السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

لبنان على أبواب موسم الحرائق... كيف تستعدّ البلديات وفوج إطفاء بيروت والدفاع المدنيّ؟

المصدر: النهار
أسرار شبارو
أسرار شبارو
لبنان على أبواب موسم الحرائق... كيف تستعدّ البلديات وفوج إطفاء بيروت والدفاع المدنيّ؟
لبنان على أبواب موسم الحرائق... كيف تستعدّ البلديات وفوج إطفاء بيروت والدفاع المدنيّ؟
A+ A-

صورة الحرائق التي اجتاحت لبنان السنة الماضية بدأت تظهر ملامحها هذه الأيام مع اندلاع سلسلة حرائق من الشمال إلى الجنوب في مساحات من الأحراج والأعشاب.

ولكي لا يتكرّر المشهد المؤلم الذي قضى على مساحات واسعة من ثروة لبنان الحرجية في السنوات المنصرمة، ولكي لا تتعرّض أرواح وممتلكات الناس للخطر، يُطرح السؤال عن مدى استعدادات فوج إطفاء بيروت والدفاع المدني واتحادات البلديات للتعامل مع هكذا حالات، وفيما إن كان يمكن تجنب اندلاع حريق كبير، أو محاصرة النيران بسرعة والحؤول دون امتدادها.

استعدادات اتحاد بلديات الشوف

هذه السنة، هناك تخوف كبير من اندلاع حرائق، بحسب ما قاله رئيس اتحاد بلديات الشوف، يحيى أبو كروم لـ"النهار"، شارحاً أنّ "الأمطار كانت غزيرة في الشتاء والحرارة الآن مرتفعة"، مؤكداً أنّ "الاستعدادات تتخذ كما كل عام إلا أن هناك مسؤوليات تتوزّع على الجهات الرسمية، فاستعدادات البلدية تكمن أولاً في الوقاية من خلال جمّ العشب وتنظيف الطرق والقيام بحملات توعية للمواطنين وهذا ما قامت به البلديات على الرغم من أنها عبء إضافي عليها، كون الأمر يتطلب فريق عمل أوسع، في حين أن هناك بلديات لا يوجد فيها غير شرطي واحد، ما يضطرها الى وضع عناصر إضافية لمراقبة الأحراج، وفي ما يتعلق بتقشيش الأحراج نتمنى على وزارة الزراعة مساعدتنا، وعند وقوع الحريق نحاول دعم فرق الاطفاء والصليب الاحمر من خلال وضع معداتنا تحت تصرفهم، من مياه وجرافات، كما يساهم فريق عملنا معهم بالاضافة الى الاهالي، فهي عملية متكاملة تبدأ بالوقاية من تمكين اتحادات البلديات للقيام بهذه المهمة وصولاً الى تمكين كل بلدية من تملك سيارة إطفاء صغيرة عبارة عن خزان ماء ومولد رش لكي تتمكن من الوصول إلى الحريق بسرعة".

كسروان مستعدّة للمواجهة

موسم الحرائق في كسروان، كما قال رئيس اتحاد بلديات كسروان جوان حبيش لـ"النهار": "في أواخر فصل الصيف بالتحديد عند هبوب الهواء الحار، نكون مستعدين لذلك، اذ يوجد ضمن منطقتنا 8 مراكز للدفاع المدني، ولدينا في الاتحاد وحدة خاصة للحرائق تتدخل بسرعة لحين وصول عناصر الإطفاء بآلياتهم الكبيرة ومخارج الماء، كما لدينا خلية أزمة تم إنشاؤها السنة الماضية، وعند وقوع أي حريق نتحرك جميعاً مع الصليب الاحمر وشرطة البلديات". وعن توافر المياه والمازوت، أجاب: "كل شيء متوافر ونتخذ الاحتياطات مع البلديات في المناطق التي فيها خطر تنظيف الطرقات الراجلة".

عوائق أمام مهمات فوج الإطفاء

وعن استعدادات فوج إطفاء بيروت لمكافحة الحرائق، أكد مصدر في إطفائية بيروت أن "التخوف من اندلاع حرائق قائم، وأهم أسبابه عدم توظيف مراقبين للأحراج على الرغم من مطالبتنا بذلك مراراً وتكراراً، كونهم جهاز الإنذار المبكر الذي يحذرنا عند بداية اندلاع حريق".

وعن حاجات فوج الإطفاء للقيام بمهماته، أكد المصدر أنّ "المياه متوافرة والمازوت كذلك للآليات، إنما نعاني من نقص في عدة أمور أساسية أخرى عند التوجه لإطفاء حريق في الاحراج أهمهما صعوبة الوصول الى موقع الحريق لعدم وجود طرق زراعية منجزة من قبل وزارة البيئة، اما أول عائق لوجستي نواجهه فهو بعد المسافة للتزود بالمياه، إذ بعد رمي ما لدينا من ماء نضطر الى قطع كيلومترات عدة للتزود بها من جديد، والجميع يعلم ان عامل الوقت هو العدو الاول لنا، فعندما تكون الحرارة مرتفعة يتبخر الماء بسرعة وإذا لم يصر الى رمي المزيد من المياه في أقرب وقت يذهب تعبنا أدراج الرياح".

أما العائق اللوجستي الثاني الذي تحدّث عنه المصدر، فيتمثل بصعوبة التواصل بين عناصر الفوج في أماكن الحوادث، وقال: "منذ خمس سنوات استشهد شابان من الفوج أثناء إطفاء حريق في أحد المستودعات بسبب عدم وجود أجهزة لاسلكية للتواصل، ونحن نطالب المعنيين بتأمين أجهزة لاسلكية، تلقينا وعوداً كثيرة والى الآن لم يصدق أي منها، لذلك نتواصل أثناء مهمتنا في إطفاء الحرائق مع بعضنا البعض من خلال الهاتف الذي يصبح خارج الخدمة عندما نكون في مهمة تحت الأرض، لذلك نلجأ الى الصراخ لإيصال رسائلنا سواء للتزود بالماء او وقف رميها او تطويل الخرطوم وغيرها من الأمور".

تأهب الدفاع المدني... ولكن

وعن مدى جهوزية الدفاع المدني للحرائق التي تندلع في لبنان خلال موسم الصيف، أشار مصدر في المديرية العامة إلى أن "كلّ المراكز والعناصر العملانية والمتطوعين وُضعوا في أعلى درجات التأهب والجهوزية لمواجهة خطر اندلاع الحرائق بالتنسيق مع الجيش اللبناني والبلديات، إن فرق الدفاع المدني هي على استعداد دائم لمواجهة خطر الحرائق وتلبية نداء أي مواطن بحاجة للإغاثة. نحن نعمل على مدار الساعة للتدخل سريعاً ومنع انتشار الحرائق في الممتلكات والأحراج والحفاظ على سلامة المواطنين، لا سيّما في مثل هذا الوقت من فصل الصيف حيث سُجِّل ارتفاع ملحوظ في دراجات الحرارة".

وفي ما إن كانت كمية المياه والمازوت كافية، أجاب المصدر: "إن مسألة المحروقات قد تمّت معالجتها بمبادرة من دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسّان دياب عبر الهيئة العليا للإغاثة وبالتعاون مع قيادة الجيش اللبناني. أما بالنسبة إلى المياه فهناك صعوبة لعدم وجود مآخذ مياه في العديد من المناطق. وعن التدابير المتخذة كي لا تتكرر الحرائق الكبرى كما شهدنا خلال السنة الماضية، أجاب: 

- بالنسبة إلى السبل التي يجب استخدامها والملائمة لطبيعة لبنان الجغرافية للسيطرة على النيران تتلخص بما يلي:

-وضع خزانات ملآى بالمياه داخل الغابات تستعمل عند اندلاع الحرائق.

-إنشاء مآخذ للمياه على أطراف الأحراج

-شقّ طرقات تسهّل إمكانية وصول آليات الإطفاء إلى مكان اندلاع الحريق.

- توعية المواطنين حول عدم إضرام النيران خصوصاً في الأعشاب التي تنتج عن تنظيف البساتين والأراضي الزراعية وعدم إحراق النفايات المحاذية للأحراج وإطفاء مواقد الشواء أثناء النزهات البرية وعدم رمي أعقاب السجائر من السيارات وتنظيف جوانب الطرقات من الأعشاب بالاستعانة بعمال من البلديات وضرورة التقيّد بإرشادات الدفاع المدني والاتصال على رقم الطوارئ 125 لطلب المساعدة عند الضرورة.

وعن نقاط الضعف والقوة في استعدادات هذه السنة، قال المصدر: "يوجد نقص في التجهيزات الضرورية للتمكن من السيطرة على الحرائق كخراطيم المياه والسائل الرغوي وغيرها من المواد الضرورية، كما أن كافة الآليات قديمة العهد وبحاجة إلى التجديد لتلبية الحاجات ومواكبة التطوير أسوةً بباقي الدول. أضف إلى ذلك ضرورة تثبيت العناصر الذين هم بغالبيتهم من المتطوعين موزعين على 225 مركزاً على كافة الأراضي اللبنانية وعدد الآليات المتوافر حالياً لا يتجاوز الـ 250 آلية إطفاء وإسعاف".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم