السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

سارة حجازي... ضحية جديدة لمجتمع يدّعي العفة

محمود فقيه
محمود فقيه mahmoudfaqih
سارة حجازي... ضحية جديدة لمجتمع يدّعي العفة
سارة حجازي... ضحية جديدة لمجتمع يدّعي العفة
A+ A-

يقتل البشر بعضهم بعضاً ويبررون إجرامهم هو مرتبط بالطبيعة الحيوانية. لم نر يوماً حماراً وحشياً يقتل حماراً آخرَ بدم بارد كما يفعل الإنسان. وإضافة إلى إجرام بني آدم، ينشر بين أقرانه أعرافاً ويعلقها على أستار مقدساتهم لإعدام من يخرق قواعدها. 

يتجمهر البشر حول من يروه مذنباً كي يعدموه جسدياً ومعنوياً. يتناولونه في منصات التواصل الاجتماعي ومن خلف شاشتهم الضوئية يبثون ظلام العته العقلي في مقلب آخر. 

من منّا بلا خطيئة فليرجم المذنب بحجر، بتغريدة، بتنمر، بضحكة، كل هذه الأمور باتت أدوات لإعدام البشر. ينعش الناشطون في منصات التواصل الاجتماعي أوساماً تنال من أشخاص وتصفهم بشتى أنواع الصفات معتقدين بأن حربهم هذه لن تردي قتلى ولكنهم يقتلون المستهدف من دون أن يشعروا. ماذا لو انتحر إنسان جرّاء تغريدة أو مقطع فيديو. أليس الأمر جريمة قتل عن سابق إصرار وترصد؟ هذا يؤكد بأن القوانين يجب أن يعاد النظر فيها. 

كانت سارة حجازي مجرد فتاة عادية، حضرت حفل فرقة مشروع ليلى في مصر. رفعت سارة علم "قوس القزح" في الحفل وأثارت حفيظة مدعي العفة. حتى المتحرشون والمغتصبون والمتعدون والجامعون بين الجنسين على سرير واحد ادعوا الدين والعفّة حينها. انتشر اسم سارة في منصات التواصل الاجتماعي مما شكل ضغطاً على السلطات. القي القبض عليها في مصر في تشرين الأول للعام 2017، في القضية التي عُرفت إعلامياً باسم "قضية الرينبو".

وقضت سارة في السجن أكثر من 3 أشهر على ذمّة القضية قبل أن تخرج منه لتهاجر إلى كندا في ظل تعرّضها للاضطهاد بسبب آرائها ومدافعتها عن المثليين.

السبت الفائت، فاجأت سارة حجازي الجميع بالانتحار تاركة وراءها رسالة مؤثرة بخط يدها، بأنها حاولت النجاة ولكنها فشلت قائلة: "التجربة قاسية وأنا أضعف من أن أقاومها، سامحوني".

وعلى رغم أن الرسالة لم تؤكد صراحة انتحار الفتاة صاحبة الـ30 عاماً، إلا أن ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي أكدوا خبر انتحارها في كندا، حيث طلبت اللجوء بعد خروجها من السجن في مصر. 

أما في منصات التواصل الاجتماعي، لمع هاشتاغ #سارة_حجازي في عدة بلدان عربية وعبّر الناشطون برأيهم فيها وبقضيتها. 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم