فكر المسيح

يقول بولس الرسول: "أمّا نحن فعندنا فكرُ المسيح" (1 كورنثس 16:2).إنّ فكر المسيح يتجلّى في تعاليمه وفي مثله. يفسّر آباء الكنيسة ما ورد في الكتاب المقدّس بأنّ الله قد خلق الإنسان على صورته ومثاله، بقولهم إنّ هذه الصورة وهذا المثال هما صورة ومثال ابن الله. فالإنسان مدعوّ منذ خلقه إلى أن يحقّق في ذاته صورة ومثال ابن الله. وهذا ما تعبّر عنه رواية الخلق في سفر التكوين بقولها بشكل رمزيّ إنّ آدم كان، قبل الخطيئة، يتمشّى مع الله في الفردوس كابن مع أبيه. لكنّ الإنسان أراد أن يكون هو إله نفسه ويحيا حياة مستقلّة عن الله. فبابتعاده عن الله، ابتعد في الوقت عينه عن ذاته وعاش حياة تغرّب عن الله وعن ذاته. تلك هي الخطيئة في مختلف أشكالها. وعندما جاء يسوع المسيح، عاش حياة الإنسان كما أراده الله عندما خلقه، أعني حياة الابن مع أبيه. وعلّم الناس أن يعيشوا هذه الحياة التي توصلهم إلى كمال إنسانيّتهم، وتوصلهم في الوقت عينه إلى التألّه الذي أراده آدم بعيدًا عن الله. فتألّه الإنسان، علّمنا يسوع أنّ السبيل الوحيد لتحقيقه هو بالحياة مع الله وليس بعيدًا عنه.إنّ كلّ تعاليم السيّد المسيح تدور حول هذه الفكرة الأساسيّة: الاتّحاد بالله والحياة معه كأبناء مع أبيهم....