الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

طلاّب "اللبنانية" أمام الأمر الواقع ولا إلغاء لامتحانات الموت... امتعاض وخوف من العدوى (صور)

المصدر: النهار
طلاّب "اللبنانية" أمام الأمر الواقع ولا إلغاء لامتحانات الموت... امتعاض وخوف من العدوى (صور)
طلاّب "اللبنانية" أمام الأمر الواقع ولا إلغاء لامتحانات الموت... امتعاض وخوف من العدوى (صور)
A+ A-

صرخة طلاب "اللبنانية" لم تلقَ آذاناً صاغية. #امتحانات_الموت لم تنجح في البحث عن بديل عوّض التأجيل لأسبوع فقط، هذا الهاشتاغ الذي تصدّر توتير الأسبوع الماضي لم يكفِ للضغط على إدارة الجامعة لإجراء الامتحانات online. ارتفع منسوب الخوف من عدوى كورونا بعد تسجيل إصابة لطالبة في كلية الإعلام. إجتماع وزارتَيّ الصحة والتربية مع رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيّوب أثنى بطريقة غير مباشرة على جرأة قرار إجراء الامتحانات، يومها قال وزير الصحة حمد حسن إن "هناك جرأة بقرار عودة الطلاب إلى ​الجامعة،​ لأنها رسالة للعام المقبل"، مشيراً إلى أن "تعاون الجميع في الميدان والجامعة والإجراءات الوقائية والمسافة الآمنة هي الحل الوحيد لدرء الوباء عن المجتمع".

لا تراجع عن استكمال الامتحانات. الإصرار في إجرائها اتُخذ ولا عودة عنه، يبدو أن إدارة الجامعة في وادٍ والطلاب في وادٍ آخر. رسالة وزير التربية عبر تويتر "يا طلاّب لبنان! وصلتني رسالتكم وسمعت مطالبكم. "صحتكم أولويّة" شعار كان رفيقنا في كلّ قراراتنا التربوية/الجامعية. ستبقى صحّتكم أولوية الأولويات، وسنعمل على إيجاد حلول سريعة..." لم تتحوّل إلى فعل كما كان تعويل الطلاب، وبالتالي كان على طلاب "اللبنانية" التوّجه اليوم إلى كليتهم لإجراء الفحوصات لأن لا مهرب منها!

إذاً، القرار بالامتحانات حضوريّاً اتُخذ، وعلى الأساتذة كما الطلاب الالتزام به. تُظهر الصور خارج الصفوف بالتجمعات وعدم احترام التباعد الاجتماعي، لكن داخل الصفوف كان هناك التزام كامل بكل إرشادات الوقاية الموصى بها من ارتداء كمامة إلى التباعد المسافي وتعقيم قبل دخول الصف والخروج. وقد أوضحت إحدى الطالبات في كلية الإعلام مايا الريّس خلال حديثها مع "النهار" أن "دعوة المقاطعة بإسم #امتحانات_الموت كانت وسيلة للضغط والمقاطعة ولكن فعلياً لم يُقاطع أحد الامتحانات بعد تعذُّر الاتفاق على تأجيلها للبحث عن بديل أقل خطورة. لذلك لم يكن أمامنا سوى الحضور، المشهد الخارجي مختلف عن الداخل، حيث نشهد في الملعب تجمعات لطلاب دون الالتزام بالتباعد المسافي، إلا أن المشهد مغاير تماماً في الصفوف حيث هناك التزام كامل بالتباعد والكمامة...".

وأشارت إلى أنه "خلال تواجدي في الجامعة لم أُلاحظ وجود فرق للصليب الأحمر (9.30 حتى 11 صباحاً) وقد علمتُ أنهم جاؤوا باكراً ثم غادروا. لكن موضوعنا الأساسي لا علاقة بمن حضر للمراقبة أو المساعدة في عملية التعقيم والإجراءات بل في إصرار إدارة الجامعة اللبنانية على إجراء الفحوصات مهما كان الثمن. كنا طالبنا بإجراء الامتحانات online وعدم المخاطرة بصحتنا إلا أننا لم نلقَ أي جواب حول اقتراحاتنا، علماً أننا لجأنا إلى هذه الوسيلة خلال فترة الحجر وقدمنا مشاريعنا التطبيقة أيضاً ولم يعترض أحد على فكرة online، فلماذا نصطدم اليوم بالرفض دون أجوبة مقنعة. الإصرار والعناد كانا سيدَي الموقف بالنسبة للإدارة".

ما عبّرت عنه مايا تحدث به عشرات الطلاب عبر "تويتر"، بعضهم رأى أن "صحتنا أهم من امتحاناتكم"، في حين كتبت الطالبة ريتا صالح تغريدة تقول" #فؤاد_أيوب إذا أنت مش خايف عليي بيي ما عنده غيري وأنا مصابة #بالسرطان، وإذا حياتي ما بتعنيلك وأنا مجرد رقم بملفات الجامعة فأنا لعيلتي العالم كله. أهلي ونفسي ومن بعدنا على الدنيا السلام Raised hand. #بديل_مش_تأجيل"، في حين اعتبر طالب آخر أن "الجامعة تفرض علينا إجراء الامتحانات في أكثر فترة نشهد فيها ارتفاعاً كبيراً في عدد الإصابات. لقد تجاهلوا 97% من الطلاب الذين يرفضون إجراء الامتحانات". 

 

في قراءة لمختلف التغريدات على هاشتاغ #الجامعة_اللبنانية تلمس حقيقة خيبة الطلاب من إجراء الامتحانات وعدم الإصغاء إلى مطالبهم ومخاوفهم من نقل العدوى إلى بيوتهم وأحبائهم. هذه الحقيقة لا يمكن غضّ النظر عنها، تُقابلها حقيقة أخرى صحية تُفيد بأن الالتزام بالارشادات كفيل في حماية المجتمع. أمام هذا الجدل، يوضح رئيس قسم الأمراض الجرثومية في "أوتيل ديو" الدكتور جاك شقير، أنه "علينا أن نقول الأمور كما هي، لا مشكلة من إجراء الامتحانات حضورياً شرط الالتزام بكل المعايير والإرشادات الوقائية، المسألة لا تتطلب سوى التنظيم والالتزام، ولا يمكن افتعال أزمة بسبب امتحانات ونغض النظر بالمقابل عن كل المخالفات والاكتظاظ الحاصل في المطاعم والشواطئ والسوبرماركت والتي لا تراعي أبداً التباعد الاجتماعي أو ارتداء الكمامة. علينا أن نتحلى بالوعي والمسؤولية الكاملة، نحن نتحدث عن طلاب جامعة، بإمكانهم فهم ومعرفة القواعد واحترام التوصيات الصحية، لذلك لا خوف من إجراء الامتحانات إذا التزم الجميع. والحديث عن إجرائها أونلاين أصعب بكثير مما يظن البعض، ونجري دراسة في جامعة اليسوعية حول هذا الموضوع وأقول لكِ أن الأمر يتطلب جهوداً مكثفة وتنظيماً مضاعفاً لإتمامها وفق الشروط المطلوبة".

مشيراً إلى أن "وزارة الصحة تقوم بواجباتها على أكمل وجه، وتحاول جاهدة إتمام عملها حتى لو تخطى ذلك قدراتها الفعلية، ولكن نحن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة وتشدداً لأن الناس لا تريد أن تسمع، وهي غير ملتزمة بأدنى معايير الوقاية. علينا فرضة غرامة أو عقوبة على المخالفين الوافدين أو المقيمين على حدّ سواء، وعدم الخروج دون كمامة واحترام التباعد الاجتماعي وتجنب السهرات والتجمعات الكثيفة. في فرنسا كل من يخرج دون كمامة عليه أن يدفع غرامة مالية، وفي أميركا يمكن لأي شخص تواجد في سوبرماركت أو مكان لا يحترم فيه الموجودون السلامة العامة وإرشادات الوقاية أن يتقدم بدعوى بحق صاحب المحل لتعريض حياته للخطر".

وشدد على أننا "مقبلون على خريف صعب وقاسٍ، فنحن نواجه سنوياً انتشار 5 أنواع من الفيروسات فكيف الحال في ظل انتشار الكورونا والانتشار الوبائي المحلي. القاعدة الوحيدة التي تحمينا تكمن في ارتداء الكمامة والالتزام بالتباعد المسافي، المسألة ليست صعبة، ولكن علينا أن نتعايش مع هذا النمط الجديد وإلا ستكون النتيجة كارثية". 


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم