اشترِك في نشرتنا الإخبارية
يدخل القلب، مسلسل "بالقلب". صادق، يُشبه الآلام الإنسانية من حولي وحولك، له مكانه منذ الحلقة الأولى. مسلسلات من صنفه، نيّاتها طيّبة، لا تتكلّف ولا تتصنّع. تترك إحساساً بالصداقة مع الناس، والثقة المُتبادلة. نشاهده بحُبّ، حضنه يتّسع للإنسان المُتعب.
الكتابة لطارق سويد، المُرهَف في العطاء. شخصيات تحاكي الواقع اللبناني الهشّ، حيث في القرى الهادئة، بشر يتقلّبون على الجمر، وفي المدن الصاخبة، آخرون يتقلّبون على الشوك. وهب الأعضاء، قضية نبيلة، حمَّلها المسلسل (إخراج جوليان معلوف) لممثل نبيل هو بديع أبو شقرا، فأدّى الدور بإحساس وأخلاق. القصص متشابكة، حب وخيبة وانكسار وانتصار. والجميع، أبطال في الأدوار. العمل رسائل، من دون وعظ. ومساحات للتأمّل من دون غيوم سوداء. إنسانيّ أولاً وأخيراً.
سارة أبي كنعان، بواحد من أدوارها المفتوحة على فرص أكيدة. تتألّم وتتحمّل. تتلقّى العصي وتعدّها. ديانا شخصية ناضجة، حسّاسة، قوية، برغم حجم التنهيدة. الدور عاطفيّ، تائه في دوّامة. الحبّ أو الذنب؟ البقاء أو الهزيمة؟ الحياة في عيون الآخرين أو في عيونها؟ مؤدّية جيّدة، لكلّ هذا التناقض. مكانها الصحّ وفرصتُها المناسبة.
يدخل جواد (بديع أبو شقرا) حياتها من الأبواب الخلفية. الحبّ هنا رهن الإحساس بردّ الجميل وإخفاء الحقيقة. كلّ مَن في المسلسل معرّضون لاختبار التحمُّل، كفريال (الرائعة كارمن لبّس)، بالعطاء حتى اللحظة الأخيرة. وردة المسلسل وجرحه. والصلاة حين لا يبقى إلا الله.
مرّة أخرى، إنّها طباع البشر ووجهات نظرهم في حرب الحياة. مَن عاد ليمسح الذنب كجريس (غبريال يمّين)، فآلم أكثر وحفر في الأعماق أكثر. ومَن أحبّ بصدق كفياض (محمد عقيل)، فوصل متأخراً. ومَن صدمهم أقرب الناس، كلارا (ستيفاني عطاالله)، في علاقتها الأسرية ومع خطيبها (جان دكاش)، وفي تعرّضها للعنف النفسي والصدمة الداخلية. جميعهم أمام علاقات مهزوزة، يحافظون عليها على حساب أنفسهم حيناً، أو يقضون عليها على حساب سعادتهم أحياناً. المسلسل "وجّ الصحّارة"، تقريباً، في موسم الملل.
Twitter: @abdallah_fatima
