السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

البطريركُ الراعي والحاكِمُ الباقي

سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
البطريركُ الراعي والحاكِمُ الباقي
البطريركُ الراعي والحاكِمُ الباقي
A+ A-
ليس بجديدٍ أنَّ لبنانَ ساحةُ صراعٍ بين أميركا وإيران. وإذا كان حزبُ الله رأسَ الحربةِ الإيرانيّةِ، فرؤوسُ الحِرابِ الأميركيّةِ التقليديّةُ عَلاها الجِنْزارُ منذ سنوات. صحراءُ سياسيّة: لا قرنةُ شهوان، ولا 14 أذار، ولا ثورةُ أرز، ولا حتى شِلحُ أرز. تَعلمّوا ألّا يَثقوا ببعضِهم البعض، ويَترقّبون التطوّراتِ العسكريّةَ أو التسوويّةَ الآتيةَ قبيْلَ الانتخاباتِ الرئاسيّةِ الأميركيّةِ أو بُعيْدَها. هكذا تَمحّورَ الصراعُ (الآن) بين حزبِ الله ومَصرفِ لبنان. ومن دون استشارتِه جعلوا رياض سلامة رأسَ الحربة. "ما كانتِ الحسناءُ تَرفعُ سِتْرها لو أنَّ في هذي الجموعِ رجالا". حوّلوه جَبهةً سياسيّةً إلى كونِه أصلًا هدفًا ماليًّا واقتصاديًّا. بات هو جَبهةَ السيادةِ والاستقلال في غيابِ الجَبهةِ السياسيّةِ التقليديّة. تُرِك وحيدًا إذ اخْتلطَ على البعضِ الفارقُ بين سقوطِ رياض سلامة المرشّحِ لرئاسةِ الجمهوريّةِ ورياض سلامة حاكمِ مَصرِف لبنان. وهكذا أُضيف إلى الصراعِ الإيرانيّ/الأميركيّ صراعٌ مارونيٌّ/مارونيّ ضاهى الصراعَ الأول. كأنَّ رياض سلامة المنافِسُ الوحيدُ للمرشَّحين الموارنِة الآخَرين. ما كنت أعلمُ أنّنا نحن الموارنةَ استبدلنا الاستشهادَ بالانتحارِ، والمحبّةَ بالبُغض.في غيابِ أهلِ النظامِ وروّادِ السيادةِ والاستقلالِ والديموقراطيّة، انبرَى البطريركُ بشارة الراعي يُذكِّرُ المسؤولين والشركاءَ بالثوابتِ، يُعيد رسمَ حدودِ الميثاقيّةِ اللبنانيّةِ والقواعدِ الأخلاقيّةِ في المخاطَبة. كان الحِقدُ يَخرُج من فَمِ البعضِ لا الكلمات. وكان الانتقامُ يَتدفَّقُ لا الإصلاح. كان ضعيفًا هذا البعضُ وهو يَستقوي بالسلاحِ غيرِ الشرعيّ على مالِ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم