب العالميّة الأولى المنطقة العربيّة، وبعد مساعدتهم مسيحيّيه ومُسلميه للاتفاق على ميثاق وطني جوهره لا للانضمام إلى الشرق أي سوريا ولا للانحياز إلى الغرب أي فرنسا، والإيمان بدولة مُستقلّة يبنيانها معاً أو بالأحرى يُحافظان على ما بناه الفرنسيّون من مؤسَّساتها وهو كثير، ويُطوِّرانها بحيث تُصبح فعلاً وطناً نهائيّاً لفريقيه المُختلفَيْن في الدين.أوّل خرق للميثاق في نظر مؤيّديه من اللبنانيّين كان تعاطف الفريق المُسلم وقلّة من المسيحيّين مع الرئيس المصري جمال عبد الناصر وتأييدهم الوحدة العربيّة التي كان يدعو إليها واعتبارهم أن نجاحه في إقامة وحدة بين بلاده وسوريا مقدَّمة لانضمام لبنان إليها، أو على الأقل فرصة للحصول على دعمها كي يُزيلوا "الغبن" أي عدم المساواة بينهم وبين المسيحيّين في الدولة الذي تمسّك به هؤلاء لـ"خوفهم" الكبير من سيطرة المُسلمين لاحقاً على البلاد. إذ أنّ تطوّر ديموغرافيّتهم مُحتمل بقوّة ومُحيطهم العربي مُسلم بغالبيّته الساحقة. ردّ المسيحيّون على خرق المسلمين الميثاق بخرق مُماثل بدأ باقتراب الراحل الرئيس كميل شمعون من "الغرب" المُعادي لناصر ومن إيران الشاه والعراق المُعادين له أيضاً، وانتهى بدعوته أميركا إلى التدخُّل عسكريّاً في لبنان ففعلت، ولكن بسبب قلقها من انقلاب عسكري حصل في العراق عام 1958 أكثر ممّا هو بسبب حرصها على لبنان أو على رئيسه والمسيحيّين الذين التفّوا حوله باستثناء قلّة، كان في مقدّمهم الزعيم الراحل وأحد رجال الاستقلال حميد فرنجية. علماً أنّ لِما حصل أسباباً أخرى منها رغبة شمعون في تمديد ولايته خلافاً للدستور الأمر الذي أعطى المسلمين سبباً محليّاً ومعيّناً لـ"الثورة" عليه. وفي هذا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم