هل تطمح إيران الآن إلى استفزاز الولايات المتّحدة؟

الهدف الاستراتيجي المُتماسك للجمهوريَّة الإسلاميّة الإيرانيّة كان منذ تأسيسها عام 1979 بقاءها واستمرارها في تنفيذ خطَّتها السياسيَّة الداخليّة والإقليميّة وحتّى الدوليّة. لهذا السبب تلازم هذا البقاء مع سياسة لإدارة الأزمات انتهجتها سواء في حربها مع الراحل العراقي صدّام حسين أو في مواجهتها المُتنوّعة للعقوبات الأميركيّة الأخيرة عليها. ويبدو أنّ لديها الآن مسألتين مُهمّتين لبقائها على المدى الطويل هما صحّتها الإقتصاديّة واستراتيجيّتها الإقليميّة في العراق والمشرق عموماً. وقد عوّقت حماية هاتَيْن الأولويّتَيْن طهران. ذلك أنّه كان في إمكانها تحسين وضعها الإقتصادي الصعب بالتجاوب إلى حدٍّ ما مع المطالب الأميركيّة، كما بالانسحاب من الشرق الأوسط الكبير أو بفكّ الارتباط معه. لكن ذلك يعني تقليص الدعم لوكلائها في المنطقة مثل نظام الأسد في سوريا رغم أنّه يشلّ استراتيجيّتها الهادفة إلى نشر سُلطتها فيها. علماً أنّ ردّها المحدود على قتل أميركا الحاج قاسم سليماني يُشير إلى تصميمها على مُتابعة مسيرتها، لكن وفق استراتيجيا تقضي بممارسة ضغط قويّ على واشنطن من خلال الشرق الأوسط يمكن أن يُحرّر اقتصادها من قيود أميركا عليه. ذلك أن بقاء الوضع الاقتصادي على حاله الراهنة غير مقبول. هذا ما يقوله باحثون جدّيون في مركز أبحاث أميركي له وصول إلى مصادر مُهمّة للمعلومات. وهم يُضيفون أن جذور المشكلات الاقتصاديّة...