الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

فسيفساء الأماكن (6): عِشتُ الحياة كلّها في رأسي، فكيف تهدّدني بالحجر يا كورونا؟

المصدر: "النهار"
رامي يمّين
فسيفساء الأماكن (6): عِشتُ الحياة كلّها في رأسي، فكيف تهدّدني بالحجر يا كورونا؟
فسيفساء الأماكن (6): عِشتُ الحياة كلّها في رأسي، فكيف تهدّدني بالحجر يا كورونا؟
A+ A-

عِشتُ الحياة كلّها في رأسي، فكيف تهددني بالحجر يا كورونا؟

***

أشعل سيجارة وأراها تموت مع كل نسمة، كما نموت نحن تماماً. أُدخّنها غير آبه بالكورونا وبأجهزة التنفس والرسومات البيانية والأرقام. لا بل أنني أدخّنها "جكارة" بكل هؤلاء.

***

أعرف أنّ بداخلي رسماً مطابقاً لهذا المشهد، ولحناً يتناغم مع هذا الصوت، ويمكنني أن أتركَ الحياة تقودني إليهم فأصير حقيقياً أكثر. لكنني منهك، ولا إرادة لدي بنفض هذا الغبار عنّي. لماذا أتى معنا كل هذا الوجع إلى الحياة؟ كان يمكن أن يكون كلّ شيء مختلفاً.

***

‏كل لحظة تعيشها، ولا تلتمس شيئاً من طفولتك فيها، هي لحظة ضائعة.

***

‏نحن على قدر ما لا نحبّ الحياة، لا نحبّ الموت أيضاً.

‏فالموت بكل هيبته لا يُعالِج انكسار التناغم. ولا يُعالَج هذا الانكسار إلا بالغناء الجميل، بالرقص، بالحبّ، وبوحدة الروح مع الكون داخل الحياة.

‏الموت يخيفنا لأننا نخاف أن يأتي قبل أن نشعر أننا أحياء. فالحيّ حقّاً على ذاتيّته ويصل الحياة بالموت والموت بالحياة.

***

كيفما عشنا، سنتمنّى في النهاية لو أنّنا أحبَبنا أكثر.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم