تتمّة ثانية لحوار من وراء الأبواب: تشرشل والمستحيل

■ صباح النور. لم أخرج اليوم من البيت. ولن أخرج بعد اليوم، إلى أنْ يستتبّ الوضع الصحّيّ استبابًا نهائيًّا. وداعاً يا سيّارة التاكسي...- خيرٌ إنْ شاء الله. هل تعرّضتَ لأيّ مخاطرة، خلال تجوالك في الشوارع بحثًا عن لقمة العيش. هل استقلّ سيّارة التاكسي التي استأجرتَها منذ يومين، أحد الذين تُحتمَل إصابتهم بالوباء؟■ لا شيء من هذا على الإطلاق. لكنّي قرّرتُ التوقّف عن الخروج، وأنا حازمٌ في قراري المستجدّ هذا. بعد طول تفكير، رأيتُ أنّ أولويّتي هي الحفاظ على عائلتي، الأولاد والزوجة. ولا يمكنني أنْ أعرّض نفسي وأعرّضهم لأيّ خطر، تحت أيّ حجّة. الموضوع لا يتحمّل أيّ أخذٍ وردّ، كما لا يتحمّل الاسترسال في الغنج وطقّ الحنك. بتُّ مقتنعًا كلّ الاقتناع بأنّ على المواطنين، في مسألة الوقاية من الوباء، لزوم منازلهم، وعدم التهاون والسماح للعنتريّات والمراجل السمجة بأنْ تحتلّ الواجهة...- هل دبّرتَ مسألة لقمة الخبز والحاجات الأساسيّة؟■ ناديتُ على الأهل والأقرباء والأصدقاء الخلّص لمساعدتي في تأمين أمور المعيشة العائليّة. لا أخفي سرًّا إذا قلتُ أمام...