فيروز... صوتُها المصلّي مزمورُ شفاءٍ كمثلِ يدِ المسيح على أوجاع العالم

من المزامير الخامس والعاشر والحادي عشر والثامن عشر والثلاثين والتاسع والأربعين والسابع والخمسين والستّين والثاني والستّين، رأيتُ صوت فيروز، أمس، يمدّ يد الأمل إلى الشعب اليائس. رأيتُ صوتها يُزهِر مصلّيًا. كمسيحٍ ينزل عن صليب. كربيعٍ خفِرٍ يدحرج حجرًا عن قبر. وكقوس قزحٍ تخلع وجه الليل لتعيد أمومة الحياة المسروقة إلى الفجر اليتيم.لم يكن صوت فيروز، أمس، مغنيًّا ولا منشدًا، على أدراج بعلبكّ، في الأرز، في البيكاديللي، أو في الأولمبيا، ولا في الأمم المتّحدة. بل كان مندرجًا في الشعر الطلق، كالشعر الطلق. كالكلمة. وكان متدثّرًا بنور. كمحضِ تجلٍّ أيقونيّ، بعدما دخلت حباله وأوتاره منذ أجيالٍ وأجيال، في منطق النور والأيقونة. لقد رأيتُ صوتها، أمس، في الفيديو المصوّر في بيتها الإنطلياسيّ الوقور المتواضع، وقد راح الناس يتداولونه كرغيفٍ....