الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

وقفة أمام قصر العدل رفضاً للفتنة... خلف: لن نسمح بعد الآن بزجِّنا في أتون صراعات قبيحة (صور - فيديو)

المصدر: "النهار"
وقفة أمام قصر العدل رفضاً للفتنة... خلف: لن نسمح بعد الآن بزجِّنا في أتون صراعات قبيحة (صور - فيديو)
وقفة أمام قصر العدل رفضاً للفتنة... خلف: لن نسمح بعد الآن بزجِّنا في أتون صراعات قبيحة (صور - فيديو)
A+ A-

في وقفة تحصيناً للسلم الأهلي ورفضاً للفتنة، في قصر العدل في بيروت (قاعة الخطى الضائعة)، قال نقيب المحامين في بيروت الدكتور ملحم خلف باسم نقباء المهن الحرّة ورؤساء الجامعات الخاصة في لبنان: في لحظةِ "حقيقةٍ" لا يستقيمُ سوى قولِ الحقيقة، قولُها كامِلَة، دون تورِيَة أو مواربة، دون مُداهنة أو مُهادنة، دونَ تدويرِ زوايا، فتدويرُ الزَّوايا أصابَنا، نحنُ اللُّبنانيَّات واللُّبنانيّين، أصابَنا معاً بِمَقْتلةٍ كارثيّة.

وفي لَحظْةِ "تخلٍّ" أصابتنا منذ يومين في مشهديَّةٍ مأزومَةٍ، وسَبَقتها لحظاتٌ أُخْرى في مَراحِل سابقة كادت تودي بلُبنان إلى وباءِ الاقتتال العبثيّ. في لَحْظَة التخلّي هذه، لن نصمُت، لن نتفرَّج، لن نقِف مكتوفي الأيدي، لن ننحازَ إلى منطق تبويس اللِّحى الذي لطالما استنزفنا، واستسخفنا.

في لَحْظتَي "الحقيقة" و"التخلّي"، وكِلاهُما نقيضان، نحنُ هُنا في "العيشِ معاً"، تداعينا بالعقلِ والقَلْب، عَقْلِ الحِكْمَة وقلبِ المحبَّة، لِنَشْهَدَ لفرادة لبنان في تلاقي أبنائه على نَبْذِ العُنْف بالأحتِكامِ إلى الدُّستور مِظَلَّةً آمِنَةً، وعلى التَعاضُدِ بالاستناد إلى القِيَم والمصالِحِ المُشتَرَكة التي تَجْمَعُنا بعيداً عن مساحات التَّوتر والاستِنفار والإقصاء والاحتِكاريَّةِ. في لَحْظتَي "الحقيقة" و"التخلّي"، تعالَوا نعُودُ إلى ذاكرتِنا الجماعيَّةِ المُثقَلَةِ بالأوجاع، والمُتْخَنَةِ بالجراح... نعم، لكنَّها مُشعّةٌ أيضاً بإشراقاتِ الوَحدَةِ في التنوُّع حيثُ إرثُنا الحضاريّ في "العيشِ معاً" على الرَغم مِن التشوُّهات التي شابَتْهُ في مَراحِلَ سَوْداء كُنَّا أحياناً وُقُودَها وأحياناً أُخرى صواعِقها التفجيريَّة؛ تعالُوا نَعودُ إلى ذاكِرَتِنا الجماعيَّة نُنَقّيها من حبائل اغتِصاب الدَّولة، واستِباحة القانون، واغتيالِ الدُّستور، والتَّمنين بلُقْمَة العيش، وتهجير الكفاءات، وبناء جُدْران التَّفرقة، وتحاصُصِ المكائد بانتِفاعاتٍ رخيصة؛ تعالوا نَعُود إلى ذاكرتنا الجماعيَّة نَنْهَرُ منها ما يُدمِّر عَقدنا الإجتِماعيّ وُيفككُ تعاضُدَنا، ويدوسُ على وَعْيِنا العميق بأنَّ لبنان هو لكُلِّ ناسِه، ولا قيمَة لَهُ بدونِ كُلِّ ناسِه. في لَحظَتَيْ "الحقيقة" و"التخلّي" لا مكان للتزلُّفاتِ الرَّماديّة، بل تصميمنا النّاصِعُ والجريءُ والمسؤولُ في رَفْعِ بطاقةٍ حمراء بوجْهِ الفتنة... هو الضمانة! لسنا هُنا في "العيشِ معاً" صُدْفة، ولم يكُن لُبْنانُ الكبير الذي نُحِبّ ونعشق- ونحن في ذكرى مئويّة قِيامه الأولى- لم يكُن لبنان الكبيرُ في "العيش معاً" خطأً أو كذبةً أو عَرَضَاً، بل هُوَ نموذَجٌ، أرادَهُ الآباءُ المؤسِّسون وضحّى من أجلِ ثباتِه الشُّهداء، كُلّ الشُّهداء، بل هُو نموذَجٌ في التَّلاقي الحضاريّ المُتعاضِد ميثاقيّاً بين أبنائِه في دَوْلةٍ مدنيّة، دستورُها مدنيّ، وخياراتُها المؤسِّسَة قائمة في عُمْقِ التَّشارُكِ على الخير العام باحتِرام حقوق الإنسان، وفَهْمِ الإختِلاف تمايُزاً مُجلِّياً، وتنزيه الحريّات العامَّة عن الإساءَة للتَّمايُز، ورفْض معادلاتِ القَمْع والإستقواء والتطويع والتَّرهيب. لسنا هُنا في "العيشِ معاً" صُدْفة، ولا لُبْنَان الكبير في "العيشِ معاً" خطأً، أو كذبةً، أوعَرَضاً، نحنُ هنا لأنَّ خيارنا سلامُ لبنان، وسلامَتُه: كرامَةُ اللُّبنانيّين وحقُوقُهم. نحنُ هُنا في "العيش معاً"، لن نَسْمَح بعد الآن بزجِّنا في أتُّون صراعاتٍ قبيحَةٍ عبثيةٍ، ولا في مسارٍ إنهياريٍّ إنحلاليٍّ، ولا في سياقاتِ شَحْنٍ حاقدةٍ، ولا في انقِضاضاتٍ على جماليَّة توافُقنا وتعاضُدِنا. حان الوقت أنْ نُحرّر وطن الأبجديّة والإنسان مِن الإستِخدامات الخبيثة للتنوُّع النموذجيّ الذي يَتَشكَّلُ مِنْهُ مجتمعه، فالمواطنة، التي هي نِبراسُنا في ظُلْماتِ تسخير الغرائز، ستنتصر مهما أمْعَنت هذه الإستِخداماتُ الخبيثّة في ضربها. نحنُ هُنا نَرْفُض بالفَمِ الملآن والإرادة الثابتَة تصديعَ سلمنا الأهليّ تحت أي ذريعة أو مبرر. نحن هنا نؤكّد أنّ الحوار هو الطريق الوحيد-الأوحد لترميم ما هدّمته الأزمات. نحنُ هُنا، لن نَسْمَح بضرب وَحْدَتِنا. نعِدُكُم بأنَّنا لن نَنْقَسم، لن نَتَقاتل، لن نَتَنازع، لن نَسْقُط، لن نيأس، لن نستسلِم. ندعوكم، باسم نقابات المهن الحرة والجامعات المشاركة وباسم الناس، لنحمل سوياً مِشْعَل وحدتِنا الوطنيَّة في ثَورَةِ القِيَمِ النبيلَة. وفي لَحْظةِ "الحقيقة" ننتصِر معاً على لحظة " التخلّي"! حمى الله لبنان واللُّبنانيّين.

[[embed source=vod id=15452 url=https://www.annahar.com/]]





الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم