السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الطبيب مهدي شقير يروي لـ"النهار" تجربة محاربته كورونا وإصابته به في إيطاليا

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
الطبيب مهدي شقير يروي لـ"النهار" تجربة محاربته كورونا وإصابته به في إيطاليا
الطبيب مهدي شقير يروي لـ"النهار" تجربة محاربته كورونا وإصابته به في إيطاليا
A+ A-

أحد جنود جيش محاربة كورونا في إيطاليا، انضم إلى الحرب البيضاء منذ بدايتها، من دون أن يرفّ له جفن، وضع حياته في كفه وعمل على إنقاذ المرضى، وإذ بالفيروس يهاجمه، قاوم على سرير المستشفى لشهر متواصل حتى انتصر عليه... هو الطبيب اللبناني مهدي شقير الذي رفع اسم بلده عالياً في الاغتراب، مؤكداً أن الطب رسالة إنسانية سامية، وأنه مستعد للتضحية بحياته في سبيل القَسَم الذي أدلى به عند مزاولته المهنة.

هجمة شرسة

كتفاً إلى كتف وقف ابن بلدة أركي ـ قضاء صيدا، مع أطباء إيطاليا كما العديد من زملائه اللبنانيين، قام بكل ما في وسعه من أجل القضاء على الفيروس الذي خطف إلى الآن حياة 25,549 شخصاً، وهي ثاني أعلى حصيلة على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة، فيما وصل عدد المصابين بالفيروس إلى 106,848... على الجبهة تأهب الطبيب شقير الذي درس طب العائلة وانضم إلى طوارئ ثاني أكبر مستشفى في تورينو في عزّ الهجمة الشرسة لكورونا. قال لـ"النهار": "كنت عائداً من لبنان بعد زيارة للأهل، حين تفاجأت كما باقي الأطباء والسكان بغزوة الفيروس المرعبة، واجهناه بكل قوة على الرغم من قلة الموارد بالنسبة لعدد الإصابات التي كانت، عانينا من شحّ الأوكسجين حينها، إذ لم تكن المستشفيات مهيأة لهكذا عبء من المصابين، وبعد جهد لنحو أسبوع تمكّنّا من السيطرة على الوضع وتدارك الأمر"، وعما تم تداوله عن تفضيل الشباب على العُجَّز في ما يتعلق بأجهزة التنفس، أجاب الطبيب شقير: "لا يمكنني تأكيد أو نفي ذلك، لكن من خلال تجربتي الشخصية في المستشفى، فإن مواجهتنا لمشكلة نقص الأوكسجين لم تدفعنا أبداً إلى هذا الخيار، حيث حاولنا تأمين الأوكسجين لجميع المرضى".

حرب بيضاء

عدم معرفة الأطباء بدايةً لطبيعة الفيروس ومدى خطورته أدى، كما قال الطبيب شقير، إلى "إصابة الطاقم الطبي به ومن ضمنهم أنا، لأدخل في رحلة العلاج وأنتصر على الفيروس". وشرح: "عانيت من ارتفاع في الحرارة وأوجاع خفيفة في جسدي ومن ثم ضيق في التنفس، ولهذا السبب دخلت إلى غرفة الإنعاش وبدأت ببروتوكل العلاج المؤلف من عقار بلاكونيل وسيلان الدم ومضاد للإلتهاب، إضافة إلى جلسات أوكسجين، وقبل يومين انتهيت من رحلة المرض التي استمرت شهراً، آملاً العودة تدريجياً إلى نشاطي السابق"، لافتاً إلى أن "ما قمتُ به للمرضى واجب إنساني وأخلاقي، وقد أقسمت اليمين بعد تخرجي لأداء مهنتي على أكمل وجه. هدفي الأول مد يد المساعدة للمرضى من دون تراجع، وقد عشت حالة حرب بيضاء حقيقية، وواجهت مع زملائي الفيروس بكل قوة ونشاط وعزم، من دون أن ننتبه إلى إمكانية إصابتنا وانتقالنا من موقع الطبيب إلى موقع المريض".

ستة وعشرون سنة والطبيب شقير يؤدي رسالته الإنسانية على أكمل وجه، همّه الأول والأخير شفاء مرضاه ورسم البسمة على وجوههم ووجوه عائلاتهم.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم