السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

تعرف إلى فن تصوير الموتى... الابتسامة الأخيرة بعد الموت

صيحات
تعرف إلى فن تصوير الموتى... الابتسامة الأخيرة بعد الموت
تعرف إلى فن تصوير الموتى... الابتسامة الأخيرة بعد الموت
A+ A-

القصد من تصفح ألبوم الصور العائلي هو العودة بالتاريخ إلى الوراء لرؤية من كانوا شباباً أو تذكر من كانوا على قيد الحياة، لن تتخيّل أن ترى صوراً لأشخاص لجثث الموتى بجانب الأهل والأصحاب بكامل أناقتهم أنه مريب في أيامنا هذه، ولكنك لو عشت في أوروبا في القرن التاسع عشر لما استغربت الأمر بتاتاً.

هي ظاهرة تصوير الموتى أو ما يعرف بالـ post mortem photography، عادة غريبة تعود للعصر الفيكتوري، نشطت ما بين النصف الثاني من القرن 19 وبداية القرن 20 . في تلك الحقبة شهدت إنكلترا صحوة عصر ما بعد النهضة إذ قدمت الثورة الصناعية الأولى الكثير لأوروبا غير أن هذا التطور غير العادي اصطدم بحاجز الموت بسبب تكاثر الأوبئة والأمراض. سارع الأوروبيون يومها لتصوير موتاهم للاحتفاظ بالملامح الأخيرة للميت وتخليداً لذكراه.

 انتقلت هذه الفكرة إلى أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأميركية ولم تتردد العائلات بتصوير جثث أحبائها شرط أن لا يتجاوز التوقيت الـ 24 ساعة من تاريخ الوفاة من أجل تجنب بداية تحلل الجثة.

في البداية كان الأهالي يبعثون بالمصور لتوثيق ذكرى الوفاة عن طريق التقاط الصور للميت مع أهله وأصحابه حتى لو كان في ابشع حالاته متناسين بذلك غسل الميت كما هو متعارف على هذه العادة في وقتنا الحالي. ومن أجل إضفاء طابع ملائكي راح الأهالي يتفننون بتغيير وضعيات الموتى، وبات بالامكان مشاهدة جثة فتاة وضعت بطريقة الجلوس قرب النافذة، طفلة وبقربها دميتها المفضلة عندما كانت على قيد الحياة أو طفل ميت في حضن أبيه والإبتسامة تعلو وجهه.

وكانوا يزينون الرضع بالورد والبنات بالملابس ذات الألوان المبهجة وفي بعض الحالات كان يتم استخدام مساحيق التجميل أو رسم العيون على الصورة بعد طباعتها لجعل الموتى أكثر حيوية واستخدام رموز الموت مثل الطبل الذي كان يرمز لنهاية الحياة أو صورة ساعة رملية مقلوبة. كانت الصور تطبع وتوزع على الأصحاب والأقارب وأصدقاء المتوفى كذكرى جميلة.

لاقى هذا النشاط رواجاً كبيراً بعد نجاح عالم الكيمياء الفرنسي لويس داجير سنة 1839 باختراع الداجرية وهي نوع مبتكر من آلات التصوير.

ومع بداية تطور الطب وانحسار الأوبئة عن أوروبا والعالم، باتت هذه العادة أقل شيوعاً في القرن العشرين، خاصة أن مهنة التصوير باتت أكثر انتشاراً وأرخص من ذي قبل والألبومات حفلت بصور أي إنسان قبل أن يرحل إلى العالم الآخر وتجسد مراحل العمرية بأبهى حلله دون الحاجة لتوثيق لحظة وفاته.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم