الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"كورونا" يتسلّل إلى مبنى عمال أجانب في رأس النبع... حجر ورعب (بالصور)

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
"كورونا" يتسلّل إلى مبنى عمال أجانب في رأس النبع... حجر ورعب (بالصور)
"كورونا" يتسلّل إلى مبنى عمال أجانب في رأس النبع... حجر ورعب (بالصور)
A+ A-

تسلّل كورونا إلى منطقة رأس النبع في بيروت. في مبنى من ثلاث طبقات يسكنه عمال من الجنسية البنغلادشية، ضربَ. والخشية من أن يكون وصل إلى مبنى آخر مجاور يسكنه أشخاص من الجنسية السورية، لا بل إلى الحيّ بأكمله، حيث يعيش سكانه الرعب من انتقال العدوى إليهم.

طوق أمني

في شارع محمد الحوت المعروف بهدوئه، تضرب القوى الأمنية طوقاً، حيث تعزل المبنيين وتمنع أي أحد من الاقتراب منهما، تنفيذاً لقرار الحجر على قاطنيهما. البعض من سكّانهما وقفوا على الشرفات، فيما أحد البنغلادشيين وقف في مدخل المبنى مطلاً برأسه إلى الشارع. حاولت "النهار" الاقتراب لأخذ حديث منه، إلا أن عنصر الأمن سارع وبدأ الصراخ عليه طالباً منه الصعود إلى غرفته، فوقف الشاب ينظر إلى الدركي بتحدٍّ ولم يستجب للأمر، وأكمل وقوفه، ربما لأنه ضاق ذرعاً من المكوث في الحر بين أربعة جدران.


بانتظار نتائج الفحوصات

الأرقام المتداولة على وسائل الإعلام عن عدد المصابين بالفيروس غير صحيحة، بحسب ما أكده مصدر في وزارة الصحة لـ"النهار"، حيث قال إن "البعض يخلط بين عدد الفحوصات وأرقام المصابين". وأضاف: "نتائج الفحوصات أظهرت ان 18 بنغلادشياً مصاباً بالفيروس". وعن كيفية اكتشاف وجود مصابين في المبنى، أجاب: "كونهم مخالطين لشخص خضع للفحص وظهرت نتيجته إيجابيه، عندها توجهت الفرق المختصة وأخضعت جميع سكان المبنى للفحص، وتم وضع البعض منهم في مستشفى رفيق الحريري فيما البقية أُلزموا الحجر"، في حين قال مصدر في بلدية بيروت لـ"النهار": "الوضع جيد، قمنا بتعقيم المبنى والشارع، ونقلنا المشتبه بإصابتهم بالفيروس على دفعتين إلى مستشفى رفيق الحريري، والبقية نحضّر لهم مكاناً لنقلهم للحجر، كما أننا نلاحق الأشخاص الذين اختلطوا بهم لإخضاعهم للفحص".

رعب من العدوى

إلى حين صدور النتائج، يعيش سكان الحي، لا سيما الذين اختلطوا بالعمال الأجانب، الخشية من أن يكون الفيروس انتقل إليهم، منهم خالد منصور صاحب محل السمانة المواجه للمبنى، حيث قال: "منذ علمت بالخبر وأنا أعيش حالة رعب، على الرغم من أني أضع الكمامة طوال الوقت وأرتدي القفازات، وكنت أمنع أي أحد من دخول المحل حيث أطلب من الجميع الوقوف خارجاً، وأنا أقوم بإعطائهم ما يطلبون". وأضاف: "يوم السبت الماضي حضرت فرق الإسعاف ونقلت 17 شخصًا من المبنى، وفي اليوم التالي حضرت من جديد ونقلت نحو 20 شخصاً، وأنا سأخضع للفحص في حال ظهرت عليّ أي من الاعراض، فالأمر ليس سهلاً ولا يمكنني الاستهتار بصحتي".

مخاوف ومطالب

واضعاً كمامة، متوجهاً إلى منزله المقابل للمبنى، توقف محمد قليلًا للحديث لـ"النهار" حيث قال: "منذ يوم السبت الماضي ونحن في حالة نفسية يرثى لها، إذ من الصعب تصور أن بيننا وبين الفيروس أمتاراً قليلة، وربما أقل. أشعر وكأن المبنيين بؤرة للوباء، لذلك أطالب المعنيين أن يحجروا السكان بعيداً من الحي، \\إذ أخشى أن تخرج الأمور عن السيطرة، وتتفشى العدوى، ونذهب ضحية لا لذنب ارتكبناه إلا لأننا في المكان الخطأ"، في حين قال صاحب محل للحدادة والبويا في أسفل المبنى الذي يقطنه البنغلادشيون: "اضطررت إلى إغلاق باب رزقي إلى حين الانتهاء من هذا الكابوس، أتمنى أن يسارع المسؤولون وينقلونهم من المكان ليجري تعقيمه من جديد ونكمل حياتنا من دون أي تهديد".

يضرب كورونا الجميع من دون تمييز، ولا شك أن العمالة الأجنبية هي خاصرة رخوة نظراً للشروط الاجتماعية التي تعيشها، وهي تستحق رعاية صحية ووقائية على قدر المساواة مع المواطنين من دون أي تفرقة.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم