الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بعد ارتفاع الإصابات وفتح البلد... مخباط لـ"النهار": في حال عدم الالتزام سنكون أمام تسونامي

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
بعد ارتفاع الإصابات وفتح البلد... مخباط لـ"النهار": في حال عدم الالتزام سنكون أمام تسونامي
بعد ارتفاع الإصابات وفتح البلد... مخباط لـ"النهار": في حال عدم الالتزام سنكون أمام تسونامي
A+ A-

بعد ارتفاع الإصابات التي شهدتها بعض المناطق، ومع استمرار عودة المغتربين من الخارج، اتخذت الحكومة قرار فتح البلد جزئياً. أسباب كثيرة لعبت دوراً في اتخاذ هذا القرار وعلى رأسها الضائقة الاقتصادية التي يرزح تحتها لبنان، ولكن سلوكيات الناس كشفت للحكومة أيضاً أن "قرار إقفال البلد لأربعة 4 أيام" لم يعد يجدِ، وأن الالتزام لم يكن ممكناً برغم كل الضوابط والمحاضر. فهل سياسة الحكومة الجديدة اكتساب مناعة جماعية وعزل المناطق والأحياء التي تشهد إصابات كبيرة؟

صرخة الاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور جاك مخباط أثارت ضجة كبيرة، هو الأدرى بما قد تؤول إليه الأمور في حال بقي اللبنانيون يستهترون بالإجراءات الوقائية بحدها الأدنى كارتداء الكمامة والحفاظ على التباعد الاجتماعي وغسل اليدين بانتظام... نعرف جيداً أن الناس سئمت الحجر المنزلي لكن الأكيد أيضاً أن الحل لن يكون في التفلت والعودة إلى الحياة كأن شيئاً لم يكن. 

الحقيقة العلمية تشير إلى أن الفيروس باقٍ معنا لفترة طويلة، ونمط حياتنا سيتغيّر سواء شئنا ذلك أم أبينا، الكل يعي هذه الحقيقة ويُدرك تماماً أن "إبقاء الناس في منازلهم بات أمراً مستحيلاً، وأن الخطة البديلة تكمن في فتح البلد جزئياً طالما ألا سلطة للدولة على إخضاعهم للحجر الإلزامي بعد اليوم". 

هذا الواقع لمسه مخباط جيداً، ويُعرب عنه لـ"النهار" قائلاً: "علينا أن نكون منطقيين، سياسة الإقفال في الأيام الأربعة الماضية لم تأتِ بالنتيجة المرجوة، نجحت سياسة الإقفال في المرحلة الأولى في تخفيف عدد الإصابات، ولكن من الصعب الالتزام بها لمدة طويلة. ويعود عدم الالتزام إلى أسباب كثيرة أبرزها نفسي واقتصادي، إذ لم تعد الناس تتحمل، وقد شهدنا في مناطق كثيرة التفلت وعدم الالتزام. لذلك قرار الإقفال الإضافي تبيّن أنه غير نافع خصوصاً في ظل الاستمرار في إجلاء اللبنانيين المغتربين من الخارج والإصابات المُسجلة في صفوفهم. وبالتالي أصبح من الصعب فرض الالتزام على اللبنانيين بالحجر الصحي. 

بات واضحاً أن بعض الناس غير ملتزم بالقرارات الرسمية، لذلك كان من الحكمة اتخاذ قرار فتح البلد من أجل العجلة الاقتصادية طالما أن الناس لا تلتزم بالقرارات الصحية والإقفال. 

وأبدى مخباط بعض الإيجابية من خلال اكتشاف أن "الإصابات في زاوية البحر الأبيض المتوسط ناتجة من نوعية فيروس أقل حدّية من غيرها. أنا أتحدث من الناحية النظرية، ولكن لا شيء مثبت علمياً حتى الساعة، إنما بحسب ما نراه يتبين لنا أن الإصابات أقل حدية من الإصابات المسجلة في شمال أوروبا وأميركا الشمالية. 

أما النقطة الإيجابية الأخرى التي يُشهد لها في لبنان، أن اللبنانيين استطاعوا حماية كبار السن، سواء بالبقاء في منزلهم أو عند أفراد عائلتهم ما ساعد على حمايتهم من الإصابات".

هل الإصابات المرتفعة التي نشهدها في بعض المناطق مثل رأس النبع وقضاء صور وغيرها تعتبر خطيرة، وهل ستكون السياسة عزل المناطق والأحياء عوض عزل البلد؟

قرار عزل المناطق والأحياء التي تشهد ارتفاعاً في عدد الإصابات اتُخذ من قبل وزارة الصحة، وتُعتبر هذه الطريقة حميدة في متابعة الحالات والكشف عن مصدر العدوى، وعليه يتمّ تطويق المنطقة فوراً وترصد الحالات المخالطة وعزلهم وعلاجهم في حال لزم الأمر. وبهذه الطريقة التعاون بين السلطات الصحية والأمنية تكون على قدم وساق لتأمين الحجر الصحي في الأماكن التي تشهد إصابات، وهذه هي الطريقة المثلى في مكافحة الوباء. وكلمة حق تُقال إن ما قامت به وزارتا الصحة والداخلية كان جيداً جداً لغاية اليوم. 

وعن فتح البلد بهدف اكتساب المناعة الجماعية، يرى مخباط أننا "بحاجة إلى فتح البلد ولكن على الشعب الإلتزام بالشروط الوقائية والمعايير والتوصيات الصحية". وعن صور المواطنين على الشواطىء وفي الشوارع، فيصف مخباط الأمر بـ"السلوك اللامسؤول"، فـ"عندما يتحدث رئيس الحكومة بما نحتاجه لمواجهة الوباء والتوصيات المشددة، لنتفاجأ بسلوكيات غير واعية ومسؤولة... عندها ليتحملوا النتائج".

في رأي مخباط، "الحكومة قرّرت فتح البلد لأسباب اقتصادية ولكن يتبيّن لنا أن الناس لم يكونوا على قدر المسؤولية والوعي، وفي حال استمر الناس بالتفلت وعدم الالتزام بالتوصيات فسنكون أمام تسونامي". 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم