السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

معهد الفنون المسرحية بدمشق... من صرح عظيم إلى مكان "سيئ السمعة"!

عمر الديماسي
معهد الفنون المسرحية بدمشق... من صرح عظيم إلى مكان "سيئ السمعة"!
معهد الفنون المسرحية بدمشق... من صرح عظيم إلى مكان "سيئ السمعة"!
A+ A-

يعد المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، أحد أهم المؤسسات الجامعية في سوريا، منذ تأسيسه عام 1977، بهدف أن يكون المؤسسة الأكاديمية لتخريج الاختصاصيين في مختلف فروع الفنون المسرحية، كالتمثيل والرقص، والموسيقى، والنقد، وغيرها من الفروع المتعلقة بالفنون بشكل عام.

تم تأسيسه على يد أكاديميين ومثقفين وفنانين سوريين كبار، من بينهم غسان المالح وسعدالله ونوس وفواز الساجر ونبيل الحفار، وغيرهم. وخرّج أهم الفنانين على مستوى الوطن العربي، خلال سنواته الطويلة في التعليم، منهم جمال سليمان، جيانا عيد، باسم ياخور، سامر المصري، قصي خولي، تيم حسن وغيرهم، إلّا أنّه في السنوات الأخيرة راح يتحول إلى أحد أكثر الأماكن السورية سوءاً في سمعته.

نقص في الأساتذة وأماكن التدريب!

عانى المعهد خلال سنوات الحرب الأخيرة من عدة مشاكل أهمها النقص في الكادر التعليمي، إذ لم تعد إدارة المعهد قادرة على تأمين أساتذة لطلابها، لأسباب عدة، منها الأجور المتدنية جداً، بحكم أنّ المعهد مؤسسة تعليمية حكومية، تسري عليها قوانين العاملين في القطاعات الحكومية، والتي تتراوح رواتبها الشهرية اليوم كمثال، ما بين الـ 15 دولاراً والـ 20 دولاراً شهرياً فقط، بحكم التضخم الاقتصادي السوري وهبوط سعر الليرة السورية الكبير أمام سعر الدولار الأميركي.

إضافة إلى ذلك فإنّ سوء أخلاق بعض الطلبة الذين كانوا في قسم التمثيل خلال السنوات الأخيرة، دفع بالكثيرين إلى الانسحاب من التدريس في المعهد، على الرغم من قبولهم بالأجور المتدنية، كالنجم السوري القدير غسان مسعود، والفنان عبد المنعم عمايري، حيث عانى الاثنان من تمرد غير مقبول من قبل بعض الطلبة، وصلت حدود الإهانة في بعض الحالات.

الأسوأ في سياسة المعهد كان تخطيه العدد المقرر للقبول، في أحد الأعوام الأخيرة، حيث قام بقبول أكثر من 30 طالباً في قسم التمثيل دفعة واحدة، على خلاف ما يجري في كل عام، حيث لا يتجاوز عدد المقبولين الـ 15 طالباً في العادة، الأمر الذي تسبب بفوضى كبيرة في المعهد، لعدم قدرته على استيعاب هذا العدد، ولعدم وجود أماكن تكفي من الطلبة المستجدين للتدريب، كما أنّ قبول المعهد هذا الطلب، فتح باب الحديث عن فساد له علاقة بإدارة المعهد من أجل قبول أكبر عدد من أصحاب المحسوبيات الشخصية قبل تغير الإدارة وتبديل أعضائها في العام الذي يلي. 

أشكال غريبة وسلوكيات منحدرة!

لا شك في أنّ المعهد العالي للفنون المسرحية لا يزال صامداً حتى الآن، إذ لا يزال يخرج نجماً أو نجمة على الأقل، في مجال التمثيل سنوياً، إلّا أنّ طلاب المعهد أصبحوا في عالم آخر، يصعب فهمه أو تفسيره.

في زيارة قصيرة لهذا الصرح الهام، ستجد أنّ أشكال معظم طلبة هذا المعهد متشابهة، بشعرهم الطويل غير المسرّح واللحى المهملة،  والثياب الفضفاضة ذات الشكل الغريب، دون أي سبب مفهوم.

الأهم أنّ السلوكيات السيئة والمنحدرة انتشرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة في المعهد العالي للفنون المسرحية، أهمها انتشار تدخين حشيشة الكيف بين الطلبة، إذ يتعاطى عدد كبير من طلبة هذا الصرح العظيم، الحشيشة ضمن حرم المعهد، دون رادع جاد، ربما خوفاً من المحسوبيات، التي بات الناس يتحدثون عن أنّها المقياس الأساسي في اختيار الطلبة، الأمر الذي كان له دور أيضاً في عزوف الأكاديمين الكبار عن دخول المعهد والتدريس فيه، حيث إنّ معظم أساتذته الآن، هم من خريجي المعهد في السنوات السابقة المهمشين، أو الذين لم يجدوا لهم بقعة ضوء صغيرة، يصنعون مكانة لهم تحتها.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم