السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

عودة الشارع في 6 حزيران... إشكالان وجرحى وخيبة (صور وفيديو)

المصدر: "النهار"
عودة الشارع في 6 حزيران... إشكالان وجرحى وخيبة (صور وفيديو)
عودة الشارع في 6 حزيران... إشكالان وجرحى وخيبة (صور وفيديو)
A+ A-

غطّت سحبُ دخان القنابل المسيّلة للدموع ساحة الشهداء، وانفرط عقد المحتجين بعد إشكالين، ما مثّل خيبة لتوقعات الداعين الى تظاهرة 6 حزيران التي كان قد جرى العمل على الحشد لها على مدى أيام وسط تجاذبات وانسحاب مجموعات وجدل حول جعل سلاح "حزب الله" أحد العناوين المطروحة في الشارع الآن. وربطاً ما رافق هذا الجدل من حملات تهويل وتخوين جماعية مدانة. 

الإشكال الأول نشبَ مع انطلاقة تظاهرة 6 حزيران بين مجموعة من شبان الخندق الغميق ومجموعة من المشاركين في التظاهرة، وسُمعت الشتائم والإهانات ذات الأبعاد الطائفية التي استحضرت الفتنة على الأرض، يا للأسف. ورشق الجانبان بعضهما البعض بالحجارة، علماً أن الشبان الذين شاركوا في الإشكال من صفوف المتظاهرين بدا أنهم يمثلون أنفسهم، وقد أكدّ ممثلون من الحراك أنهم يعارضون الانجرار الى اشكالات مماثلة لأنها "مدروسة وتهدف الى النيل من الثورة ومطالبها وأهدافها". واتهم البعض مندسين بافتعال الاشكالات لإفشال التظاهرة وتخويف الناس من النزول الى الأرض والمشاركة فيها. بأي حال، لم يطل الوقت قبل أن يسيطر الجيش على الأرض وتنجح الأجهزة الأمنية أيضاً بالتعاون مع فاعليات أهلية وحزبية في الخندق الغميق من إبعاد شبان الخندق، لينتقل مشهد الإشكال الى ناحية مجلس النواب. 

الإشكال الثاني اندلع بين القوى الأمنية والمحتجين الذين توجهوا إلى بوابة مجلس النواب لناحية بلدية بيروت. وأطلقت القوى الأمنية القنابل المسيلة للدموع بغزارة كبيرة لتفريق المحتجين، وتمكنت من إبعادهم قرابة الساعة السادسة مساء، بعد عمليات من الكرّ والفرّ شهدت رشق المحتجين الأمن بالحجارة وتحطيم واجهات بعض المحال. كما شوهدت حرائق مندلعة في ستار مقهى لوغراي ودراجة نارية، وعاد مشهد الدخان ليخيّم على الساحة من بلدية بيروت حتى الصيفي. وطاردت القوى الأمنية المحتجين الى شارل حلو لإبعادهم حتى شارل حلو، فانفرط عقدهم من دون أن تسجل تظاهرة 6 حزيران رسالتها. 

وأفاد الصليب الأحمر عن نقل 11 جريحاً من الطرفين الى المستشفيات، ومعالجة 26 إصابة في مكان الاشكالات.  


وفي سياق المواقف، أعلن رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل أنّ السلطة وأجهزتها ومجموعات حاولت منذ الأحد الماضي اختراق الثورة بتسويق فكرة أنّ هناك اختلافاً بالعناوين، وابتداء من يوم الأربعاء تم شنّ حملة للتسويق لفكرة أن هناك من سيشارك للمطالبة بتنفيذ القرار 1559 ونزع السلاح لكن كل هذا الكلام غير صحيح، موضحاً أنّ "عناوين الثورة واضحة منذ 17 تشرين، واليوم هو استكمال لما بدأ في 17 تشرين وبالعناوين نفسها، وقال: "قد يكون هناك أطراف مستجدة على الثورة ترفع شعارات اخرى وهذه مشكلتها"، مشدداً على أن الانتخابات المبكرة أحد العناوين الثلاثة المرفوعة منذ 17 تشرين". 

وأكد الجميّل أنّ الساحة مشتركة وبالتالي العناوين المرفوعة يجب ان تكون مشتركة والا تفرّق، وقال: "موقفنا من السلاح وحزب الله نعبّر عنه في أماكن اخرى، اما هذه الساحة فهي للمطالب المشتركة التي تجمع اللبنانيين". 

من جهته، قال "المرصد الشعبي لمحاربة الفساد"، في بيان، إنّ "ثورة 17 تشرين انتفضت على المنظومة السياسية وأركانها، كل أركانها من 8 و14. جزء من هذه المنظومة يحاول جاهداً تبرئة نفسه عبر محاولة اندساس في التحركات باسم الثورة. يطالعنا اليوم الثلاثي ريفي - بهاء - الجميّل بأجندات تقسيمية يريدون إلباسها ثوب الثورة. هذه الأطراف كما قريناتها شاركت في السلطة سابقاً وتقاسمت ثروات الشعب اللبناني حصصاً مع حلفائها وخصومها، ولا زالت... هذه الأطراف كما شبيهاتها في 8 و14 مرتهنة للخارج، أنتم بنظرنا شركاء في الانهيار والمحاصصة والفساد والشحن الطائفي"، مؤكداً: "غير مرحب بكم في ثورتنا". 

وفي حديث لـ"النهار"، أشار النقيب السابق لمعلمي المدارس الخاصة نعمة محفوض الذي شارك في تحرّك اليوم إلى أن "اللبنانيين لم يتظاهروا يوماً، منذ انطلاقة الانتفاضة، تحت عنوان واحد، بل رفعوا شعارات مطالبة بتمين لقمة العيش والكهرباء، وأخرى مندّدة بالأزمة الاقتصادية ومطالبة بحماية الحدود وببسط السلطة قوتها على الأراضي اللبنانية، وأخرى مطالبة بإسقاط الحكومة وبانتخابات نيابة مبكرة، وغيرها"، مؤكداً أنّ "العناوين المتعددة جمعت البنانيين مع اختلافٍ حول الأولويات، إلّا أنهم يتفقون على أن الدولة لا تبسط سلتطها على كافة أراضيها وعلى حدودها ومرافقها ومطارها". كذلك، يعتبر محفوض أن "أهمية هذه الانتفاضة تكمن في أنها تجمع التنوع والاختلاف، ويجب أن نقبل اختلاف الشعارات، وبالتالي زرع الخلافات بين اللبنانيين بحجة تعددية العناوين التي تغني الثورة وتشكل مؤشراً جيداً لمستقبلها مرفوض".

أما على الأرض، فأشارت إحدى المتظاهرات في ساحة الشهداء لـ"النهار" إلى أنها أتت اليوم "للمطالبة بترسيم الحدود لأن التهريب يطال أموال المودعين وأموال الشعب، ولضمان حماية بلدنا لأن مصرف لبنان يدعم القمح والمازوت، فيتمّ تهريبه لاحقاً إلى سوريا". كما تعتبر أن "سلاح حزب الله يحمي الفساد، كما يحصل في الجمارك، والمناطق التي يسيطر عليها الحزب لا تدفع كهرباء ولا ضرائب"، مضيفة: "هذا السلاح لمواجة التعدي الإسرائيلي، لا للقيام بـ7 أيار جديد ولا لحماية مجلس النواب الفاسد وحسان دياب ممثل حزب الله".

وقالت متظاهرة ثانية أنها لا تخاف من كورونا، فالإجراءات الوقائية يجب أن تتّبع لأنه لا يمكن سوى النزول إلى الشارع والمشاركة في الاحتجاجات بعد أن سُرقنا ونُهبنا.

وكان 6 حزيران هو الموعد الذي ضربه الثوار لإحياء روح الثورة في ساحة الشهداء. دعوات عدة وجهتها مجموعات في مواقع التواصل الاجتماعي حملت شعارات ومطالب مختلفة، أبرزها الدعوى إلى نزع سلاح "حزب الله" من خلال تطبيق القرار 1559.

ومن مختلف المناطق اللبنانيّة، لبّى مواطنون الدعوة، آملين أن يستعيد الشارع روحه التي فقدها إثر عوامل عدة أبرزها انتشار وباء كورونا.

وبعد تراجع المجموعات من محيط وسط بيروت، فالصيفي إلى شارل الحلو، توجّهت الأنظار إلى المنطقة التي تصل الشياح بعين الرمانة، إذ وقع إشكال بين شبان من عين الرمانة وآخرين من الشياح، تخلله رشق للحجارة. وعلى الفور وصلت قوة كبيرة من الجيش ومن الأمن العام، وفصلت بينهم، وأعادت الهدوء.

في سياق مجريات هذا النهار، كان بدأ المحتجون بالتجمّع في مزرعة يشوع وانطلياس، استعداداً للانطلاق إلى ساحة الشهداء، للانضمام إلى التظاهرة المركزية، وسط انتشار أمني كثيف في المنطقة، رافعين الأعلام اللبنانية واللافتات المطالبة بانتخابات نيابية مبكرة وبحكومة إنقاذية.

ووصلت الحافلات والفانات التي تقل المتظاهرين من عدد من المناطق، إلى ساحة الثورة، في ظل حواجز للجيش ولفوج الفهود التابع لقوى الأمن الداخلي، لتفتيش المتظاهرين الوافدين وحاجاتهم.

وكان أفاد مراسل "النهار" من ساحة الشهداء أن الجيش والقوى الأمنية أقفلوا المداخل إلى ساحة الشهداء أمام السيارات وأبقوها مفتوحة أمام المشاة. 

[[embed source=vod id=15359 url=https://www.annahar.com/]]

ووقع إشكالٌ وتدافع بين المتظاهرين في ساحة الشهداء مع بدء التجمع على خلفية موضوع الصوتيات تطوّر وأدى إلى تدافع.

وانتشر عناصر من الجيش عند مداخل الخندق الغميق تحسّباً لأي إشكال.

وأشارت مراسلة "النهار" إلى غياب الكمامة عن وجوه كثير من المشاركين في التظاهرة، ما يحتّم على الجهات الصحية المعنية، والأخرى المدنية، بذل جهد أكبر في التوزيع وحضّ المشاركين على وضعها.

ومنذ الصباح، بدأ عدد من المتظاهرين بالتوافد إلى ساحة ساسين في الأشرفية، استعداداً للانطلاق نحو ساحة الشهداء، للانضمام إلى بقية الوفود القادمة من جميع المناطق.

وتوافدت أعداد خجولة من المحتجين إلى أوتوستراد زوق مصبح للمشاركة في التظاهرة التي دعا إليها الحراك في ساحة الشهداء.

وفي السياق، بدأ المواطنون بالتجمع عند ساحة النور طرابلس، تحضيراً للانطلاق إلى بيروت للمشاركة في التظاهرة. 

[[embed source=vod id=15344 url=https://www.annahar.com/]]

[[embed source=vod id=15347 url=https://www.annahar.com/]] 

وكانت شهدت ساحة النور تجمعات لمحتجين يرددون هتافات ضد الجوع والغلاء.

وانطلقت 4 حافلات انطلقت قرابة الثانية والنصف من بعد ظهر اليوم من أمام مسجد الزعتري في مدينة صيدا، حاملة على متنها أعداداً من المحتجين للمشاركة في تحرك ساحة الشهداء في بيروت.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم