الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بعد أزمة الكورونا: هل ستتغير آليات العمل وأنماطه؟

المصدر: "النهار"
هديل كرنيب
هديل كرنيب
بعد أزمة الكورونا: هل ستتغير آليات العمل وأنماطه؟
بعد أزمة الكورونا: هل ستتغير آليات العمل وأنماطه؟
A+ A-

فرض فيروس #كورونا نفسه على العالم أجمع واستطاع بتحوله إوباء عالمي، تغيير العديد من الأنماط والعادات السائدة في الأنظمة ككل، بدءً من نظام حياتنا اليومي والصحي وصولاً إلى نظام العمل وحياتنا المهنية.

وعلى الرغم من خبرات معظم البلدان والشركات المتراكمة في إدارات الأزمات، إلا أن هذا الفيروس كان قادراً على عزل الجميع في منازله، الأمر الذي أدى الى اتخاذ إجرارات جديدة وبدّل العديد من المفاهيم التي كانت مصاحبة لضرورة حصر الأعمال من المكاتب فقط، حيث اضطرت معظم الشركات المحلية والعالمية الى اعتماد نظام العمل عن بُعد كخطة بديلة لتلبية الاحتياجات ومتابعة الأعمال. فهل سيشكل الوضع الذي نمر به نقطة تحول في تغيير آليات العمل وأنماطه بعد الأزمة؟

لا شك أن أزمة الفيروس التاجي جعلت معظم الشركات والموظفين أكثر راحة بشأن العمل من المنزل أو خارج المكتب، وذلك يعود لعدة أسباب أهمها:

-المرونة في تأدية العمل كقدرة الموظف على اختيار المكان الذي يريحه (الشرفة، الحديقة المنزلية، غرفة الجلوس..).

-عدم حصر توقيت العمل بدوام معين، وهذا سبب رئيسي يعاني منه أغلب الموظفين، إذ عليهم النهوض باكراً للذهاب الى المكاتب وتحمل زحمة السير في أوقات الذروة صباحاً ومساءً، بينما في الوضع الحالي الموظف قادر على كسب الوقت وتحديد وقت عمله وساعات إنتاجيته وتأدية واجباته لتسليم ما هو مطلوب منه في المدة المحددة. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن تنظيم المهام الوظيفية مفتاح أساسي أثناء العمل من المنزل تبعاً لقدرة كل فرد على التركيز (قد يتطلب الأمر أحياناً لتأدية عمل ما 6 ساعات عمل وأحياناً أخرى 10 ساعات).

- التكنولوجيا وتقنيات التواصل عن بُعد وبرامج مكالمات الفيديو لعبت دوراً أساسياً وهاماً جداً في هذه المرحلة، اذ جعلت الموظفين والمدراء قادرين على التواصل دوماً كل من مكانه وفي الأوقات المحددة، على سبيل المثال برز مؤخراً تطبيق "Zoom" كأحد البرامج الرئيسية لعقد المؤتمرات واجتماعات العمل إلى جانب برنامج "Teams" التي تعمل مايكروسوفت على تحديثه كل حين لمواكبة سوق العمل...

وبالإضافة الى الإيجابيات أعلاه، إذا ما اردنا الغوص أكثر في استراتيجيات المهن المقبلة، سنلاحظ أيضاً أن سوق العمل اليوم يتجه أكثر نحو كل ما هو رقمي ومفتوح. بالنسبة للعديد من الشركات الناشئة، لا سيما تلك التي تتعلق بالعالم الرقمي وعالم التقنية والتطوير، يُعد العمل عن بُعد جزءاً من مسار عملها الطبيعي، وبالنسبة للبعض الآخر، فهو بيئة العمل الأساسية، اذ تجمع معظم الشركات اليوم موظفين وفرق عمل مختلفة عبر مناطق جغرافية منفصلة، لا مكاتب ولا مراكز أساسية لها، وبالتالي لا تكاليف إيجارات او مواصلات ومصاريف لا لزوم لها. من هنا يمكن القول إن الشركات التي تعمل في هذا المجال تحديداً، قد تتجه في المستقبل القريب بالفعل إلى اعتماد أسلوب العمل هذا.

التحديات والصعوبات

الصعوبة الأساسية التي تكمن في العمل عن بُعد هي في بناء فريق العمل الموزّع واعتماد التقنيات المناسبة للعمل. في هذه الحالة، يجب التعامل مع التوظيف بشكل مختلف للتأكد من أن المجموعة المراد توظيفها يشعرون بالراحة للعمل عن بعد وعلى اطلاع ودراية بكافة التطورات التقنية.

ومع ذلك، تتوقع الشركات، بعد هذه الأزمة، أن يطور الموظفون المهارات والانضباط الذاتي المطلوبين للعمل عن بُعد عند الحاجة، وأحياناً لفترات طويلة في كل مرة. في المقابل لن يتسارع التحول إلى العمل عن بُعد إلا عندما تبدأ الشركات والموظفون في رؤية فوائد هذا النموذج ويصبحون أكثر تكيّفًا معه، وهذا ما ننتظر أن نشهد تبعاته بعد مرور هذه الأزمة بسلام.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم