الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

جولة مع مسحراتي رمضان الحاضر في قلب صيدا القديمة بعكس الحكواتي والزوايا الصوفية (صور وفيديو)

المصدر: صيدا- "النهار"
أحمد منتش
جولة مع مسحراتي رمضان الحاضر في قلب صيدا القديمة بعكس الحكواتي والزوايا الصوفية (صور وفيديو)
جولة مع مسحراتي رمضان الحاضر في قلب صيدا القديمة بعكس الحكواتي والزوايا الصوفية (صور وفيديو)
A+ A-

كثيرة هي العادات والتقاليد الشعبية والتراثية والدينية التي اندثرت وتلاشت في صيدا القديمة، بعد أن هجر غالبية أبنائها وأهلها بيوتهم في أحياء وحارات المدينة التاريخية والأثرية، وانتشروا في الضواحي وشرقها بعد الزلزال الذي ضرب المدينة في الخمسينيات واندلاع الحرب الأهلية اللبنانية.

"الحكواتي" الذي كان يعتبر من رجالات صيدا، يمتهن سرد القصص والروايات في المقاهي: عنترة والزير سالم وأبو زيد الهلالي، كان يتميز بطربوشه الأحمر ولباسه قنبازاً أسود، ويحمل في إحدى يديه عصا يلوّح بها خلال سرده القصص والحكايات، ذهب الى غير رجعة بعد وفاة آخر حكواتي في البلد القديمة الحاج أبو إبرهيم الحكواتي في أواسط السبعينات.


الزوايا والفرق الصوفية

يعود تاريخ وجود الزوايا الصوفية في صيدا الى عقود طويلة. وكانت توجد في أحياء صيدا القديمة عشر زوايا لم يبقَ منها حتى اليوم سوى زاوية الرفاعية. وكان المنتسبون اليها ينشطون ويظهرون في الساحات والشوارع في الأعياد وبعض المناسبات الدينية، خصوصا في مناسبة ذكرى مولد النبي. يعقدون حلقات الذِكر، رقصات الدوران حول النفس، ويمارسون طقوسا لا تزال مرفوضة من العديد من المسلمين أنفسهم، ومنها شك السيخ في الخدين أو في الرقبة والبطن. ومن بين المفاهيم لدى الفرق الصوفية هي أن تشعر كأنّك "ترى الله وان لم تكن تراه فإنّه يراك".

مسحراتي رمضان

وحده المسحراتي لا زال حاضراً في أحياء صيدا القديمة وحاراتها، وفي ذاكرة الصيداويين داخل المدينة القديمة وخارجها. وعلى درب والده المرحوم محمد الفناس الذي أتقن وظيفة مسحراتي شهر رمضان ومارس دوره طوال نصف قرن من دون أجر مسبق أو متعارف عليه سوى ما يجود عليه الناس نهاية شهر الصوم، يواصل محمود فناس الحفاظ على وظيفة والده وهو يعتبرها امانة منه، هو الذي اكتسبها أيضاً عن جدّه.

وفي اليوم الأول لبدء رمضان في صيدا رافقت عدسة "النهار" المسحراتي محمود الفناس من منزله الكائن في حي المسالخية وسط أحياء صيدا القديمة في جولته الميدانية سيراً على بعض أحياء وحارات صيدا القديمة، وقبل نحو ساعتين من موعد الصوم وصلاة الفجر، ارتدى محمود ثيابه الخاصة بالمسحراتي وعلّق طبله على كتفه، وحمل بيده مطرقة صغيرة وفي تجواله كان ينادي بصوت حزين "يا عباد الله وحده الله قوموا الى طاعة الله، واصحا يا نائم وحد الدائم، ورمضان كريم، شهر عظيم، شهر الرحمة وشهر الغفران". 

وقال الفناس لـ النهار": أشعر هذا العام بالحزن بسبب تفشي وباء كورونا وبسبب الوضع المعيشي والاقتصادي المتردي لعامة الناس. المساجد مقفلة وأجواء البهجة والسعادة بحلول العيد غابت عن وجوه الأطفال وكبار السن، وهذه الأجواء كانت تطل علينا برغم كل الأوضاع الصعبة والأحداث التي كانت تحصل قبل وباء كورونا وتردّي الأوضاع المعيشية لدى الطبقات الفقيرة والمعدومة". 

وأمل الفناس من الأثرياء والميسورين في صيدا مدّ يد العون والمساعدة لجميع الفقراء والمحتاجين حتى يشعروا أن صيامهم مرّ بسلام ورخاء ومحبة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم