السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

من العراق إلى مصر خير حليف لـ"داعش" ...كورونا

من العراق إلى مصر خير حليف لـ"داعش" ...كورونا
من العراق إلى مصر خير حليف لـ"داعش" ...كورونا
A+ A-

من العراق إلى مصر، جدد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) هجماته على القوات العرقية والمصرية، من باب تفشي فيروس كورونا المستجد ومن الانقسامات السياسية على الساحة العراقية.

وكان العراق أعلن "النصر" على التنظيم المتطرف نهاية العام 2017، بعد معارك دامية لأكثر من ثلاثة أعوام. لكن فلول الجهاديين لا تزال قادرة على شن هجمات على القوى الأمنية في مناطق نائية في شمال البلاد وغربها. غير أن البلاد اليوم تسير بحكومة تصريف أعمال منذ خمسة أشهر، والقوات الأمنية منشغلة بفرض حظر التجول لمنع انتشار فيروس كورونا.

وليل الجمعة - السبت قبيل موعد السحور في شهر رمضان، تمكن "داعش" من شن هجومه الأكثر دموية منذ أشهر ضد القوات العراقية، والأكثر تعقيداً لجهة تنظيمه، أسفر عن مقتل عشرة من قوات الحشد الشعبي.

ويقول المحلل الأمني المتخصص في شؤون الحركات الجهادية هشام الهاشمي إن "العمليات القتالية وصلت إلى مستوى لم يكن قائماً من قبل". وتؤكد مصادر أمنية عدة أن الجهاديين صعدوا خلال الفترة الماضية هجماتهم المسلحة وبعبوات ناسفة وقذائف هاون ضد قوى الأمن في بعض القرى.

هجمات "انتهازية"

ويصف الهاشمي الهجمات بـ"القتال الهجين" الذي يهدف إلى "إعادة القدرة على التكيف مع كل التحديات والتهديدات المحتملة، لغرض التمويل الذاتي ومرونة التنقل والتخفي"، إلى "عرقلة وتهديد مشاريع الاستقرار وعودة النازحين في المناطق المحررة، كنوع من الانتقام".

وهو الأمر الذي يؤكده ضابط برتبة عميد في الاستخبارات العراقية، قائلاً إن "داعش كثف هجماته بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة بالفترة نفسها في شهر آذار " الماضي.

وكان من بينها هجوم انتحاري استهدف منتصف الأسبوع الماضي مقر الاستخبارات في مدينة كركوك المتنازع عليها بين بغداد وأربيل في شمال العراق، مما أدى إلى إصابة أربعة من عناصر الأمن بجروح.

وفي محافظة ديالى شمال شرق بغداد، باتت الهجمات شبه يومية خصوصاً في المناطق الزراعية. ويقول عدنان غضبان، أحد زعماء عشائر ناحية العبارة في شمال ديالى، إن اثنين من أقربائه أصيبوا بجروح خطرة بـ"هجوم مسلح لداعش"، مضيفاً :"إنها تذكرنا بأحداث عام 2014".

ويعتبر أن "هؤلاء (الجهاديين) استغلوا انشغال القوى الأمنية بفرض منع التجول" جراء كورونا الذي أودى بنحو مئة شخص في العراق مع إصابة أكثر من ألفين آخرين.

لكن المحلل السياسي والأمني فاضل أبو رغيف يرجح استغلال الجهاديين للجمود السياسي الذي تعيشه البلاد في ظل توتر المحادثات حول تأليف الحكومة المقبلة، وانخفاض أسعار النفط والخلافات بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان حول الموازنة. ويقول إن "داعش لديه مجسات على الوضع السياسي، كلما احتقن الوضع السياسي كلما نشط بطريقة انتهازية". ويرى أيضاً أن خفض انتشار قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قد مهد الطريق لذلك، محذراً من أن "التنظيم في نشاط مستقبلي أوسع وأكبر".

ونشر التحالف الدولي عام 2014 قواته في العراق لمساندة القوى الأمنية المحلية في قتال الجهاديين، عبر تنفيذ ضربات جوية وتقديم الاستشارة والتدريب.

وكشف تقويم لوزارة الدفاع الأميركية العام الجاري، أن القوات العراقية لا تزال غير قادرة على الوصول للمعلومات الاستخباراتية واستخدامها بشكل كاف في الغارات ضد "داعش" بمفردها، أو تنفيذ العمليات في مناطق وعرة دون مساعدة التحالف الدولي.

لكن أبو رغيف يؤكد أن "التنظيم لن يستطيع العودة إلى سابق عهده"، حين استولى على مساحات شاسعة في العراق وسوريا توازي مساحة بريطانيا وتضم سبعة ملايين نسمة.

ومن جهة التحالف، يؤكد ضابط كبير أن "داعش شن هجمات عدة ناجحة بمستوى منخفض" في الأسابيع الأخيرة، لكن ذلك لا يمثل "زيادة كبيرة". ويضيف أن الأمر "لا يقتصر على عدد الهجمات فقط، ولكن ما نوعية الهجوم؟ هل هو معقد؟ ما نوع المعدات أو التكتيكات التي استخدمت؟ معظم ما رأيناه كان بدائياً وبسيطاً". لذلك، يعتبر المحلل المتخصص في شؤون الجماعات الجهادية في العراق سام هيلر، أن التحول الأخير لا يقارن بذروة نشاط "داعش" عند إعلان ما يسمى بـ"دولة الخلافة". ولفت إلى أن ذلك ليس إلا إشارة إلى أن "داعش يتخذ موقفاً أكثر عدوانية. وهذا لا يعني أن لديه قدرات جديدة أو حتى مؤثرة".

"داعش" مصر

وفي ساحة أخرى، أعلن الجيش المصري في بيان الأحد، مقتل 126 "تكفيرياً" في عمليات شملت وسط وشمال سيناء حيث ينشط الفرع المصري ل"داعش".

وأوضح البيان الذي نشره الناطق العسكري المصري على صفحته الرسمية في موقع "الفايسبوك" أنّ العمليات، التي شملت "خلال الفترة الماضية ... تنفيذ 22 مداهمة و16 عملية نوعية، أسفرت عن مقتل 126 فرداً تكفيرياً عثر بحوزتهم على عدد من الأسلحة، مختلفة الأعيرة، وأحزمة ناسفة معدة للتفجير بشمال ووسط سيناء".

ولم يحدد البيان الفترة التي نفذت خلالها هذه العمليات. لكنه أضاف أن القوات المسلحة ألقت القبض في إطار العمليات على 266 "فرداً من العناصر الإجرامية والمطلوبين جنائياً والمشتبه بهم". وأوضح أنه نتيجة لهذه العمليات "نال شرف الشهادة والإصابة ... أثناء الإشتباك وتطهير البؤر الإرهابية" 15 عسكرياً.

وفي شباط 2018، أطلقت القوات المصرية، من الجيش والشرطة، حملة واسعة ضد مجموعات مسلحة ومتطرفة في أنحاء البلاد، خصوصاً منها المتمركزة في شمال سيناء. ومنذ بدء الحملة، قتل نحو ألف شخص يشتبه في أنهم إرهابيون ونحو 80 عسكرياً، وفق إحصاءات الجيش. وجاء بيان الجيش بعد ساعات من بيان لوزارة الداخلية، أعلنت فيه مقتل 18 "إرهابياً" في مدينة بئر العبد بشمال سيناء بعد تبادل اطلاق النيران مع قوى الأمن.

والخميس وقع اعتداء على أفراد الجيش المصري في المنطقة نفسها أسفر عن مقتل وجرح 10 جنود، وتبناه "داعش". والجمعة، أعلن الجيش مقتل "تكفيريَّين شديدي الخطورة" في شمال سيناء في "عملية نوعية". وتواجه مصر منذ سنوات تمرداً في شمال سيناء تصاعدت حدّته بعد إطاحة الجيش الرئيس الإسلامي الراحل محمد مرسي في 2013 في عقب احتجاجات شعبية حاشدة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم