السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

هل النتيجة الإيجابية تستدعي حكماً الحجر في المستشفى؟

المصدر: "النهار"
كارين اليان
كارين اليان
هل النتيجة الإيجابية تستدعي حكماً الحجر في المستشفى؟
هل النتيجة الإيجابية تستدعي حكماً الحجر في المستشفى؟
A+ A-

بعدما أصبح الفحص الخاص بفيروس كورونا متوافراً في المستشفيات الجامعية في بيروت، يتهافت المواطنون لطلب اجرائه بمبرر أو من دونه. ثمة جدل واسع يحيط بهذا الموضوع. فعلى الرغم من المعايير المطلوبة لإجرائه وعلى رأسها التعرض للفيروس في بلد موبوء أو التعرض لشخص كانت نتيجة الفحص لديه إيجابية إضافةً إلى وجود أعراض المرض، لا يتم التقيد بهذه المعايير وتختلف الآراء أحياناً حوله.

أسئلة كثيرة يطرحها المواطنون حول فحص فيروس كورونا. وثمة تفاوت في الآراء أحياناً ما يسبب حالة ارتباك فتطرح أسئلة كثيرة هنا تبرز ضرورة الإيجابة عليها لتوضيح التفاصيل الخاصة بالفحص.

عازار: لا تستدعي كل الحالات دخول المستشفى

يوضح الطبيب الاختصاصي في الأمراض الجرثومية في مستشفى القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس الدكتور عيد عازار أنه حتى اليوم بحسب وزارة الصحة يتم إدخال كل مريض تكون نتيجة الفحص لديه إيجابية إلى المستشفى الحكومي أو أي من المستشفيات المعتمدة. فهذا هو الاتجاه الأول المعتمد حتى الآن. لكن في المقابل ثمة اتجاه ثان لا يعتبر سيئاً علمياً بل يمكن تطبيقه وهو مطبق في الخارج. ففي الحالات التي لا تستدعي الاستشفاء والتي تظهر اعراضاً بسيطة لديها، يمكن الاكتفاء بالحجر المنزلي وما من داعٍ لدخول المستشفى. "رغم أن هذا ممكن وطبيعي ومطبق في دول العالم، لكن لأنه غير مقبول شعبياً وإعلامياً لا تزال وزارة الصحة تتحفظ عن إصدار تعميم بهذا الخصوص". ولا يخفي الدكتور عازار أنه قد لا يكون ضرورياً حتى تشخيص الحالة في حال ظهور الأعراض إذا كانت بسيطة وما من داعٍ عندها لإجراء الفحص ما لم تكن هناك مضاعفات في الحالات التي تشكل الإصابة فيها خطراً على المريض كما لدى المسنين ويشير هنا إلى خطة بريطانيا اليوم.الفحص لمن يحتاجه فقط

يشدد عازار على أن الفحص لا يجرى إلا استناداً إلى معايير معينة لاعتباره غير متوافر بكميات كبيرة ولا يمكن التهاون في هذا الموضوع ولا بد من التركيز على الأشخاص الذين يحتاجونه بشكل خاص. وبالتالي يدعو إلى عدم إجرائه بطريقة عشوائية خصوصاً أنه في حال عدم ظهور أعراض قد لا تكون النتيجة مؤكدة وثمة ما يعرف بالـfalse negative حيث تكون النتيجة سلبية وغير دقيقة لعدم ظهور أعراض كالسعال أو ارتفاع الحرارة وفي حال معاودة الفحص بعد اسبوع يمكن أن تكون النتيجة إيجابية، فيما يكون الشخص قد اطمأن لأن نتيجته كانت سلبية وأنه لا يحمل الفيروس ولا يعود يتخذ الإجراءات اللازمة. وهنا تكمن خطورة إجراء الفحص بطريقة عشوائية في غير الوقت المناسب ما يهدد بنفاد الكميات المتوافرة. لذلك لا بد من التشديد على المعايير الاساسية وهي الشك باحتمال الإصابة في حال التعرض للفيروس بسبب السفر أو الاتصال بشخص تم تأكيد إصابته إضافةً إلى وجود أعراض.بعد كم من الوقت تظهر نتيجة الفحص؟

قد تختلف الفترة المطلوبة لصدور نتيجة الفحص بحسب الدكتور عازار بحسب التوقيت الذي يجرى فيه. "في مستشفى الروم في حال الحضور لإجراء الفحص قبل الساعة التاسعة أو العاشرة يمكن أن تصدر النتيجة خلال 4 أو 5 ساعات. أما في حال الحضور في الساعة الثامنة مساءً فمن الطبيعي ان تتأخر النتيجة. فثمة بروتوكول معين متبع في المستشفيات في إجراء الفحص مع العلم أنه تقنياً لا يمكن إجراء الفحص لشخص واحد بل يتم الانتظار عادةً لإجرائه لأشخاص عدة في الوقت نفسه عند فتح عدّة الفحص".

الدكتور ماريو شحروري: المختبرات تبلّغ الوزارة بكل حالة نتيجة فحصها إيجابية وثمة من يختارون الحجر المنزلي

في 70 في المئة من الحالات المصابة بالفيروس التي يجرى لها الفحص تكون النتيجة إيجابية وفي 30 في المئة من الحالات تكون سلبية بحسب طبيب الصحة الدكتور ماريو شحروري لاعتبار أن الفحص يجرى من خلال عينة تؤخذ من الأنف أو الحنجرة وتحديداً من الإفرازات فيها وقد لا تكون النتيجة دقيقة بنسبة 100 في المئة. "تجدر الإشارة إلى أن الفحص هو عبارة عن عينة تؤخذ من الأنف أو من الحنجرة من الخلف. وتحتوي عدّة الفحص على أدوات لـ5 اشخاص أو 10. مع الإشارة إلى ان الفحص ليس مزعجاً بقدر ما يشار إلى ذلك وهو مشابه للفحص الذي يجرى في حالات الانفلونزا التي تؤخذ فيها عينة من الأنف. لكن قد يشعر البعض برغبة في التقيؤ عند أخذ عينة من الحنجرة". ويشير الدكتور شحروري إلى ان الشخص قد يكون مصاباً او يحمل الفيروس وتكون النتيجة سلبية ولا يمكن الوثوق بها تماماً. وبالتالي يجرى الفحص بشكل اساسي لمن هم عرضة للخطر أو لمن تعرضوا لشخص اثبتت إصابته. أما في حال كانت النتيجة سلبية وثمة شك بالإصابة، من الضروري الحرص على الحجر المنزلي بغض النظر عن النتيجة لان العدوى تبقى ممكنة وثمة احتمال بحمل الفيروس. لذلك في المستشفى الحكومي يجرى الفحص مرتين لتأكيد النتيجة وتثبيتها، بخاصة في حال الشك بإمكان الإصابة، لاعتبارها المركز المعتمد من الحكومة. لكن الفحص سيجرى مرة واحدة فقط في المستشفيات وليس مرتين. أما بالنسبة إلى المصابين وبعد انتهاء فترة الحجر فمن المؤكد ان الفحص يجرى مرتين لتوثيق النتيجة والتأكد منها للتحقق ما إذا كان المريض قد تعافى بالكامل وما من اثر للفيروس في جسمه". ويشير اشحروري إلى أنه يبدو أن انتشار الفيروس بدأ يخف نتيجة الحجر المنزلي ومن المتوقع أن تتراجع المعدلات. هل الحجر يتم دائماً في المستشفى؟

يؤكد الدكتور شحروري أنه ليس ضرورياً أن يتم الحجر في المستشفى في حال كانت النتيجة إيجابية فثمة حالات عديدة تختار الحجر في المنزل. لكن في كل الحالات كافة المختبرات التي يجرى فيها الفحص تبلغ وزارة الصحة عن الحالات التي تكون النتيجة فيها إيجابية. وبالتالي إن أرقام وزارة الصحة تضم كافة الحالات التي كانت نتيجة فحصهم إيجابية في اي من المختبرات والمستشفيات.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم