السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

حزبُ الله يُدوِّلُ الحلَّ اللبنانيّ

سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
حزبُ الله يُدوِّلُ الحلَّ اللبنانيّ
حزبُ الله يُدوِّلُ الحلَّ اللبنانيّ
A+ A-
معيبٌ أن يبحثَ شعبٌ عن حلِّ خلافاتِه الداخليّةِ لدى دولٍ أجنبيّة. وقُبحٌ أن يَختلقَ شعبٌ خلافاتٍ داخليّةً خِدمةَ دولٍ أجنبيّة. ومَعصيةٌ أن يَستعينَ طرفٌ داخليٌّ بدولٍ أجنبيّةٍ ضِدَّ شريكٍ له في الوطن. وإثمٌ أن يُعطّلَ طرفٌ جميعَ التسوياتِ الداخليّةِ ويَرفُض بالمقابل حلًّا تأتيه به دولٌ صديقة. لبنانُ، الذي عاش جميعَ هذه الحالات، يواجِه الآنَ الحالةَ الأخيرة: البحثُ عن حلٍّ دوليّ لقضيّتِه. ما كنا لنَقبلَ الاستعانةَ بصديقٍ لو لم يُقفِلْ أطرافٌ لبنانيّون جميعَ منافذِ الحلولِ الوطنيّة. تصميمُنا الذَهابُ إلى المجتمعِ الدوليِّ لإعلانِ حِيادِ لبنان يؤكّد قرارَنا بإنقاذِ لبنان. أجريمةٌ أن نَطلبَ حقَّ التقاعدِ من حروبِ المِنطقةِ وصراعاتِها؟بلادُنا اليومَ أمامَ احتمالين: إما أن نَتّفقَ على تحييدِها حِفاظًا على وِحدتِها وصيغتِها وسيادتِها، وإما أن نُشَرّعَ أراضيها ومياهَها لإقامةِ قواعدَ عسكريّةٍ تَحميها من مشاريع الهيمنةِ. وما كان البطريركُ المارونيُّ يطرحُ مَنفَذَ الحيادِ إلا لكي لا يَعودَ اللبنانيّون إلى عهودِ الحمايات الأجنبيّة. هذا طرحٌ وطنيٌّ يتخطّى الاصطفافَ السياسيَّ والحزبي. والّذين تَضايقوا من التفافِ أطرافِ "المعارضة" حولَ دعوةِ البطريرك، ما الذي مَنعَهم هم من أنْ يَلتفّوا أيضًا حولَها عوضَ النقدِ والنقِّ والنَدْب؟انتظارُ الحلولِ الداخليّةِ بات مَضْيعةً لا للوقتِ بل للوطن. وانتظارُ الإجماعِ لطلبِ "نجدةِ الدولِ الصديقة" مخالفٌ مبدَأَي الديموقراطيّةِ العاديّةِ (أكثرية وأقليّة) والديمةقراطيّةِ التوافقيّة (الأكثريّة الميثاقية)....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم