منذ سنواتٍ والشرقُ الأوسط يَستيقظ كلَّ يومٍ على جديدٍ يُضاف إلى قديمه. حروبٌ لا تنتهي وحلولٌ لا تأتي، وإنْ أتَت تَحمِلُ في ثناياها بذورَ حروبٍ لاحقة. لكنَّ ما يجري منذ أشهرٍ قليلةٍ يُنبئُ بمرحلةٍ قيدَ التحضيرِ كأنَّ الحروبَ بلغت مُبتغاها، والتسوياتِ نَضَجت، والعالمَ ضَجِر من موازينِ القوى القائمة. هذا يُسمَّى تنفيذَ تفاهماتٍ توصّلت إليها الديبلوماسيّةُ السريّةُ بين الدولِ الكبرى. هكذا حَصل مع اتفاقيّةِ سايكس ـــ بيكو ووَعدِ بَلفُور ومعاهدةِ يالطا وغيرِها. لم تَدْرِ بها شعوبُ الشرقِ قبلَ تطبيقِها بالقوّةِ أو بالحُسنى أو بالتواطؤِ مع مرجعيّاتٍ محلّية، فصُدِم البعضُ وسُرَّ البعضُ الآخَر.يَعكِسُ هذا الـمُعطى تفاهمًا أميركيـًّا/روسيًّا، وإنْ هشًّا وجُزئيًّا، حول عددٍ من مَلفّاتِ الشرقِ الأوسط أبرزُها: العراقُ وسوريا ولبنان. مَلفّاتُ هذه الدولِ الثلاثِ تحتوي مَلفّاتٍ أُخرى أيضًا. مَلفّاتُ دول: إسرائيل وإيران وتركيا والصين والسعوديّة وفِلسطين. ومَلفّاتُ أديانٍ ومذاهب: المسيحيّةُ والإسلامُ واليهوديّةُ والشيعيّةُ والسنيّة. ومَلفّاتُ مصيرِ الشعوب: الوِحدةُ واللامركزيّةُ والفدراليّةُ والحكمُ الذاتيُّ والتقسيم. ومَلفّاتُ المشاريعِ الإقليميّة: الهلالُ السُنيُّ والهلالُ الشيعيُّ وحِلفُ الأقليّات؛ ومَلفّاتُ الإرهاب: التكفيريّون والجهاديّون وإرهابُ الأنظِمة. وتَخلِط الدولُ الكبرى أحيانًا بين مقاومةِ الشعوب والإرهاب.التفاهمُ بين أميركا وروسيا لا يغطّي جميعَ هذه الـمَلفّات لأنَّ الصراعَ الدوليَّ المفتوحَ بينهما أكبرُ من تفاهُمِهما المحدودِ في الشرق الأوسط. تفاهمهُما هنا على قاعدةِ "محتاجٍ يَسعى...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول